يمامة.. طفلة سورية حولتها المحنة إلى أم لأشقائها الصغار ورعاية أبيها المشلول (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر مأساة طفلة سورية أصيب والدها بالشلل فحولتها المحنة إلى أم وربة منزل رغم طفولتها البريئة.

الطفلة السورية يمامة صاحبة الـ 8 سنوات نزحت مع أسرتها من ريف حماة الشمالي إلى مخيم أطمة بسبب الحرب والقصف الذي أصاب والدها بشلل نصفي، وبعد أن تركتهم الأم أصبحت يمامة مسؤولة عن والدها المشلول وإخوانها.

تقول يمامة “أقوم بكل شغل البيت أشتغل وأطبخ وأنظف البيت وأغسل وأساعد أبي”.

وتضيف “الأمر صعب ولكن على المرء أن يتحمل ويشكر ربه وأنا أريد الراحة لأبي وكل يوم نقدم له من أجل أن يعمل وندير بالنا عليه لأنه ليس لديه أحد”.

وتتابع “أعيش هنا مع أبي وأخي الصغير ولا أحد يمر علينا ولا أحد يزورنا وأنا أقوم بكل شغل البيت بمفردي”.

تجمع يمامة بين الدراسة وعملها وخدمة أبيها وإخوانها في ظل مناشدتهم للسلطات التركية لمعالجة أبيهم والسماح لهم بالإقامة على الأراضي التركية.

تقول يمامة “أقوم بشغل البيت ثم أذهب إلى المدرسة، الأمر صعب بعض الشئ ولكن المرء بين يدي الله وأنا قائمة بكل العمل ونتمنى أن يذهب أبي إلى تركيا ليعالج هناك ونريد أيضًا مدرسة لأن مدرستنا متواضعة كثيرا”

وتضيف “أتعب وأود أن أحمله لأنه والدي وأساعده لأنه ليس له أحد”.

يقول والد يمامة “أصبت بشظية في النخاع الشوكي عام 2016 أدت إلى إصابتي بشلل نصفي”.

ويستطرد “أعيش أنا وأطفالي، طفل 10 سنوات وطفل 5 سنوات، وابنتي وهي التي تقوم على أمرنا وترعانا وأتمنى أن تنظر المنظمات الإنسانية إلى أوضاعنا وأناشد الحكومة التركية إدخالنا للعلاج حيث أحتاج إلى زرع خلايا جذعية بالنخاع الشوكي وهذا لا يتوافر إلا في تركيا”.

ويعد مخيم (أطمة الحدودي )أحد أكبر مخيمات النازحين بريف إدلب شمالي سوريا، وقد فر مئات الآلاف من المدنيين إلى المخيم بحثًا عن الأمان منذ هجوم قوات النظام بدعم روسي على محافظة إدلب.

ويعيش اللاجؤون في المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية وسط انعدام تام للخدمات وغلاء الأسعار ويعد الحصول على خيمة ومواد غذائية ترفاً بالنسبة لبعض قاطني المخيم.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه بحلول نهاية عام 2020 وصل عدد النازحين داخليًا في سوريا إلى 6.7 ملايين شخص بزيادةٍ قدرها نحو 300 ألف شخص منذ بداية العام.

ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن نحو 448 ألف نازح داخليا قد عادوا إلى المناطق التي ينحدرون منها في عام 2020.

ويوجد في سوريا نحو 11 مليون شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية، ويؤدي فقدان الدخل وارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجم عن جائحة كورونا إلى تفاقم الوضع الحرج أصلًا.

المصدر : الجزيرة مباشر