محكمة أمريكية تعلق حصانة رئيس الوزراء المصري السابق في قضية تعذيب محمد سلطان

الناشط الحقوقي الأمريكي من أصل مصري محمد سلطان (يمين) ورئيس وزراء مصر الأسبق حازم الببلاوي (يسار)
الناشط الحقوقي الأمريكي من أصل مصري محمد سلطان (يمين) ورئيس وزراء مصر الأسبق حازم الببلاوي (يسار) (مواقع التواصل)

علقت محكمة أمريكية السبت طلبا من الإدارة الأمريكية بوقف إجراءات قانونية ضد رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي لاتهامه في قضية تعذيب الناشط الأمريكي من أصول مصرية محمد سلطان.

ونشر “سبنسر سو” المراسل القضائي في صحيفة واشنطن بوست صورة توضح طلب المحكمة من الإدارة الأمريكية بالإفصاح عن موقف “مصلحتها” من القضية المقامة ضد الببلاوي، معلقة بذلك سريان “موقف المصلحة” السابق الصادر عن الخارجية الأمريكية في الإدارة السابقة.

ويعطي قرار المحكمة الإدارة الجددية مهلة حتى السادس والعشرين من فبراير/شباط المقبل لتكوين موقف بشأن القضية.

 

 

 

وسبق أن قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 10 يوليو/ تموز الماضي، إن السفارة المصرية في واشنطن طالبت بتدخل الخارجية الأمريكية في القضية التي رفعها سلطان ضد الببلاوي.

وأضافت الصحيفة أن السفارة المصرية حذّرت أنه لو لم تتدخل الخارجية الأمريكية لصالح الببلاوي في القضية؛ فإن هذا سيضر بـ “العلاقة الاستراتيجية” بين الولايات المتحدة ومصر، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد مزاعم عن حملة ضغوط دبلوماسية شنتها حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعرقلة الدعوى المرفوعة ضد الببلاوي.

وحينها، اتهم عدد من المشرعين الأمريكيين وجماعات حقوق الإنسان، القاهرة بابتزاز إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، عبر التهديد بإضعاف الشراكة الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ما لم تتدخل واشنطن لرفض دعوى قضائية من محمد سلطان (32 عامًا).

وفي وقت سابق من يوليو 2020، أخبر محامي الببلاوي المحكمة أن الحكومة المصرية -عبر سفارتها في واشنطن- قالت إن موكله “يتمتع بحصانة من الدعوى، ليس فقط بحكم وضعه الدبلوماسي الحالي، ولكن أيضًا حصانة شخصية بسبب منصبه الرسمي”، وذلك في 21 يونيو/ حزيران الفائت.

ويعمل الببلاوي في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، منذ الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وبموجب الاتفاقية الدبلوماسية يتمتع الببلاوي بـ”حصانة كاملة” من الإجراءات الجنائية والمدنية والإدارية في الولايات المتحدة.

واتهم سلطان رئيس وزراء مصر الأسبق بتعذيبه، قائلًا إنه سيواصل الدفاع عن قضيته حتى تتحقق العدالة.

وأضاف: “من غير المعقول أن أرى حكومتي تحاول التدخل نيابة عن جلادي بدلًا من حماية مواطنها. لقد عرّضوا عائلتي وأقاربي للأذى بشكلٍ كبير، هذا لم ينتهِ بعد. نعلم من البداية أنها معركة طويلة، وضربة كهذه لن تمنعنا من السعي لتحقيق العدالة”.

بينما استشهد محامي سلطان بقانون حماية ضحايا التعذيب الأمريكي، وهو قانون عام 1991، يسمح بدعاوى ضد المسؤولين عن التعذيب أو المعاملة اللإنسانية التي تقع في أي مكان في العالم، إذا كان المتهمون في الولايات المتحدة ولم يبقوا في مناصب رئاسية أو حكومية.

ويحمل محمد سلطان المصري الأصل جنسية أمريكية، وهو نشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ومنذ رفعه دعوى قضائية ضد الببلاوي، سجنته السلطات المصرية لمدة 21 شهرًا (وأطلِق سراحه في 2015)، فضلًا عن سجن عدد من أقاربه المصريين، فيما وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنه محاولة لإرغامه على السكوت.

المصدر : الجزيرة مباشر