فاجعة مستشفى الحسينية.. اعتقال مصور الفيديو وموقف غريب من “الإفتاء المصرية”

ممرضة تجلس على الأرض في حالة صدمة بعد وفاة المرضى
ممرضة تجلس على الأرض في حالة صدمة بعد وفاة المرضى (مواقع التواصل)

بعد انتشار مقطع فيديو وفاة مرضى الرعاية المركزة بمستشفى الحسينية بالشرقية على نطاق واسع، قال محافظ الشرقية إن النيابة تحقق مع مصور الفيديو بدعوى أنه أصاب الطاقم الطبي بالذعر.

وأفادت وسائل إعلام مصرية، باعتقال مصور الفيديو بعد تأكيده وفاة المرضى بسبب نقص الأكسجين.

وأعلن المحافظ عبر وسائل إعلام مصرية أن النيابة العامة تحقق مع أفراد الأمن الذين سمحوا بدخول هذا الشخص إلى الرعاية المركزة وقال إن الصريخ بالمقطع كان مقصودا لإثارة الرعب.

وكان قد انتشر فيديو قصير لواقعة وفاة عدد من مرضى فيروس كورونا بمستشفى الحسينية للعزل بمحافظة الشرقية.

وانتشرت لقطة لإحدى الممرضات التي أصيبت بصدمة بعد وفاة المرضى داخل العناية المركزة، إذ جلست الممرضة على الأرض بجوار أحد الحوائط، في لقطة انتشرت كالبرق على منصات التواصل.

وبعد انتشار المقطع على نطاق واسع تصدر وسما (#العناية_المركزة) و(#مستشفى_الحسينية) قائمة التفاعلات والبحث على تويتر وغوغل في مصر.

دار الإفتاء تنشر صورة الممرضة ثم تحذفها لاحقا

وفي تصرف غريب، نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك صورة ممرضة مستشفى الحسينية، ثم حذفت المنشور لاحقا، داعية المصريين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات.

وأضافت في المنشور المحذوف “ألا تكفيك صورة الممرضة التي تملكها الخوف من كثرة الوفيات حولها؟”، وهو ما اعتبره ناشطون على ما يبدو، إقرارًا بالفاجعة.

وتابعت “ألا تكفيك صورة هؤلاء الممرضات اللاتي أنهكهنَّ التعب من علاج المرضى”، مؤكدة أن “كل القائمين على علاج المرضى أبطال ونثمِّن جهودهم”.

وختمت بالقول “نحن المصريين علينا عبء كبير في تعديل السلوك والمحافظة على الصحة والتزام الإجراءات الاحترازية من المرض أيضًا. اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء”.

خلل في الأولويات

مصريون كثيرون يعتقدون أن هناك خللا في أولويات النظام المصري المهتم بأوجه إنفاق لا تفيد المواطن المصري العادي كثيرا مثل إنشاء القصور الرئاسية وتشييد الكباري على حساب أوجه حيوية أخرى مثل التعليم والصحة.

ويقول الكاتب المصري سليم عزوز إن الاهتمام بإنشاء المدارس والمستشفيات وتجهيزها على الوجه الأكمل ينبغي أن يكون مقدما على أي شيء آخر، متسائلا عن مصير الـ 100 مليار جنيه الذي أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيصها لأزمة كورونا في بدايتها.

لكن البرلماني المصري السابق رجب هلال حميدة يرى أن “مصر تبنى من جديد” فلا ينبغي انتقاد ما يتم إنشاؤه من طرق وكباري وغيرها، مضيفا أنه لو لم تكن مصر تهتم بالمستشفيات وتجهيزها لكانت الجائحة أكثر من ذلك ترويعا، ولكان عدد الموتى أكثر من ذلك بكثير.

تأثير انقطاع الأكسجين

من جانبه اعتبر الدكتور أحمد عبيدات أخصائي الرعاية المركزة أن انقطاع الأكسجين هو السيناريو الأسوأ أو الكابوس في حياة أي ممارس للطب في أي وحدة يعتمد فيها المرضى على الأكسجين بشكل مستمر سواء كانوا في العمليات أو في الرعاية المركزة أو في غيرها.

وأضاف أن هناك العديد من الخطوط الدفاعية التي تحول دون حدوث هذا السيناريو الأسوأ، فبعض المستشفيات لديها مولدات للأكسجين وبعضها يلجأ لتخزين الأسطوانات.

وبالتالي فإن انقطاع الأكسجين أو نقصه داخل وحدات المستشفيات ليس بالأمر المعتاد إلا في حالات انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في حالات الكوارث مثل الحروب والزلازل وغيرها، بحسب الدكتور عبيدات.

وبالتالي يعتقد الدكتور العبيدات أن ما حدث في مستشفى زفتى والحسينية أمرا غير اعتيادي على الإطلاق لأنهما ليستا جديدتين أو صغيرتين، وتخدمان عددا كبيرا من السكان، ومن المفترض أن لديهما الكثير من خطط الإمداد.

وعن تأثير انقطاع الأكسجين عن المرضى أوضح الدكتور العبيدات أن دقيقتين أو ثلاث دقائق هي مدة كافية لإحداث ضرر جسيم في الخلايا أو إلى الوفاة، أما عن المريض الذي استنفذ كل ما لديه من وسائل دفاع كمريض الرعاية المركزة على جهاز التنفس الاصطناعي، فقد تكون 30 ثانية من انقطاع الأكسجين مدة كافية لوفاته.

دور نقابة الأطباء

ورغم أن دور نقابة الأطباء في هذه الأزمة ليس بالدور الكبير، فإنها عليها تشكيل لجنة للتحقيق فيما جرى ونشر الحقيقة للرأي العام بهدف حماية الأطباء الذين كانوا موجودين أثناء وقوع هذه الكارثة ولم يكن لهم أي ذنب فيما حدث، حسب ما قال الدكتور محمد فتوح عضو مجلس نقابة الأطباء سابقا.

ويعتقد الدكتور فتوح أن النقابة ينبغي أن تقف مع هؤلاء الأطباء لأنهم هم الحلقة الأضعف وسيتم تحميلهم مسؤولية ما جرى كما يحدث دائما في مثل هذه الحالات في مصر.

واتهم فتوح المنظومة الصحية المصرية بكاملها في التسبب في وقوع كارثة انقطاع الأكسجين عن المرضى، فإدارة أزمة كورونا من بدايتها في مصر كان خاطئا وكان من المتوقع أنها ستؤدي لكوارث، حسب تعبيره.

وأضاف أن عدم الكشف عن أعداد الإصابات الحقيقي يؤدي إلى تزييف الواقع وتوليد إحساس زائف لدى الشعب بأن الوضع ليس خطيرا، مما يجعل الكثير من المصريين غير مكترث بالالتزام بالإجراءات الاحترازية.

من جانبها نفت نقابة الأطباء ما تردد عن اعتقال عدد من الأطباء في مستشفى الحسينية.

وأكد نقيب الأطباء بالشرقية أن هناك تحقيقات حول مدى صحة واقعة الفيديو ونقص الاكسجين، وأن النقابة تتابع التحقيقات عن كثب حتى الوصول لحقيقة ما حدث.

وتوفي 5 أطباء مصريين جراء إصابتهم بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

والأحد قالت وزارة الصحة المصرية إنها سجلت 1309 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا و64 وفاة وذلك مقابل 1407 إصابات و54 وفاة أمس.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان “إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأحد هو 142187حالة من ضمنهم 113898 حالة تم شفاؤها و7805 حالة وفاة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل