بعد اقتحام الكونغرس.. استقالات داخل البيت الأبيض ووزراء ونواب يبحثون عزل ترمب

أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب-6 يناير(رويترز)

أفادت وسائل إعلام أمريكية مساء الأربعاء أن عددًا من الوزراء في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب ناقشوا إمكانية تنحيته بعد أن اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول) لتعطيل جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها ويرفض الإقرار بنتيجتها، كما أعلنت اثنتين من كبار موظفي البيت الأبيض استقالتهما.

ونقلت ثلاث شبكات تلفزيونية هي “سي إن إن” و”سي بي إس” و”إيه بي سي” عن مصادر لم تسمها أن الوزراء بحثوا إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي.

ويسمح هذا التعديل لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنه “غير قادر على تحمل أعباء منصبه”.

ويتطلب تفعيل هذا التعديل أن تجتمع الحكومة برئاسة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، للتصويت على قرار تنحية ترمب.

كما دعت النائبة الديمقراطية إلهان عمر، إلي ضرورة تفعيل مواد المادة 25 من الدستور الأمريكي التي تنص على إمكانية عزل الرئيس وتولي نائبه المسؤولية.

وقالت اليوم الخميس “أنا أقوم بإعداد مواد الإقالة، يجب عزل دونالد ترمب من قبل مجلس النواب وإزاحته من منصبه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي”.

وتابعت عبر تغريدة لها عبر تويتر “لا يمكننا السماح له بالبقاء في منصبه، إنها مسألة الحفاظ على جمهوريتنا ونحن بحاجة إلى الوفاء بيميننا”.

دعوة عزل الرئيس الأمريكي لم تكن منفردة، حيث كشف عدد من نواب الجمهوريين عن نيتهم لتقديم طلبات لعزل ترمب.

ونقلت شبكة “سي.إن.إن” عن عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين ومسؤولين في الإدارة الامريكية قالوا لشبكة “إنه يجب عزل ترمب”

ونقلت الشبكة عن مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأمريكية القول إن “أفعال الرئيس مشينة بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية”، مضيفًا “أعتقد أن هذا (اقتحام الكونغرس) صدمة كبيرة للنظام فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟”.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين جمهوريين لم تسمهم قولهم إن الوزراء ناقشوا فكرة تفعيل التعديل الخامس والعشرين بعدما اعتبروا أن ترمب أصبح “خارج السيطرة”.

بدورها نقلت شبكة “إيه بي سي” عن “مصادر متعددة” أن مناقشات جرت بشأن هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.

لكن شبكة “سي بي إس” أكدت أن الأمر لا يزال مجرد فكرة قيد البحث وأنه لم يتم تقديم “أي شيء رسمي” إلى بنس.

يشار إلى أن استخدام التعديل رقم 25 (بالدستور الأمريكي حول عزل الرئيس) يتطلب تأييد نائب الرئيس مايك بنس وأغلبية أعضاء الحكومة لعزل ترامب استنادا على عدم أهليته للقيام بالمهام المنوطة به في المنصب.

“قدرات” ترمب

وانقلب العديد من حلفاء ترمب عليه بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس في واشنطن اعتقادا منهم بما يكرره دومًا من أن الانتخابات الرئاسية “سُرقت” منه.

وأثارت أعمال العنف التي جرت الأربعاء وطريقة تعامل ترمب معها، وتمسكه بمزاعم لا أساس لها من الصحة بأنه خسر الانتخابات بسبب عمليات تزوير وغير ذلك من السلوكيات الغريبة، تساؤلات حول القدرات الذهنية للرئيس الأمريكي على إكمال الأسبوعين المتبقيين من ولايته.

وعقب أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول التي تخللها سقوط قتلى، دعا برلمانيون وكتاب أعمدة في كبريات الصحف اليومية إلى اللجوء لهذا الخيار الدستوري حتى وإن لم يتبق سوى أسبوعين لترمب في البيت الأبيض.

وأرسل جميع النواب الديموقراطيين الأعضاء في لجنة العدل النيابية رسالة إلى بنس يطالبونه فيها بتفعيل التعديل الخامس والعشرين “دفاعًا عن الديموقراطية”.

واعتبر النواب في رسالتهم أن الرئيس المنتهية ولايته “مريض عقليًا وغير قادر على التعامل مع نتائج انتخابات 2020 وتقبّلها”.

والفكرة نفسها تكررت في افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست، وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار إن “المسؤولية عن هذا العمل التحريضي تقع مباشرة على عاتق الرئيس الذي أظهر أن بقاءه في منصبه يشكل تهديداً خطيرًا للديموقراطية الأمريكية.. يجب عزله”.

وأضافت أن “الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه للأيام الـ 14 المقبلة. كل ثانية يحتفظ فيها بالصلاحيات الرئاسية الواسعة تشكل تهديدًا للنظام العام والأمن القومي”.

لكن برلمانيين آخرين -النائبة إلهان عمر- أعلنوا أنهم بصدد تقديم طلب لمحاكمة ترمب في الكونغرس بهدف عزله، لكن هذه الآلية تستغرق وقتًا ومن غير المرجح أن تنتهي قبل 20 يناير/كانون الثاني حين يتسلم جو بايدن مقاليد السلطة.

أنصار دونالد ترمب في مبنى الكونغرس-6 يناير

استقالات من البيت الأبيض

من ناحية أخرى قالت مصادر مطلعة إن اثنتين من كبار مساعدي السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترمب استقالتا يوم الأربعاء في أعقاب العنف في مبنى الكونغرس، بينما يفكر مسؤولون كبار آخرون في الاستقالة، بينهم روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي.

وأفادت وكالة بلومبرغ  للأنباء باستقالة نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي ماثيو بوتينغر.

واستقالت ستيفاني جريشام كبيرة موظفي السيدة الأولى بعدما اقتحم أنصار الرئيس دونالد ترمب مبنى الكونغرس لمنع التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة.

وقالت جريشام في بيان “تشرفت بخدمة البلد في البيت الأبيض.. إنني فخورة للغاية بأني شاركت في مهمة السيدة ميلانيا ترمب لمساعدة الأطفال في كل مكان، وفخورة بالإنجازات الكثيرة لهذه الإدارة”.

ولم تذكر جريشام التي أمضت عاما متحدثةً صحفية باسم البيت الأبيض قبل أن تصبح كبيرة موظفي السيدة الأولى إن كانت استقالتها رد فعل على العنف في العاصمة، لكن مصادر مطلعة على

قرارها قال إن ما حدث في الكونغرس كان دافعا وراء استقالتها.

وقال مصدران لرويترز إن ريكي نيسيتا، السكرتيرة الاجتماعية للبيت الأبيض استقالت أيضا، وكذلك سارة ماتيوس، نائبة المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض.

وذكر مصدران لرويترز أن روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي يفكر أيضا في الاستقالة.

كان أوبراين اتخذ الليلة الماضية خطوة غير معتادة بالدفاع عن نائب الرئيس مايك بنس، وقال إن بنس يظهر شجاعة برفضه الاستجابة لضغوط ترمب  لعرقلة المصادقة على نتائج الانتخابات.

وقال أوبراين في بيان في وقت سابق يوم الأربعاء “تحدثت للتو مع نائب الرئيس مايك بنس.. مضيفا” فخور بالعمل معه”.

وقال مصدر إن هناك أيضا أحاديث داخل البيت الأبيض بأن كريس ليدل، نائب كبير الموظفين قد يستقيل في حين امتنع البيت الأبيض عن التعليق.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات