بطالة وظلم وحالات انتحار.. ملامح الشخصيات الحقيقية وراء “لعبة الحبار”

حلقات المسلسل حطمت الرقم القياسي للمشاهدات على منصة نتفليكس

الدموية المفروطة ومشاعر الانتقام التي تملكت من أبطال المسلسل الكوري الجنوبي سكويد غيم (لعبة الحبار) ما هما إلا انعكاس لواقع بائس تعيشه هذه الشخصيات المستمدة من الواقع.

جميع اللاعبون كان هدفهم ربح الجائزة الكبرى حتى إن كان هذا الربح يحمل تبعات مميتة.

وجاءت هذه الشخصيات لتكشف عن واقع حقيقي يعيشه المواطنون في كوريا الجنوبية، هناك من لا يجد طعام يومه وآخرون لا يستطيعون الذهاب للمستشفيات أو حتى شراء الأدوية لضيق الحال فيصل بهم الأمر في نهاية المطاف إلى الانتحار يأسا.

وفي تقرير نشرته (أسوشيتيد برس)، أمس الأربعاء، استعرضت الوكالة الأمريكية شخصيات حقيقية تشبه حياتها حياة الشخصيات الرئيسية في مسلسل (لعبة الحبار).

وقالت إن ما عرضه المسلسل يعكس بوضوح “الاستياء المتزايد من الديون الشخصية المتصاعدة وأسواق العمل المتدهورة في كوريا الجنوبية إضافة إلى التفاوتات الصارخة في الدخل والتي تفاقمت بسبب الأزمات المالية في العقدين الماضيين”.

وبعيدا عن حلقات اللعبة الدموية والتحديات المميتة والتي حققت رسميا حتى اليوم 111 مليونا، محطمة الرقم القياسي للمشاهدات على منصة نتفليكس.

نقلت (أسوشيتيد برس) عن مواطن كوري جنوبي يدعى (لي) قوله إنه “رأى انعكاسًا لنفسه في شخصية بطل المسلسل (سيونغ جي هون) العامل الذي تم تسريحه من عمله بينما يعاني من مشكلات أسرية وفشل مستمر في إيجاد عمل جديد لتسديد ديون تورط فيها بسبب لعب القمار”.

بطل مسلسل لعبة الحبار (نتفليكس)

وخلال أحداث المسلسل تعرض (هون) مرارا للضرب من أفراد عصابات حتى اضطر في النهاية إلى التوقيع على منح أعضائه كضمان، قبل أن يتلقى عرضًا غامضًا للعب في سلسلة من ست ألعاب كورية تقليدية للأطفال للحصول على فرصة للفوز بـ38 مليون دولار أمريكي.

وفي السياق، أشار لي إلى أن بعض المشاهد في لعبة الحبار “كان من الصعب جدا متابعتها”، لكن شخصيات المسلسل التي تذكره بزملائه دفعته لاستكمال الحلقات.

وأضاف “في لعبة الحبار ترى شخصيات تتدافع للبقاء على قيد الحياة بعد تسريحهم من العمل أو تعمل كسائقين يتقاضون رواتبهم مقابل قيادة أشخاص مخمورين إلى منازلهم في سياراتهم الخاصة”.

وأردف “هذه الأحداث ذكرتني بزملائي في العمل الذين ماتوا”.

ويعمل لي حاليا في شركة ( سانغ يونغ موتورز) لكنه عاني لسنوات من الصعوبات المالية والاكتئاب بعد أن فصلته الشركة و2600 موظف آخر أثناء تقديمهم طلب الحماية من الإفلاس، عام 2009.

مشهد من مسلسل لعبة الحبار (نتفليكس)

وبعد سنوات من الاحتجاجات والمعارك القضائية والتدخل الحكومي عاد (لي) ومئات من عمال سانغ يونغ إلى وظائفهم.

لكن سبق ذلك موجة من حالات الانتحار بين زملاء العمل وأفراد الأسرة الذين سقطوا في بؤس مالي.

يشار إلى أنه في 2016 أفاد تقرير صادر عن باحثين طبيين في جامعة كوريا بأن ما لا يقل عن 28 من عمال (سانغ يونغ) المسرحين أو أقاربهم “ماتوا بسبب الانتحار أو بسبب مشاكل صحية خطيرة بما في ذلك تلك المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة”، حسب الوكالة الأمريكية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات