خبير أمريكي: واشنطن تبذل جهودا لإعادة العسكريين في السودان إلى العملية الانتقالية(فيديو)

قال السفير ديفيد شين أستاذ الشؤون الأفريقية بجامعة جورج واشنطن، إن الولايات المتحدة بذلت جهودا لتشجيع العسكريين في السودان إلى العودة الوضع الانتقالي والعملية الانتقالية.

جاء ذلك في مقابلة مع المسائية على الجزيرة مباشر، خلال رده على رؤية واشنطن لحل الأزمة في السودان بعد التطورات الأخيرة التي أعقبت الإجراءات التي قام بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بحل مؤسسات الحكومة الانتقالية.

وقال إن العسكريين في السودان يستخدمون تكتيكات “معينة” سماها مزيج من العصا والجزرة، وأن الولايات المتحدة تقدم الحوافز للسودان للمضي قدما في العملية الانتقالية.

وفي رد على سؤال حول عودة الحكومة المدنية الذي تطالب به واشنطن، أوضح خلال لقاء مع المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، إن ما تطالب به الولايات المتحدة هو عودة حكومة عبد الله حمدوك.

وقال إن واشنطن أوضحت أنها تفضل عودة حكومة حمدوك إلى ما كانت عليه قبل أن يتم إبعادها عن الحكم، مشيرا إلى أن بعض وزراء الحكومة ما زالوا محتجزين، وأن الطريقة الوحيد لعودة العملية إلى مسارها أن تعود تلك الحكومة.

وأضاف “العسكريين قالوا إنهم ربما يعوضون الحكومة بمدنيين آخرين وأنه سيكون هناك انتخابات فيما بعد”، وقال “بصراحة هذا لا يمكن فهمه، هل تلك الحكومة ستكون بمثابة دمية يتحكمون فيها؟ لا اعتقد أن ذلك سيكون ممكنا”.

ديون السودان

وفي ذات الشأن قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “الانقلاب العسكري في السودان” يهدد آلية نادي باريس التي تسمح للدول الغنية بشطب ما تدين به لهذا البلد الأفريقي.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، قام قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بحل مؤسسات الحكومة الانتقالية واعتقل مسؤولين ووزراء من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي وضع تحت الجبرية.

وأشارت وزارة الخارجية في بيان، إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 15 يوليو/تموز في إطار نادي باريس ويتعين بموجبه على كل دائن توقيع اتفاق ثنائي مع السودان.

وذكرت “بعد خمسة أشهر من قرار باريس إلغاء ديون تبلغ قيمتها نحو خمسة مليارات دولار مستحقة على السودان، من الواضح أن الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر//تشرين الأول يهدد هذه الآلية”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية آن (كلير لوجندر) للصحفيين إن باريس كانت شريكا “ثابت العزم” للسودان مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على البرنامج العام لإلغاء الديون في مؤتمر في باريس في مايو/أيار في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.

وأوضحت في رد على سؤال بشأن إن  كانت فرنسا تعيد النظر في وعدها المتعلق بإلغاء الديون “بات من الواضح أن قوة الانقلاب الذي نفذه الجيش في 25 أكتوبر تضع هذه العملية موضع شك”.

وتناهز ديون السودان ستين مليار دولار، نحو 40%منها لدى نادي باريس، ولتتمكن من شطب ديونها في إطار مبادرة “الدول الفقيرة الأكثر استدانة” على الخرطوم أن تنفذ شرطين.

يتمثل أحد الشروط في تصفية ما تراكم عليها من ديون لدى المؤسسات المتعددة (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية) إضافة إلى تنفيذ “إصلاحات اقتصادية تظهر جدية السلطات وحزمها”.

وتعهدت عشرون من الدول الدائنة للسودان في يوليو/تموز، شطب 14.1مليار دولار من الديون من أصل 23.5 مليارا، وفق ما أعلن رئيس نادي باريس لافتا إلى إمكان شطب القسم الذي تمت إعادة جدولته على المدى البعيد.

وكانت هذه العملية بدأت في مايو خلال مؤتمر في باريس أعلن فيه الرئيس إيمانويل ماكرون إلغاء فرنسا حصتها من الدين السوداني والبالغة قيمتها نحو 5 مليارات دولار.

ووعدت دول عدة آنذاك، من بينها فرنسا، بتقديم مساعدات تتخذ شكل قروض لمساعدة الخرطوم في تصفية ديونها لدى مؤسسات مثل البنك الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات