متحدث باسم طالبان: بعد عشرين عاما من القتال جاءت لحظة التفاهم والبناء (فيديو)

مؤتمر صحفي لوفد الحكومة الأفغانية المؤقتة في موسكو (رويترز)

رفض النطاق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، أن يكون اجتماع موسكو إشارة لتقارب أفغاني روسي صيني، مؤكدا أن حركة طالبان تريد حل مشاكلها الداخلية أولا بدعم ومساعدة من الأسرة الدولية جمعاء، وعدم التحالف مع طرف دون آخر.

وقال نعيم خلال مقابلة مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الأربعاء، إن “سياستنا هي التواصل مع جميع الشركاء، وهدفنا هو خلق علاقات إيجابية مع محيطنا الإقليمي والعالمي”.

وأضاف “بعد عشرين سنة من القتال جاءت لحظة التفاهم والبناء”.

وطالب نعيم الإدارة الأمريكية بضرورة رفع الحظر عن أموال الشعب الأفغاني المجدة في البنوك الأمريكية.

وقال إن هذه الأموال حق للشعب الأفغاني ويجب استردادها لمواجهة قلة الموارد والتصدي للفقر الذي ينال من حاضر ومستقبل الكثير من نساء أفغانستان وأطفالها.

وكشف نعيم أن حل المشاكل في أفغانستان يجب أن يكون جذريا لا مؤقتا، في إشارة إلى أن حوالي 40 مليون مواطن أفغاني يواجهون وضعا غذائيا وإنسانيا صعبا.

وقال نعيم “استقرار أفغانستان رهين باستعادة هذه الأموال لتحقيق التنمية المطلوبة”، مؤكدا أن قيادة الحركة “مستبشرة بإمكانية الإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة في بنوك الولايات المتحدة في الأمد القريب”.

وطالبت 10 دول إقليمية هي روسيا والصين وإيران وباكستان والهند بالإضافة إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى خلال محادثات موسكو، الأربعاء، حركة طالبان بانتهاج سياسة أكثر مرونة وانتفتاحا على العالم الخارجي.

ولم تشارك الولايات المتحدة في هذه المحادثات التي تعد الأولى التي تجرى على الأراضي الروسية منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان “لأسباب لوجستية”.  

وطالبت الدول المشاركة في المحادثات حركة طالبان بانتهاج “سياسة معتدلة” في شؤون أفغانستان الداخلية والخارجية، وفق إعلان مشترك نُشر في ختام المحادثات.

ودعا المجتمعون حركة طالبان إلى تبني “سياسات ودية تجاه الدول المجاورة لأفغانستان، وإلى تحقيق الأهداف المشتركة بإرساء سلام مستدام وأمن وازدهار على المدى الطويل”.

وحضّت الدول العشر طالبان على “احترام حقوق المجموعات الإثنية والنساء والأطفال”.

وقلل نعيم من أهمية الدعوات التي تطالب حركة طالبان بوقف انتهاكات حقوق النساء والأطفال، مبرزا أن حركة طالبان حققت الشيء الكثير في هذين الملفين.

وقال إن النظام السياسي المعتمد من قبل حركة طالبان في أفغانستان أفضل بكثير من سجل بعض الدول.

وأضاف “هذه ذريعة لا أساس لها في الواقع الأفغاني، وطالبان اليوم ليس لديها ولو معتقل سياسي واحد ولن تقتل شخصا واحدا خارج إطار القانون”.

وكانت روسيا والصين وإيران دعت، الأربعاء، إلى العمل مع سلطة طالبان في أفغانستان من أجل ضمان “استقرار” المنطقة المعرضة إلى مخاطر كبيرة على صعيد الأمن.

وحول مطالب بعض الجهات الدولية للحركة بضرورة اعتماد حكومة موسعة قال نعيم “إن هذا المطلب غير حقيقي لأنه لا يعرف طبيعة التشكيلة الحكومية التي تضم جميع أطياف الشعب الأفغاني من الباشتون والطاجيك وبلوشيين ونورستانيين”، مضيفا أن هذا المطلب “التعجيزي يتضمن نوايا مبيتة ضد طالبان وضد الشعب الأفغاني”.

ودعا البيان الختامي لاجتماع موسكو الحركة إلى انتهاج “سياسات معتدلة” في شؤون أفغانستان الداخلية والخارجية.

وجاء في البيان الختامي المشترك أن “عبء إنعاش الاقتصاد والنمو في أفغانستان يجب أن يتحمّله جميع الأطراف الذين كانوا حاضرين في البلاد خلال السنوات العشرين الماضية”.

المصدر : الجزيرة مباشر