احتجاج رسمي.. لماذا ثار السودان ضد خريطة أفريقية ضمت حلايب وشلاتين لمصر؟ (فيديو)

قال مصدر بمجلس السيادة السوداني للجزيرة مباشر إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان أبلغ مبعوث مفوضية الاتحاد الأفريقي احتجاج السودان على اعتماد المفوضية خريطة تضم حلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية.

وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قد التقى بمبعوث مفوضية الاتحاد الأفريقي للسودان محمد الحسن ولد لبات بالخرطوم يوم الخميس.

وقال المصدر إن “ولد لبات “ناقش مع البرهان الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية في محاولة من الاتحاد الأفريقي للحيلولة دون دخول البلدين في حرب حول الحدود.

ونقلت مواقع إخبارية سودانية، عن مبعوث مفوضية الاتحاد الأفريقي للسودان قوله إن الاتحاد لم يعتمد أي خرائط تؤكد تبعية مثلث حلايب الحدودي لمصر.

وأضاف أن “المنظمة مررت فقط أوراق وصلتها من دولة عضو، إلى الدول الأخرى، ولا يعني هذا أنها تتبنى المحتوى، وعلى الدولة المعترضة أن ترسل توضيحاتها واعتراضها وسيتم توزيعه للدول بأسرع ما يمكن”.

إلغاء تبعية حلايب لمصر

من ناحية أخرى طالبت المفوضية القومية السودانية للحدود، الاتحاد الأفريقي، بإلغاء قراره، بتبعية حلايب وشلاتين لمصر فورًا.

ووصف رئيس مفوضية الحدود السودانية دكتور معاذ تنقو خطوة الاتحاد الأفريقي بأنها “من لا يملك لمن لا يستحق”.

وقال تنقو للجزيرة مباشر إن المنظمات الإقليمية لا تملك السلطة القانونية الكاملة التي تجعلها تفتي في شؤون خارج البرتوكولات والمواثيق التي تنظم عملها.

وشدد على أن حلايب سودانية وفقًا للوثائق التاريخية، وقال إنه يجب على الاتحاد الأفريقي أن يتعامل مع الدول وفقًا للخرائط والحدود التي اعتمدها لحظة انضمام تلك الدول إليه.

وأشار تنقو إلى أن الاتحاد الأفريقي استند في قراره، على “مذكرة خاطئة ومضللة” قدمها الجانب المصري ودعا الاتحاد الأفريقي، العودة إلى حدود مصر وخارطتها، عندما انضمت للاتحاد عام 1964، وخارطتها في عام 1963 عندما وقعت على إعلان القاهرة، ومن قبلها خارطة مصر في عام 1945 عندما انضمت إلى منظمة الأمم المتحدة.

وطالب تنقو بإظهار خارطة مصر المقدمة إلى عصبة الأمم، والتي لم يطرأ أي تغيير عليها من حيث المساحة منذ استقلالها عن الدولة العثمانية في عام 1922.

وقال تنقو أنه ليس من حق الاتحاد الأفريقي تعديل حدود السودان المقدمة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1952.

وأضاف أن الأمم المتحدة ليس لها الحق أيضًا في تعديل حدود السودان مع مصر، التي أقرتها لجنة الانتخابات التي كونتها الأمم المتحدة لتقرير مصير السودان من الاستعمار البريطاني المصري.

النزاع على حلايب وشلاتين

وظل النزاع المصري ـ السوداني على المثلث الحدودي، قائما منذ استقلال السودان عام 1956، لكن المثلث كان مفتوحًا دون قيود حتى عام 1995 عندما دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في أديس أبابا، حيث اتهمت القاهرة الخرطوم بالوقوف وراء تلك المحاولة.

ومنذ ذلك الحين، يتم فتح ملف النزاع حول المنطقة بين الحين والآخر، ويطرح كل طرف الحجج والأسانيد القانونية التي يعتمد عليها في إثبات حقه في السيادة على هذه المنطقة.

ويطل مثلث حلايب على ساحل البحر الأحمر، على الحدود المصرية السودانية، بمساحة تقدر بنحو 20.5 ألف كيلومتر مربع، ويضم ثلاث مناطق هي حلايب وشلاتين وأبو رماد.

ويجدد السودان سنويًا، شكوى أمام مجلس الأمن الدولي بشأن المثلث، داعيًا إلى تحكيم دولي يتطلب موافقة الدولتين، لكن مصر ترفض وتؤكد سيادتها على المثلث.

المصدر : الجزيرة مباشر