إيران تبدأ إجراءات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة

إيران تسعى لتخصيب اليورانيوم (وكالات)

أعلنت إيران، الإثنين، بدء إجراءات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك المحددة بموجب الاتفاق النووي المبرم بينها وبين ست دول كبرى في 2015.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي إن بلاده “بدأت إجراءات إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة في منشأة الشهيد علي محمدي (فوردو)” المقامة تحت الأرض على بعد 180 كيلومترا جنوب طهران.

وكانت إيران تعتمد نسبة التخصيب هذه قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، والذي سعت من خلاله الدول الكبرى إلى ضمان عدم حصول طهران على سلاح نووي.

ودائما ما تؤكد إيران على الطابع السلمي لبرنامجها النووي.

ويعد هذا الإجراء الأحدث والأكثر أهمية في سلسلة خطوات اتخذتها طهران، وتراجعت من خلالها عن معظم التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق بشأن برنامجها النووي، في أعقاب قرار الولايات المتحدة الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق في عام 2018.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران، عقب الانسحاب من الاتفاق.

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر تويتر “استأنفنا التخصيب بنسبة 20 في المئة، كما أقره برلماننا. تم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق الأصول”.

وقال إن كل التراجعات الإيرانية عن بنود الاتفاق قابلة للعودة عنها “بشكل كامل”، متى توافر “الالتزام الكامل من كل الأطراف”.

وشدد ظريف -أبرز ممثلي إيران في أعوام التفاوض الطويلة للتوصل الى الاتفاق- على أن الخطوة “تتوافق بالكامل” مع بنود الاتفاق المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، وتأتي “بعد سنوات من عدم التزام عدد من المشاركين الآخرين” به.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، بدء إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة.

وأشارت الى أن طهران تستخدم في ذلك كميات من اليورانيوم الذي سبق تخصيبه بنسبة تصل إلى 4.1%.

وصدّق مجلس الشورى في إيران قبل أسابيع على مشروع قانون “المبادرة الاستراتيجية لإلغاء العقوبات”، طالبا من الحكومة “إنتاج وتخزين 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة سنويا” لصالح “الحاجات السلمية للصناعة الوطنية”.

وعلى رغم أن حكومة الرئيس حسن روحاني أبدت معارضتها لهذه الخطوة، إلا أنها أكدت أنها ستلتزم بها، لا سيما بعدما أصبحت قانونا نافذا بموجب مصادقة مجلس صيانة الدستور عليها.

وصدر قرار مجلس الشورى بعد أيام من اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده في عملية اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفها.

وقال الاتحاد الأوربي -الذي شاركت ثلاثٌ من دوله في الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)- إن إعلان إيران بدء إجراءات التخصيب “مخالفة كبيرة” لاتفاق فيينا، وله “تبعات خطرة على حظر انتشار” الأسلحة النووية.

إلا أن المندوب الروسي إلى الوكالة الدولية ميخائيل أوليانوف حاول التقليل من أهمية الأمر، قائلا “يبقى البرنامج النووي شفافا وقابلا للمعاينة. علينا أن نركز على وسائل العودة إلى التطبيق الشامل للاتفاق”.

وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “قرار إيران الاستمرار في خرق التزاماتها ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم وتجهيز قدرات صناعية لتخصيب اليورانيوم في منشآت تحت الأرض، لا يمكن تفسيره إلا باعتزام إيران الاستمرار في تحقيق نيتها تطوير برنامج نووي عسكري”.

وأضاف أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات