أمريكا باقية بمنظمة الصحة وستنضم لآلية “كوفاكس”.. بايدن يطلق خطته لمكافحة كورونا

الرئيس الأمريكي السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن
الرئيس الأمريكي السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن (غيتي)

أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن إستراتيجية وطنية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19)، في أول يوم عمل في منصبه، الخميس، ووضع استجابة اتحادية منسقة قاومها سلفه دونالد ترمب لفترة طويلة.

وتهدف إستراتيجية بايدن إلى استعادة الثقة في الحكومة، وتكثيف برنامج التطعيم، وتوسيع نطاق الفحوص ووضع الأقنعة الواقية، وإعادة فتح المدارس والشركات بصورة آمنة، وتعزيز المساواة العرقية.

وقال البيت الأبيض في بيان “نستطيع التغلب على كوفيد- 19 وسنتغلب عليه. تستحق أمريكا استجابة لجائحة كوفيد- 19 مدفوعة بالعلم والبيانات والصحة العامة، لا السياسة. توفر الاستراتيجية الوطنية خريطة طريق لتوجيه أمريكا للخروج من أسوأ أزمة صحية عامة منذ قرن”.

وتابع البيان أن الخطة تحدد أيضًا أطر نحو 12 أمرًا تنفيذيًا سيصدرها بايدن خلال أول يومين له في منصبه.

ومن المقرر أن يقدم الرئيس الديمقراطي الجديد ملاحظات حول استجابة إدارته لكوفيد-19وتوقيع أوامر تنفيذية في وقت لاحق، الخميس.

وأضاف البيت الأبيض “لا تزال أمتنا تمر بأحلك أيام الجائحة، مع تسجيل أعداد قياسية من الحالات، وأعداد الوفيات ومن نُقِلوا إلى المستشفيات”.

وفي السياق، أبلغ أنتوني فاوتشي كبير مستشاري الرئيس الجديد، الخميس، منظمة الصحة العالمية أن الولايات المتحدة تعتزم في ظل قيادة بايدن الانضمام إلى آلية “كوفاكس” التي تهدف إلى توفير اللقاحات للدول الفقيرة.

وأكد فاوتشي، في كلمة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أن الولايات المتحدة ستبقى عضوًا في المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

وقال، في مؤتمر عبر الفيديو، إن بلاده ستعمل مع أطراف أخرى على قضايا تتراوح من جائحة فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19) إلى فيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) المسبب لمرض الإيدز.

ورحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بإعلان فاوتشي، قائلًا “هذا يوم جميل لمنظمة الصحة العالمية، ويوم جميل للصحة العالمية”.

وأضاف “منظمة الصحة العالمية عائلة من الدول ونحن جميعًا سعداء لبقاء الولايات المتحدة ضمن العائلة”.

كما رحبت النمسا (نيابة عن الاتحاد الأوربي) وبريطانيا وكندا وكينيا وكوريا الجنوبية، بتغير الموقف الأمريكي وتعهدت بالعمل المشترك لتعزيز التعاون بين الدول.

وقال فاوتشي، بعد يوم من تنصيب بايدن رئيسًا “سيصدر الرئيس بايدن توجيهًا، في وقت لاحق اليوم، يتضمن نية الولايات المتحدة الانضمام إلى كوفاكس ودعم مبادرة (تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19)؛ لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف الخاصة بلقاحات كوفيد-19، وتوزيعها (الأدوات) لأغراض العلاج والتشخيص، والعدالة في الحصول عليها والبحث والتطوير”.

ومن المتوقع أن تصل الدفعة الأولى من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى الدول الأشد فقرًا، في فبراير/ شباط المقبل، بموجب برنامج كوفاكس الذي تديره منظمة الصحة العالمية وتحالف جافي للقاحات، بحسب ما قاله مسؤولون في المنظمة هذا الأسبوع.

لكن المسؤولين أثاروا مخاوف من أن الدول الأكثر ثراءً ستنال رغم ذلك نصيب الأسد من الجرعات المتاحة.

وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت للمجلس “نرحب بقرار الولايات المتحدة الانضمام إلى منصة كوفاكس.. نحن بحاجة إلى حملة تطعيم عالمية إذا كنا نريد التغلب على هذه الجائحة”.

وقالت السفيرة النمساوية إليزابيث تيشي فيسلبرجر نيابة عن الاتحاد الأوربي “حان الوقت كي نجدد المساعي الأوربية الأمريكية المشتركة التي تهدف إلى تعزيز المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية وإصلاحها”.

وقال فاوتشي إن الولايات المتحدة “ستفي بالتزاماتها المالية”، مضيفًا أنها ستعمل مع باقي الدول الأعضاء، وعددها 193 دولة لإصلاح المنظمة.

وكان ترمب قد أوقف تمويل المنظمة، التي تعد واشنطن أكبر مانحيها، وأعلن عن عملية للانسحاب منها في يوليو/ تموز 2021، فيما كان يعتبر جزءًا من انسحاب واشنطن من المنظمات الدولية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات