عقب أحداث الكونغرس.. ترمب يفكر في إصدار عفو رئاسي عن نفسه

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (صحف)

كشفت صحف أمريكية، عن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في إصدار عفو رئاسي عن نفسه قبل أن يرحل عن السلطة في الـ20 من الشهر الجاري.

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز، إن إصدار ترمب عفوا عن نفسه سيكون خطوة أولى من نوعها في التاريخ الأمريكي إذا أقدم عليها الرئيس المنتهية ولايته.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أمس الخميس، أن ترمب قال لمستشاريه أثناء عدة مناقشات منذ يوم الانتخابات في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنه يفكر في إصدار عفو رئاسي عن نفسه، كما سألهم أيضا إن كان يجب عليه القيام بذلك، وعن الأثر السياسي أو القانوني المترتب على القرار.

وأشارت الصحيفة؛ إلى أنه من غير الواضح  إن كان ترمب قد بحث الموضوع مرة أخرى مع مساعديه بعد اقتحام الكونغرس الذي أدى إلى دعوات عديدة أطلقها مشرعون من أجل عزله  وتفعيل التعديل الـ25 من الدستور.
وتنص التعديل  الـ25 على أنه في حال وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله يصبح نائب الرئيس رئيسا للبلاد.

ويسمح التعديل بإقالة الرئيس إذا صوتت أغلبية الثلثين في مجلسي الكونغرس على ارتكابه خيانة أو جريمة كبرى.
بينما نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر أن ترمب سأل محامين -بمن فيهم مستشار البيت الأبيض القانوني بات سيبولوني- عن سلطته في العفو عن نفسه.

وأضافت المصادر أن ترمب استفسر عن تبعات قانونية وسياسية يمكن أن تترتب على العفو عن نفسه.

تأتي تلك التوقعات في الوقت الذي أصدر فيه ترمب العديد من قرار العفو عن أصدقاء له ومنهم والد صهر كوشنر وعدد من رجال حملته الانتخابية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

قوات الشرطة تتدخل لوقف اقتخام المحتجين (الأناضول)

 

وفي الوقت الذي دعا فيه عدد من نواب الكونغرس بتفعيل التعديل 25 من الدستور وعزل ترمب من منصبه قبل نهاية مدته، دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إلى عزل ترمب من منصبه، محملة إياه المسؤولية عن الهجوم على مبنى الكونغرس.

وتضيف الصحيفة أن ترمب تمادى في رفض نتيجة الانتخابات، وواصل تحريض أنصاره بشكل لا يمكن تصوره، وعليه تقع مسؤولية الفتنة التي حدثت.

مشيرة إلي إنه ثبت أن استمرار ترمب في المنصب يشكل خطرا كبيرا على الديمقراطية الأمريكية، وستبقى البلاد في خطر ما دام هو في البيت الأبيض.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن القواعد والأعراف والقوانين وحتى الدستور نفسه لا تمثل أي شيء إلا إذا كان الناس يؤمنون بها، وهذا الإيمان هو صمام الأمان.

وجاءت افتتاحية واشنطن بوست بعد يوم من اقتحام أنصار لترمب مبنى الكونغرس، في حادث وصف بأنه غير مسبوق في الديمقراطية الأمريكية، مما دفع عددا من المشرعين الديمقراطيين إلى التقدم بمشروع قانون لعزل ترمب، وتفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي والذي يتعلق بتنحية الرئيس.

وفي سياق متصل نقلت شبكة سي أن بي سي عن مصادر أن أعضاء في إدارة ترمب أجروا نقاشات لعزله خلصت إلى عدم المضي قدما في ذلك بسبب استغراق الإجراءات أكثر من أسبوع.

وأضافت الشبكة أن وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيف منوشين، كانا ضمن وزراء الإدارة الذين بحثوا بشكل غير رسمي إمكانية تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترمب.

وأشارت المصادر إلى أن المشاركين في نقاشات عزل ترمب تخوفوا من أن عزله يمكن أن يزيد التوتر ويجعله بطلا لليمين المتطرف على حد قولهم.

