فيسبوك تغلق شبكة حسابات مزيفة إحداها مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودان (فيديو)

كشفت شركة فيسبوك عن إغلاق شبكتين كبيرتين من الحسابات استهدفت مستخدمي منصاتها في وسائل التواصل الاجتماعي بالسودان خلال الأشهر الماضية.

وأوضحت فيسبوك أنها أزالت في وقت سابق من هذا الشهر شبكة كانت تدار من خلال أشخاص على صلة بقوات الدعم السريع وتضم نحو ألف حساب وصفحة بها أكثر من مليون متابع.

كما حذفت في يونيو/حزيران الماضي شبكة كانت تضم أكثر من 100 حساب وصفحة بها أكثر من مليوني متابع، وذلك اعتمادا على معلومات تلقتها من شركة مستقلة.

وتفاعل مغردون مع التقرير، وحذر بعضهم مما تقوم به بعض الجهات في محاولة التضليل وتجميل الذات، فيما قال آخرون إن قوات الدعم السريع لا تحتاج إلى الدعاية عبر صفحات فيسبوك ودافعوا عنها.

وقال حساب باسم قمر عبد الرحيم “والله مارك شغال مع المدنية عديل، شكرا مارك” في إشارة إلى صاحب شركة فيسبوك مارك زوكربيغ وإلى مطالب المدنية في السودان.

أما صاحب حساب باسم (إنسان مريح) فقد رأى أن قوات الدعم السريع لا تحتاج إلى دعاية من فيسبوك أو غيره، وقال “بعدين دي تبع للمؤسسة العسكرية السودانية وليس حزبا سياسيا”.

وقالت صاحبة حساب باسم ( كنداكهماريا القديسة) “الأخبار زي دي لازم تلقى أهمية وانتشار أوسع وتترجم وتلصق في جبهة دجاج حميدتي والبرهان الإلكتروني، الشغالين مع شركات عالمية لتأجيج الصراعات الداخلية”.

إغلاق حسابات

وقالت شركة فيسبوك إنها أغلقت شبكتين كبيرتين تستهدفان مستخدمين لمنصتها في السودان في الأشهر القليلة الماضية، بينما يخوض قادة مدنيون وعسكريون نزاعا حول مستقبل ترتيبات مؤقتة لتقاسم السلطة.

وتتصاعد المعركة من أجل كسب الرأي العام، التي يدور معظمها على شبكة الإنترنت، في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة أزمة اقتصادية، وانتقال هش نحو الديمقراطية بعد 30 عاما من حكم الرئيس عمر البشير، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2019.

وذكرت فيسبوك أن إحدى الشبكتين اللتين حذفتهما وتضمان حسابات مزيفة كانت مرتبطة بقوات الدعم السريع، بينما كانت الأخرى تشمل أشخاصا من مؤيدي البشير ويحرضون على استيلاء الجيش على السلطة.

وكانت الشبكة الأولى تؤيد المنشورات الإعلامية الرسمية لقوات الدعم السريع وغيرها من المحتوي المرتبط بالقوة التي يقودها محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم، والذي يرى بعض السودانيين أن له طموحات سياسية.

وأقام مئات المتظاهرين اعتصاما هذا الأسبوع عند القصر الرئاسي مطالبين الجيش بحل الحكومة واستلام السلطة، إضافة إلى مطالب أخرى.

يعتمد السودانيون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار

وقال ديفيد أجرانوفيتش مدير مواجهة التهديدات في فيسبوك لرويترز إن تحقيقا داخليا للشركة أسفر عن رصد الشبكة.

ووفقا لما قالته فيسبوك وبعض الباحثين المستقلين فقد كانت منشورات الشبكتين تحاكي وسائل الإعلام الإخبارية لكنهما قدمتا تغطية مشوهة للأحداث السياسية.

ويعتمد السودانيون الذين بوسعهم الدخول على شبكة الإنترنت، وهم نحو 30% من السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة، بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار.

ووصلت الشراكة العسكرية-المدنية التي حلت عام 2019 محل البشير المسجون الآن إلى مرحلة حرجة في الأسابيع الماضية في أعقاب ما وصفته السلطات بمحاولة انقلابية فاشلة.

واتهم مسؤولون مدنيون كلا من الموالين للبشير والجيش بإثارة الاضطرابات، بما في ذلك في شرق البلاد حيث يمنع محتجون قبليون حركة الشحن في بورتسودان، ما أدى إلى تفاقم نقص السلع والبضائع الناجم عن أزمة اقتصادية متجذرة.

وينفي قادة عسكريون هذه الاتهامات ويقولون إنهم ملتزمون بالانتقال إلى الديمقراطية.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز