التايمز: مليشيات عراقية تابعة لإيران تفتح جبهة جديدة ضد السعودية

العاصمة السعودية الرياض (غيتي)

أبرزت صحيفة “التايمز” البريطانية مخاوف من أن تكون المليشيات المدعومة من إيران في العراق قد فتحت جبهة جديدة ضد السعودية، بعد هجوم طائرتيْن مسيرتيْن على العاصمة الرياض في أقل من أربعة أيام.

وسُمع دوي انفجار مزدوج فوق الرياض، صباح أمس الثلاثاء، وقال شهود عيان إنه بدا وكأنه اعتراض لصواريخ.

وكان قد وقع حادث مماثل، السبت الماضي، ألقي اللوم فيه على الحوثيين في البداية، وهي الجماعة المدعومة من إيران، والتي تحارب الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن والمدعومة من السعودية.

ولكن نفى الحوثيون ذلك، رغم أنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن العديد من الهجمات السابقة على مدن سعودية خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات.

وبدلًا من ذلك، أصدرت ميليشيا جديدة -مقرها العراق- بيانًا تعلن فيه مسؤوليتها عن التفجير، وقالت “ألوية الوعد الحق”، إن الهجوم “شنته أيادٍ عراقية فقط”.

وذكرت قناة إخبارية إلكترونية -مقرّبة من الجماعات المدعومة من إيران في العراق- أن الهجمات تهدف إلى جعل السعودية “ملعبًا للصواريخ والطائرات من دون طيار”، وأنها ستصبح هدفًا لـ”المقاومة” من الشمال والجنوب.

ويبدو أن “ألوية الوعد الحق”، وفق الصحيفة البريطانية، هي الأحدث من بين عدد من المليشيات الغامضة التي ظهرت في العراق منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني قبل أكثر من عام.

وقُتل سليماني بأوامر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في غارة جوية بطائرة مسيّرة في بغداد، مع الملازم العراقي أبو مهدي المهندس، زعيم كتائب حزب الله العراقية.

ويُفترض أن المليشيات الجديدة هي أحد فروع لمنظمات قائمة مثل حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، التي حاربت القوات الأمريكية والبريطانية واختطفت أجانب في السنوات التي تلت غزو العراق عام 2003.

ووفق الصحيفة البريطانية، إذا تأكد هذا الادعاء فإنه يشير إلى أن المسلحين الموالين لإيران في العراق يحاولون تهديد الشريك الأمني الأهم للولايات المتحدة، كوسيلة للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.

وتقف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط عند مفترق طرق، وفق الصحيفة، حيث وعد بايدن بالانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي تخلى عنه ترمب كجزء من حملة “الضغط الأقصى” ضد طهران، كما وعد بايدن أيضًا بوقف الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، وتأمين دور القوات الأمريكية في العراق.

وكانت المليشيات الغامضة نفسها قد شنت هجمات صاروخية متكررة على المنطقة الخضراء ببغداد، مقر السفارة الأمريكية، وعلى قوافل الجيش الأمريكي والعراقي.

وترى الصحيفة أن إقحام السعودية “في اللعب” من شأنه أن يوسّع التهديد، الذي يمكن أن تشكّله هذه الميليشيات، إذا واصل بايدن بعض سياسات عهد ترمب.

وإذا انتهت الحرب في اليمن، فإن الميليشيات العراقية ستمنح إيران القدرة على مواصلة الضغط على الولايات المتحدة والسعودية لأغراض استراتيجية أوسع، وفقا للتايمز.

وتدرك الرياض تمامًا أن العلاقات بين إيران والعديد من المليشيات الشيعية المتمركزة في العراق أكثر رسوخًا مما هي عليه مع الحوثيين، حيث أشرف الحرس الثوري على حشد كبير لقدرات الصواريخ في العراق في السنوات الأخيرة، وتشكل المليشيات الموجودة في العراق جزءًا مهمًا من ردع إيران ضد السعودية.

وفي غضون ذلك، أكد البنتاغون أنه يخطط لمد وجوده العسكري في السعودية، والمتمركز حاليًا بالقرب من الرياض، وصولًا إلى الصحراء الغربية وميناء ينبع على البحر الأحمر.

وتعهدت إدارة بايدن بمواصلة مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها، ويمكن قراءة زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي إلى ينبع، هذا الأسبوع، باعتبارها تأكيدا لهذا الالتزام.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، علّق بايدن بعض العقوبات التي فرضتها الإدارة المنتهية ولايتها على الحوثيين؛ استجابة لمناشدات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة بأن هذه العقوبات ستعرقل الإمدادات الإنسانية.

ومع ذلك، أبقت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات على قادة الحوثيين، وقالت إن التعليق كان لمدة شهر واحد فقط وقيد “المراجعة”، ما يشير إلى أن بايدن يسعى إلى حل وسط بين “الضغط الأقصى”، وما يسميه منتقدوه “التهدئة”.

المصدر : صحيفة التايمز