كيف عاش أطفال لبنان لحظات الرعب أثناء الاشتباكات المسلحة؟ (فيديو)

من اشتباكات منطقة طيونة في لبنان (غيتي)

وثق الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي رعب أطفال لبنان والتلاميذ داخل المدارس المجاورة لحدوث الاشتباكات أمس الخميس في منطقة الطيونة بالعاصمة بيروت بين مجهولين ومؤيدين لحزب الله وحركة أمل.

ونشر عدد من الناشطين صورا للمعلمين وعناصر الجيش وهم يحاولون حماية الأطفال وإيصالهم إلى مكان آمن، وأظهرت الصور الرعب الذي بدا واضحا على وجوه الصغار.

وأظهرت صور أخري تجمع الأطفال في أماكن آمنة داخل المدارس على الأرض بانتظار انتهاء الاشتباكات التي استمرت على مدى 5 ساعات متواصلة بطلقات رصاص وقذائف صاروخية.

وقال الصحفي ايلي مرعب تعليقا علي بعض هذه الصور “انظروا كيف تخرج هذه الأم مع أطفالها من المدرسة تحت الرصاص”.

وقال حساب آخر تعليقا على مشاهد الأطفال “إنني أتساءل حقًا أين هي منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، هل العالم في غفوة مما يحدث حقًا! أين السلام الذي نسمع عنه وأنتم تصنعونه وما زال لبنان يعاني حتى الآن؟”.

ودعت مريم التي نشرت صورة لأطفال وهم يختبؤون خلف سيارة للدعاء من أجل لبنان.

واعتبر الباحث في مجال حقوق الإنسان راغب ملي أنه “يتم دائما التغاضي عن الضحايا بسبب الجنون الهائج غير المبرر الذي يكون منطقيًا فقط بالنسبة أولئك الذين فقدوا عقولهم”.

وقالت المغردة ديالا فواز إن في بلادها تحتاج دائما للتأكد من أن أهلها بخير ولم يصبهم مكروه.

ذكرى الحرب الأهلية

ونشرت الناشطة الحقوقية جويل باسول صورة لأمهات يهرعن لإنقائ أطفالهن وأخري لنفس المشهد سنة 1984 وقالت إن “الصورتين بينهما سنوات لكنه نفس الخوف، أستطيع سماع صوت إطلاق النار في الخلفية”.

وتعد المنطقة إحدى خطوط التماس القديمة في زمن الحرب الأهلية في لبنان، والتي استمرت 15 عاماً بين عامي 1975 و1990، وراح ضحيتها 150 ألف قتيل و300 ألف جريح.

وجرى إطلاق الرصاص في منطقة الطيونة (مختلطة بين شيعة ومسيحيين) خلال مظاهرة منددة بقرارات القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

وأسفرت الاشتباكات الدامية عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 32 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

واتهم حزب الله وحركة أمل مجموعات مسلحة تابعة لحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ”الباطلة”.

وكان المحقق العدلي في القضية طارق البيطار ادعى في 2 يوليو/تموز الماضي على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من أمل هما علي حسن خليل وغازي زعيتر (وزيران سابقان) ورئيس الحكومة السابق، حسان دياب.

إلا أن تلك الادعاءات رفضتها بعض القوى السياسية اللبنانية من بينها حزب الله حيث اعتبر زعيمها حسن نصر الله، الإثنين، أن عمل البيطار “فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة”.

وفي 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار هائل في المرفأ، ما أودى بحياة 217 شخصا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية هائلة، جراء تخزين نحو 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم مصادرة منذ 2014.

ومنذ نحو عامين يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة تسببت بتدهور قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وانخفاض حاد في احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر