اتهام نيمار بالاغتصاب والانحياز للاحتلال وتأجيج العنف العرقي.. تعرف على أبرز المخالفات المتورطة فيها فيسبوك

مقر شركة فيسبوك في كاليفورنيا (غيتي)

عاصفة عاتية ضربت عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ ظهور المسؤولة السابقة في فريق النزاهة المدنية بالموقع، فرانسيس هوغن، وكشفها صراحًة عن عدد من المخالفات التي اركتبها الموقع الأكبر للتواصل الاجتماعي والتي ارتقت إلى حد “الجرائم الإنسانية والأخلاقية”، على حد قولها.

واتهمت هوغن فيسبوك بتأجيج العنف العرقي في إثيوبيا وميانمار، كما أشارت إلى سكوت الموقع على ممارسات ارتكبها عدد من المشاهير والشخصيات العامة بموجب ما أطلقت عليه “القائمة البيضاء”.

كل هذه الاتهامات أرجعتها هوغن إلى “تغليب فيسبوك مصلحته ورغبته في تحقيق المزيد من الربح المادي” على حساب المحتوى بما يشكل ضررا على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين ويروّج للانقسامات في المجتمعات.

ورغم نفي مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ في مدونة نشرها على صفحته في فيسبوك جميع الاتهامات الموجهة إلى شركته، لكن وقائع عدة أشارت إلى أن سياسات فيسبوك أضرت بعدد من المجتمعات والقضايا وتسببت في أضرار نفسية للكثيرين.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) سلسلة من الوثائق التي تدين فيسبوك وسياسات الشركة سلمتها إليها هوغن، لكن دون الكشف عن شخصيتها حينئذ.

ومن بين الانتهاكات التي أدينت على إثرها شركة فيسبوك:

نيمار
نيمار (أرشيف)

فضيحة نيمار

عام 2019، اتهمت امرأة اللاعب البرازيلي نيمار بالاغتصاب، ولجأ مهاجم باريس سان جيرمان آنذاك إلى فيسبوك و”إنستغرام” حيث لديه 161 مليون متابع للدفاع عن نفسه.

ونشر اللاعب الشهير أجزاء من مراسلاته مع تلك المرأة بما في ذلك صورها واسمها كاملا.

وتم ترك المنشورات لأكثر من 24 ساعة وشاهدها ما لا يقل عن 56 مليون شخص، وهذا مناف لقواعد النشر على المنصة.

لكن نيمار تمكن من استغلال ما يعرف باسم (القائمة تشيك إكس) أو (القائمة البيضاء) والتي أدرجته فيها فيسبوك وسمحت له بموجبها بانتهاك سياسات الشركة دون مساءلة.

والقائمة البيضاء هي فئة “غير مرئية” داخل نظام فيسبوك تضم ما يقرب من 6 ملايين شخصية بارزة، بينهم لاعب كرة القدم نيمار والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب (قبل تعليق حسابه).

ويُسمح للمنتمين إلى هذه القائمة كسر قواعد النشر على منصات شركة فيسبوك عبر نشر محتوى متطرف أو مؤذ، لا يسمح لغيرهم بنشره.

وقد يتسبب هذا المحتوى في تعليق صفحات من يقوم بإعادة نشره فهم مسموح فقط لأعضاء (القائمة البيضاء)، حسبما نقلت (وول ستريت جورنال).

وعادة، يتم حذف المشاركات التي تنتهك القواعد بإيجاز أو إرسالها إلى المشرفين البشريين لاتخاذ قرار سريع.

ولكن وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن أكثر من 40 قسمًا داخل فيسبوك لديها القدرة على إضافة أشخاص إلى قائمة (إكس تشك) (Xcheck) الخاصة، وهي قائمة تحتوي على حسابات المستثنين من رقابة فيسبوك على النشر.

أقلية الروهنغيا المسلمة تتعرض لإبادة عرقية على يد جيش ميانمار والميليشيات البوذية (رويترز) (REUTERS)

التسبب في أكبر نزوح بشري في العالم

قالت هوغن في جميع تصريحاتها وآخرها تلك التي أدلت بها مساء الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ الأمريكي إن فيسبوك “ساهم في تعزيز العنف العرقي في إثيوبيا وميانمار”.

جاء ذلك بعد سنوات من اعتراف فيسبوك عام 2018 بفشله “في منع انتشار المنشورات التي تثير الكراهية ضد أقلية الروهينغيا في ميانمار”.

واستخدم جيش ميانمار عملاق التواصل الاجتماعي لتأجيج خطاب الكراهية ونشر أخبار كاذبة تسببت في أكبر نزوح بشري في التاريخ الحديث، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقدرت منظمة العفو الدولية عدد النازحين من ميانمار منذ أن شنت قوات ميانمار حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة في أغسطس/آب 2017 بنحو 800 ألف لاجيء من الروهينغيا.

ولا يزال يوجه ناشطون في ميانمار اتهامات لفيسبوك لدوره في “تعميق الخلافات الدينية في البلاد”.

ووفقا للوثائق، لم يتصد فيسبوك لحملة واسعة قادها جيش ميانمار ضد الروهينغيا على الموقع الشهير شارك فيها مئات العسكريين وتسببت في تنامي ملحوظ لمشاعر الكراهية تجاه مسلمي الروهينغيا وتعزيز العنف ضدهم.

ونشرت تقارير إعلامية عدة أن جيش ميانمار كان يستغل الانتشار الواسع لفيسبوك في المجتمع لنشر أخبار ومعلومات كاذبة، بينها تعرض نساء بوذيات للاغتصاب على يد رجال مسلمين.

الانحياز للاحتلال الإسرائيلي

وجهت لشركة فيسبوك أيضا اتهامات بالانحياز ومخالفة المعايير المهنية في أكثر من مرة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العام الجاري.

وتمثلت الانتهاكات في خفض نسبة انتشار ووصول منشورات المواقع والمنصات الفلسطينية، وتعرض صفحات الناشطين للتحذيرات والإغلاق.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شاركت شخصيات ومؤسسات إعلامية فلسطينية في حملة لوقف النشر عبر موقع فيسبوك، احتجاجا على سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني.

وأطلق الحملة صحفيون وناشطون ومؤسسات إعلامية فلسطينية، من بينهم موقع مركز (صدى سوشا) المهتم بإنصاف المحتوى الفلسطيني بمنصات التواصل ولجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين (غير حكومية).

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن إياد الرفاعي مدير مركز (صدى سوشال) قوله إن استهداف المحتوى الفلسطيني جاء “تزامنا مع منشورات تنتقد اتفاقات التطبيع العربية مع إسرائيل” والتي أعلنت العام الماضي مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

قوات الاحتلال تعتدي على نساء في حي الشيخ جراح بالقدس (الفرنسية)

بدروه، قال صالح المصري رئيس لجنة دعم الصحفيين في فلسطين للأناضول إنه خلال عام 2020 وثقت لجنته “436 انتهاكا” من قبل فيسبوك وتويتر بحق المحتوى الفلسطيني.

ورصد مركز (صدى سوشيال) ألفًا و100 انتهاكا بحق المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل وعلى رأسها فيسبوك خلال عام 2020.

يشار إلى أنه في 2020، أغلق فيسبوك صفحات وحسابات العشرات من الصحفيين والناشطين الفلسطينيين بذريعة مخالفة سياسات النشر.

وتمارس شركة فيسبوك انحيازها للاحتلال الإسرائيلي من خلال منع نشر أي كلمات لها علاقة بالمقاومة الفلسطينية.

وفي هذا الشأن، أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية عام 2018 أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية