وسط مطالب بإنقاذ الوضع الإنساني في أفغانستان.. لقاء وفد أمريكي بممثلين من طالبان في قطر

القيادة السياسية لحركة طالبان تريد بناء علاقات جيدة مع المجتمع الدولي (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وفدا من الولايات المتحدة برئاسة الممثل الخاص المعني بأفغانستان توماس ويست أجرى محادثات مع ممثلين كبار من حركة طالبان الأفغانية بقطر يومي الإثنين والثلاثاء الماضييْن.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان، أمس الثلاثاء، أن الجانبين ناقشا استجابة المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية في أفغانستان، وتعهد الوفد الأمريكي بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة للتعامل مع  الموقف.

وأكدت الوزارة أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن “قلقهم حيال مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وحثوا طالبان على حماية حقوق جميع الأفغان، والتمسك بسياستها للعفو العام وتنفيذها، واتخاذ المزيد من الخطوات نحو تشكيل حكومة تشمل وتمثل جميع الأطراف”.

وحث المسؤولون الأمريكيون طالبان على تنفيذ تعهد بتوفير الوصول إلى التعليم في جميع أنحاء البلاد على جميع المستويات للنساء والفتيات.

وكشفت الخارجية الأمريكية “أن حركة طالبان أبدت انفتاحها على التعامل مع المجتمع الدولي بشأن توفير الوصول الكامل للتعليم ورحبت بالجهود المبذولة للتحقق من التقدم ومتابعته لإلحاق النساء والفتيات بالمدارس على جميع المستويات”.

وضم الوفد الأمريكي ممثلين من المخابرات ووزارة الخزانة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بينما شارك على الجانب الأفغاني “محترفون تكنوقراط”.

من جهته، أكّد محمد حسن أخوند -رئيس حكومة طالبان وأحد مؤسّسي الحركة- أنّ حكومته “لن تتدخّل” في الشؤون الداخليّة للدول الأخرى وأنّ النظام يريد علاقات سلميّة مع بقيّة العالم، مناشدا المنظّمات الإنسانيّة الدوليّة مواصلة تقديم مساعداتها لأفغانستان التي أنهكتها الحروب.

وقال “نؤكّد لكلّ الدول أنّنا لا نريد أن نتدخّل في شؤونها الداخليّة وأن نخلق لها مشاكل وانعداماً للأمن، ولا يمكن لأحد أن يُثبت أننا فعلنا ذلك على مدى السنوات العشرين الماضية”، مشدّدا “نريد إقامة علاقات اقتصاديّة جيّدة معها”.

وأضاف أخوند “نحن غارقون في مشاكلنا، ونحاول استجماع قوانا لإخراج شعبنا من البؤس والمصاعب بعون الله”.

 مناشدة للمساعدة

وتُواجه حكومة أخوند سلسلة تحدّيات، أبرزها إحياء اقتصاد البلاد المنهار بعد توقّف المساعدات الدولية التي كانت تشكّل 75% من ميزانية البلاد في ظلّ الحكومات السابقة.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة، ارتفع معدّل التضخم بشكل كبير وكذلك البطالة بين الأفغان وسط انهيار النظام المصرفي.

وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن حوالى 10 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وازداد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويلهما لأفغانستان.

وحذّرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية كبيرة في أفغانستان التي يتوقّع أن يواجه أكثر من نصف سكّانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة الجوع هذا الشتاء.

الملا هيبة الله أخوندزاده يطالب المنظمات الانسانية بدعم الشعب الأفغاني (رويترز)

وقال أخوند في كلمته “نطلب من كلّ المنظّمات الإنسانيّة الدوليّة عدم وقف مساعداتها، وتقديم العون لأمّتنا المنهكة حتى يكون بالإمكان حلّ مشاكل الناس”، مشددا على أنّ المشاكل التي تواجهها البلاد هي نتيجة سياسات الحكومات السابقة.

وأجبر الوضع المتدهور بسرعة الأفغان على بيع كلّ ما يملكونه لشراء مواد غذائيّة ومستلزمات ضرورية أخرى، مع انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

ويُعدّ الاقتصاد الأفغاني أحد أفقر الاقتصادات في العالم وقد قوّضته 40 سنة من الحرب بالإضافة إلى موجات من الجفاف شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.

ووصلت طالبان إلى السلطة، في 15 أغسطس/آب الماضي، بعد الانسحاب السريع للجيش الأمريكي وإطاحة الحكومة السابقة المدعومة من واشنطن.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات