في عقدها الأول.. هذه “إنجازات” الثورة المصرية في عيون أبناء “25 يناير”

المصريون يحيون الذكرى العاشرة لثورة يناير بانتضافة إلكترونية ضد السيسي (مواقع التواصل)

تحمل مؤشرات تقييم الثورة المصرية، حالة من الإخفاق في تحقيق أهدافها، بينما حمل أبناء هذه الثورة نظرة أكثر إيجابية بعد مرور عقد كامل على إندلاعها في يناير/ كانون الثاني 2011.

وحلت الذكرى العاشرة، أمس الإثنين، وسط تمديد لقانون الطوارئ ومنع المظاهرات وتجاهل إعلامي وحكومي بذكرى الثورة المصرية.

وبنظرة أكثر إيجابية حاول العديد من النشطاء والمشاركين، النظر بصورة مغايرة إلى الثورة، وأطلق البعض الدعوة إلي تقييم إنجازاتها وليس النظر إلي اخفاقات الماضى.

وتبادل النشطاء رسائل حالمة بمستقبل الثورة، مشيرين إلى أنهم وضعوا حجر الأساس للقادمين من بعدهم.

وقال الحقوقي أحمد سميح، في رسالة مصورة “أشعر بالرضا عن يناير وما قدمنا بها، مطالبا جيل الثورة بالنظر إلي المستقبل وليس في موضع أقدامهم” .

 

وتابع “الثورة أثرت في حياتي سلبا وإيجابا وأنا راضٍ، لأن مصر تستحق، ولو سألت السجين هيقولك أنه راضٍ بما يدفع من ثمن لأن مصر تستحق، والشهيد ضحى بدمه لأن مصر تستحق”.

وأشار إلى أن ثورة يناير حققت هدفها، موضحًا أن الشعب المصري رفع شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) وبالفعل نجح خلال 18 يومًا فقط في إسقاط حسني مبارك، الرئيس الذي ظل لمدة 30 عاما يحكم مصر، وأوصله للمحاكمة.

وتابع سميح “لا نعتقد أن الثورة لم تحقق إنجازات، فمنذ 2012-2020 انتخب المصريون ثلاثة رؤساء وهو حدث تاريخي، فالولايات المتحدة تنتخب رئيس أو اثنين في نفس الفترة”.

وخاطب المشاركين في الثورة  قائلا “لا تقيم مسار الثورة بما واجهت من مشكلات، لكن انظر إليها في سياقها التاريخي”.

ودعا “جيل يناير” إلى عدم الإثقال على نفسه قائلًا “لا تثقلوا على أنفسكم، احنا عملنا إنجاز كان من المستحيل أجيال من قبلنا تحقق، وأصبح إنجازًا تاريخيًا واضحًا يمهد للأجيال القادمة”.

بينما ذهب القيادي الإخواني أحمد رامي، إلى أن الإنجاز تحقق بالفعل وحمل اسم ثورة يناير وهو واقع مهما حاول النظام طمسه.

وأشار إلى أن الثورة منحت كل من شارك فيها من نشطاء وثوار وقوى سياسية، خبرات عملية، لن تُكتسب لولا الثورة.

وتابع “سيظل أثارها ممتدة، لاستكمال مشروع الثورة، فاليوم نمتلك كامل الإرادة وعلينا بناء القدرة لاستكمال مشروع الثورة”.

وأضاف “عندما نتحدث بعاطفتنا معناه أن هناك إرادة لاستكمال الأمر والسعي لاستكمال وبناء القدرة”.

في حين أعربت الناشطة سالى توما عن مشاعرها قائلة “أنا مش حاسة بهزيمة بالعكس..أنا بقاوم جدًا الرومانسية الثورية اللي مسيطرة عليا لسة، إلا أنني كلي على بعضي كدة انتصاراتي وانهزاماتي الشخصية والعامة بنت يناير، اتولدت مع نورها اللي شق كل عتمة  قلب كل الموازين..التاريخ كله قبل 25 يناير حاجة وبعده حاجة تانية”.

ووصف الناشط والشاعر أحمد سعد، الثورة عبر أبيات قائلا “يناير دين ووعد، وهوية جيل وأرض، على طول، طول ما هايفضل هايفضل يجي قادر يدينا الفرصة نرجع، نبدأ بالجاي يناير”.

وفى فيديو مصور أعرب عدد من “ثوار المنفى” كما يطلقون على أنفسهم، عن دروس تعلموها من ثورة يناير، جاء في مقدمتها العمل الجماعي والتعبير عن الأقليات والانتماء والصبر وحب العلم من أجل استكمال مشروع الثورة.

واستهل المقطع المصور بكلمات للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير “نحبُّ البلادَ كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ… صباحًا مساءً وقبل الصّباحِ وبعد المساءِ ويوم الأحدْ… ولو قتّلونا كما قتّلونا ولو شرّدونا كما شرّدونا لعُدنا غزاة لهذا البلدْ.. نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد”.

بينما قام المصور طارق وجيه الذي يحسب له عدد من الصور التوثيقية للثورة، بنشر مجموعة جديدة من صور الثورة وذلك بمناسبة العقد الأول لثورة يناير.

بينما دعا عدد من الكتاب الصحفيين والسياسيين ومنهم أنور الهواري وزياد بهاء الدين، إلى ضرورة طي جراح الماضي والعمل على بناء خطوات مستقبلية للثورة.

 

كلمات وطموحات رواد مواقع التواصل تعكس صورة جديدة وأكثر إيجابية نحو ثورة يناير التي ظلت على مدار السنوات التسع الماضية، أشبه ببكائيات يرددها من شارك في الثورة ويشعر بالهزيمة.

وأندلعت ثورة يناير في 2011، ونجح المصريون في إسقاط النظام الحاكم واجراء انتخابات برلمان ورئاسية بشفافية لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، لكن سرعان من انقلب الجيش بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي في يوليو/ تموز 2013 على الرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب.

ومنذ ذلك الحين، يعيش المشاركون في ثورة يناير حالة من التنكيل بهم دفعت بعضهم للفرار للخارج، بينما صدر بحق آخرين أحكام قضائية، وتعرض العديد منهم للقتل خارج إطار القانون، وهو ما ينفيه النظام المصري بشكل دائم.

المصدر : الجزيرة مباشر