لأول مرة منذ 11 عاما.. عباس يجتمع بغانتس في إسرائيل وحماس تدين “اللقاء الحميمي”

الرئيس الفلسطيني محمود عباس "يمين" ووزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس (هيئة البث الإسرائيلي)

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في منزل الأخير بمدينة (روش هعين) بوسط إسرائيل، بحسب مصادر من الجانبين.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر فلسطينية قولها إن محمود عباس “أوضح انه لن يسمح بممارسة العنف واستخدام الأسلحة النارية ضد الاسرائيليين بغض النظر عن طبيعة العلاقات بين السلطة وتل أبيب”.

وبحسب (كان) فإن غانتس قدم الشكر لأبو مازن لقيام الاجهزة الأمنية الفلسطينية بتخليص شابين إسرائيلييْن من محاولة الفتك بهما في رام الله مطلع الشهر الجاري، بينما تعهد عباس بالاستمرار على هذا النهج طالبًا مع ذلك ببذل الجهود لمنع الاحتكاك قدر المستطاع بين مستوطنين وفلسطينيين في الضفة الغربية.

من جانبه قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ عبر حسابه في تويتر إن الاجتماع “تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية”.

وناقش المسؤولان أيضًا “الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين”، بالإضافة إلى “أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية”، بحسب حسين الشيخ.

حماس تدين

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستنكرت اللقاء الذي تم بين ما أسمته “رئيس سلطة التعاون الأمني محمود عباس ووزير الحرب الصهيوني” خاصة وأنه يأتي في ذكرى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008.

واعتبرت حماس اللقاء استفزازًا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحصار ظالم في قطاع غزة، ولتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس، كما يمثّل استهتارًا بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذين يُمارس ضدهم أبشع أنواع الانتهاكات.

 

وأكدت حماس في بيانها أن “هذا اللقاء الحميمي يكشف مجددًا الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها من التعاون الأمني مع العدو وملاحقة المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا”.

وأشار الناطق الإعلامي باسم حماس على تويتر إلى أن هذا السلوك من قيادة السلطة يعمّق الانقسام الفلسطيني ويشجع بعض الأطراف في المنطقة على التطبيع ويضعف الموقف الفلسطيني الرافض له.

الأب مانويل: كيف نتعايش معهم؟

في السياق، عبر الأب مانويل مسلم رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، عن استيائه من تنسيق السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، وقال في منشور عبر فيسبوك الليلة الماضية “الصهاينة يمارسون علينا العبودية فقط. هم غرباء غزاة ولمّم أفراد لا حضارة ولا هوية ولا تاريخًا ولا بُعْدًا ولا عمقًا قوميًا لهم”.

وتابع “فكيف ولماذا نتعايش معهم ونعترف لهم بثلاثة أرباع فلسطين التاريخية وننسق معهم ونفاوضهم على أساس أنهم جزء من شرقنا؟ من يعترف بالصهاينة ومن يطبّع معهم هو نفسه لا يُعلّم الحرية والمساواة والأخوة. فكيف نحبهم وهم أهلنا؟”.

واختتم “المقاومون فقط هم المدافعون عن الحرية والمساواة والأخوة، ويبدون لنا -وفي الحقيقة هم- أعلى وأرقى وأنبل مِنْ أولئك الذين يقبلون الاستبداد علينا وخضوعنا للمحتل ويمارسون الكراهية الاجتماعية والعرقية فينا”.

والأب مانويل هو أيضًا راعي كنيسة اللاتين بغزة سابقا وعضو الهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات، ورئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية بمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويُعرف الأب مانويل بمقاومته للاحتلال الإسرائيلي ومناهضته للسلطة، ودفاعه المستميت عن القدس وعن المقاومة الفلسطينية ورجالها، كما عرف بمطالباته المتكررة بإنهاء الانقسام ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو صاحب الجملة المشهورة “إن هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا”، حيث قالها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014.

حزب الليكود يندد

وفي المقابل ندد حزب الليكود اليميني باجتماع عباس وغانتس وقال الحزب الإسرائيلي في بيان إن “التنازلات الخطيرة لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت”.

وبحسب بيان الليكود فإن “حكومة بينيت الإسرائيلية الفلسطينية تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال وتشكل خطرًا على إسرائيل”.

وهذه هي الزيارة الأولى لعباس داخل إسرائيل مع مسؤول إسرائيلي كبير منذ 11 عامًا، وتم تنسيق الاجتماع مع مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، بينما حضر من الجانب الفلسطيني أيضًا رئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ويأتي هذا اللقاء بعد نحو أربعة أشهر على اجتماع الرجلين في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وناقش الاجتماع حينها القضايا الأمنية والاقتصاد.

وتدهورت العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية الى حد كبير في السنوات الأخيرة. ولم يبذل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو -الذي حكم من 2009 إلى 2021- أي جهد يذكر لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فبقيت محادثات السلام معلقة منذ 2014 بينما توسّعت في عهده المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات