اشترتها الإمارات لصالح حفتر.. التايمز: أمريكا نقلت منظومة صواريخ روسية من ليبيا بعملية سرية

منصة إطلاق صواريخ بانتسير الروسية (غيتي)

أفادت صحيفة التايمز البريطانية أن منظومة صواريخ دفاع جوي روسية مُركبة على شاحنة تم الاستيلاء عليها في ساحة المعركة بليبيا نُقلت إلى قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا في مهمة سرية.

وأضافت الصحيفة أنه صدرت الأوامر بالعملية وسط مخاوف من أن تقع منظومة صواريخ بانتسير إس-1، التي تستطيع إسقاط الطائرات المدنية بسهولة، في أيدي المليشيات أو مهربي الأسلحة في ليبيا التي مزقتها الحرب.

وتضمنت العملية، وفقا للتايمز، إرسال فريق على متن طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى مطار زوارة غرب العاصمة طرابلس في يونيو/ حزيران الماضي لتحميل المنظومة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في جنوب غرب ألمانيا.

وكانت الإمارات قد اشترت هذه المنظومة من روسيا، وأرسلتها إلى ليبيا لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وعندما تم الاستيلاء عليها كانت قوات حفتر متورطة في معركة لانتزاع السيطرة على طرابلس من حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وتدعمها تركيا، بينما كان حفتر مدعوماً من الإمارات وروسيا.

ويُعتقد أن مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية قاموا بتشغيل بعض أنظمة الدفاع الجوي، وتم الاستيلاء على مدفعية البانتسير بعد سيطرة قوات الوفاق على قاعدة الوطية الجوية.

وتلقي تلك المهمة مزيدًا من الضوء على الإجراءات السرية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد الوجود الروسي في ليبيا، التي تمتلك بعضًا من أكبر احتياطيات النفط في أفريقيا، فبينما أظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب القليل من الاهتمام بالصراع الليبي، سعى البنتاغون ووزارة الخارجية لفضح الدور الروسي المتنامي هناك.

وفي عام 2019، أبلغت الولايات المتحدة السلطات الليبية عن وجود مستشارين سياسيين روس في ليبيا يعملون لصالح مؤسس شركة فاغنر، يفغيني بريغوزين.

وفي العام الماضي، اتخذت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا خطوة غير عادية عندما نشرت معلومات مخابراتية  حول نشر طائرات روسية متقدمة في ليبيا لدعم حفتر.

وقالت التايمز إن لدى الولايات المتحدة حسابا تريد تصفيته مع روسيا لأنها تعتقد أن منصة صواريخ بانتسير التي يديرها فنيو فاغنر أسقطت إحدى طائراتها المسيرة من طراز (ريبر Reaper)، التي تبلغ تكلفتها حوالي 32 مليون دولار أمريكي، أثناء قيامها برحلة مراقبة فوق ليبيا. وحينها طالب الجيش الأمريكي باستعادة الحطام لكن حفتر زعم جهله بالموقع.

وقال مسؤول روسي إن موسكو كانت على علم بأن الولايات المتحدة استولت على نظام بانتسير لكنه أشار إلى أن هذا الاستيلاء له قيمة مخابراتية محدودة، إذ ستتاح للولايات المتحدة الفرصة لدراسة نفس النظام في الإمارات.

ورغم أن الإمارات عملت بشكل وثيق مع فاغنر، وزُعم أنها ساعدت في تمويل آلاف المرتزقة في ليبيا، فإنها حليف وثيق للولايات المتحدة، كما أنها اشترت أكثر من 50 منظومة صواريخ بانتسير.

وأشارت التايمز إلى أنه بعد الاستيلاء على المنظومة من قاعدة الوطية الجوية في 18 مايو/ أيار 2020، نقلها المقاتلون إلى بلدة الزاوية غربي طرابلس، حيث استولى عليها قائد ميليشيا سيئ السمعة يُدعى محمد بحرون، ويشتبه في أن له صلات بمهربين ومتطرفين. لكن القوات التابعة لوزير الداخلية فتحي باشاغا أجبرت مقاتلي بحرون على تسليم النظام الصاروخي، ومن ثم نُقل إلى قاعدة تستضيف القوات التركية ثم إلى المطار.

ويقول مراقبون إن الحادثة لم تنعكس بشكل إيجابي لا على روسيا ولا على الإمارات، إذ من المفترض أن الأمم المتحدة تفرض حظرًا على الأسلحة يمنع تصديرها إلى ليبيا، التي تعاني من اضطراب مستمر تقريبًا منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد معمر القذافي عام 2011.

المصدر : صحيفة التايمز