إسرائيل تعتزم زيادة عدد المستوطنين اليهود في الجولان.. والجامعة العربية تعلق

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (غيتي)

طالبت الجامعة العربية، اليوم الإثنين، إسرائيل بالكف عن تغيير الطابع العمراني والتكوين الديموغرافي في هضبة الجولان السورية المحتلة، وفق بيان للجامعة.

ويأتي البيان غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن خطة لمضاعفة الاستيطان في الجولان.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إقرار الحكومة الإسرائيلية خططا لتوسيع المستوطنات في الجولان، بهدف مضاعفة سكانها من اليهود خلال السنوات المقبلة.

وقال “اعتراف هذه الدولة أو تلك بذلك الاحتلال لا يغيّر من حقيقة كونه احتلالا يرفضه المجتمع الدولي، ولا تقره الشرائع الدولية بغض النظر عن الأوضاع الجارية في سوريا حاليا أو عن وضعيتها بالجامعة العربية”.

وطالب أبو الغيط بالكف عن إقامة المستوطنات الإسرائيلية هناك، مشيرا إلى أن “جميع تدابير وإجراءات تغيير طابع الجولان السوري المحتل ووضعه القانوني لاغية وباطلة” وفق البيان.

وأوضحت الجامعة في بيانها أن “الخطوات التصعيدية الإسرائيلية على أرض الجولان المحتل تعد انتهاكا صارخا وسافرا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

وأضافت أن هذه الخطوة “تأتي استكمالا لخطوات خطيرة سابقة على أرض الجولان السوري المحتل، لا تقل خطورة عن توسيع نطاق الاستيطان غير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإرهاب المستوطنين بصورة ممنهجة”.

ونقل البيان عن مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة قوله إن “الخطط الحكومية لبناء أكثر من 7 آلاف وحدة استيطانية بالجولان السوري المحتل تعكس نهج الحكومة الإسرائيلية وأجندتها التي لا تعترف بالتسوية السلمية على أساس حدود 1967، بل ترغب في التوسع الاستيطاني سواء في الضفة الغربية المحتلة أو في الجولان”.

وناشدت الجامعة العربية المجتمع الدولي “رفض وإدانة هذه الممارسات، والضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي أكدت وجوب الانسحاب الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها الجولان”، حسب البيان ذاته.

الحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعها الأسبوعي في مرتفعات الجولان المحتلة (الأناضول)

والأحد، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي -خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته- بمضاعفة الاستيطان في الجولان، وقال “منذ سنوات هناك ركود في نطاق الاستيطان بالجولان، لدينا فجوة كبيرة يجب سدها ونحن نبدأ بذلك اليوم. هدفنا هو مضاعفة الاستيطان في مرتفعات الجولان”.

ووضعت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، هدفا يتمثل في زيادة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان إلى الضعفين خلال خمس سنوات، في خطوة من شأنها إحكام قبضتها على الأراضي التي احتلتها عام 1967.

وأضاف بينيت أنه بعد عقد من الحرب في سوريا، خفتت الدعوات الدولية لإعادة الجولان إليها، وقال “كل شخص مطلع في العالم يدرك أن من الأفضل أن تكون (الجولان) مرتفعات إسرائيلية هادئة ومزدهرة وخضراء على عكس البديل”.

لا تغيير في السياسة الأمريكية

وأشار بينيت إلى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في عام 2019 بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وأنه لا يوجد مؤشر على أن خليفته -الرئيس الحالي جو بايدن- يعتزم التراجع عن هذا القرار، بوصفهما عاملين وراء خطة الإسكان والبنية التحتية التي تقدر تكلفتها بملايين الدولارات في المنطقة.

وعقب تولي بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، أشار وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى أن هناك أسئلة قانونية تحيط بخطوة ترمب التي أدانتها سوريا باعتبارها “انتهاكا سافرا” لسيادتها.

غير أن بلينكن أكد أنه ليس هناك أي تفكير في التراجع عن القرار، خصوصا مع استمرار الصراع في سوريا.

خطة استيطان بمئات الملايين

وصدّقت الحكومة الإسرائيلية على خطة شاملة لتنمية الجولان المحتل بإجمالي مليار شيكل (نحو 320 مليون دولار)، إضافة إلى تحديث البنية التحتية وإنشاء مناطق وأحياء جديدة وإتاحة 2000 فرصة عمل.

وتتضمن الخطة تخصيص 576 مليون شيكل (183 مليون دولار) للتخطيط والإسكان، وإضافة نحو 3300 وحدة جديدة إلى مستوطنة (كتسرين) في غضون خمس سنوات.

واحتلت إسرائيل هضبة الجولان عام 1967 وضمتها في 1981، لكن الأمم المتحدة ودول العالم -باستثناء الولايات المتحدة- تعدّها أرضا سورية محتلة.

المصدر : وكالات