كما نقلت الشبكة عن مسؤول كبير سابق قوله إن الخطة الآن هي ترك ترامب يكمل مدته وسيأتي وقت تتم فيه محاسبته وليس شرطا أن يكون ذلك خلال الأيام المتبقة له في الحكم.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين كبيرين للأمن القومي قولهما إنهما وزملاءهما قرروا تحدي أي طلبات من الرئيس يعتقدون أنها ستعرض الأمة للخطر أو تخالف القانون.

وفي هذا السياق، نقل موقع بيزنس إنسايدر عن مستشاري مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي أن بنس يعارض اللجوء إلى التعديل الـ25 من الدستور لعزل ترمب.
وأضاف الموقع؛ أن بنس وأعضاء فريقه قلقون أيضا من أن اللجوء إلى المحاكمة البرلمانية قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والانقسام الحزبي في البلاد.

كما أن تلك الخطوة قد تعرض طموحات بنس السياسية للترشح للبيت الأبيض في عام 2024 للخطر.
بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر إن نائب الرئيس بنس لم يرد على اتصالاتهما لطلب تفعيل التعديل الـ25 للدستور.

ودعت بيلوسي إلى تفعيل التعديل الـ25 في الدستور لتنحية الرئيس ترمب، محذرة في الوقت ذاته من رد الفعل على ذلك القرار قائلة “إن ما يجب استخلاصه مما حدث في الكونغرس هو توخي الحذر، لأن الفاعلين بزعامة ترمب لا يكترثون لسلامة الآخرين ولمبدأ نقل السلطة سلميا”.

وأضافت أن “ترمب خطر على بلدنا، ويجب عدم منحه أي فرصة لتعبئة مناصريه”.
ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، إلى تنحية الرئيس في الحال، بسبب تحريضه أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكونغرس، الأربعاء، على تنفيذ “تمرد”.

 

ودفعت أحداث الكونغرس العديد من موظفي إدارة ترمب إلى الاستقالة، فيما نأى عدد من المشرعين الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس المنتهية ولايته.
وأعلنت وزيرة التعليم، بيتسي ديفوس، استقالتها وذلك بعد ساعات فقط من استقالة وزيرة النقل إيلين تشاو من منصبها للسبب ذاته.
وقالت وزير النقل المستقيلة في موقع تويتر إنها اتخذت هذه الخطوة، لأن ما حصل في الكونغرس كان “حدثا صادما، وكان من الممكن تجنبه تماما، وقد أزعجني كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع تجاهله”.
كما أعلنت سارة ماثيوز نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض استقالتها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة.
وذكرت قناة “إيه بي سي” (ABC) أن سكرتيرة الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض ريكي نيسيتا استقالت هي أيضا من منصبها احتجاجا على اقتحام أنصار ترمب مبنى الكونغرس.
كما أعلنت ستيفاني غريشام كبيرة موظفي مكتب السيدة الأولى ميلانيا ترامب استقالتها من منصبها.

وأفادت شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) بأن ميك مولفيني المبعوث الأمريكي الخاص لأيرلندا الشمالية والقائم السابق بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض قدم استقالته من إدارة ترمب احتجاجا على أعمال العنف في مبنى الكونغرس.
كما أعلن عدد من أعضاء مجلس الأمن القومي ترك مناصبهم.
من جانبه، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام -الحليف المقرب لترمب- خلال الليل أنه لم يعد يسير خلفه “أنا خارج الموضوع، هذا كثير، كثير جدا”.

ودفع اقتحام الكونغرس القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي إلى توجيه انتقادات للرئيس ترمب، قائلا إن مظاهر التحريض على العنف تتعارض مع الهوية الأميركية، مما دفع البيت الأبيض إلى سحب ترشيحه للمنصب.
في هذه الأثناء، قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن البيت الأبيض أقال المستشار الخاص بشؤون إيران في الخارجية الأمريكية غابرييل نورونها بعد أن غرد أن ترمب غير لائق للبقاء في منصبه ولا بد من رحيله.
من جانبه، قال كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي إنه كان سيصوت لصالح عزل الرئيس ترمب من منصبه في حال كان يشغل منصبا في الحكومة.
وأكد كيلي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أنه ينبغي على الحكومة أن تجتمع لبحث تفعيل التعديل الـ25 من الدستور، والذي ينص على حالات عزل الرئيس من قبل حكومته.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف أمريكية