“صبرنا له حدود”.. أمريكا تحذر إيران من عدم الرد على دعوة الحوار بشأن الاتفاق النووي

لوحة إرشادية تشير إلى مفاعل نطنز النووي في إيران (غيتي)

حذرت الولايات المتحدة إيران من أن صبرها بدأ ينفد بسبب عدم ردها حتى الآن على اقتراح أوربي لعقد مباحثات أمريكية-إيرانية مباشرة لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وكانت طهران أصرت على عودة واشنطن للاتفاق قبل التفاوض.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين أمس الأربعاء إن صبر الولايات المتحدة على إيران بشأن عودتها للمناقشات حول الاتفاق النووي “له حدود”.

ولم ترد إيران رسميًا على العرض الأمريكي الذي طرحته واشنطن الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع طهران في اجتماع مشترك مع الدول التي تفاوضت للتوصل للاتفاق.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلنت قبل ستة أيام قبولها دعوة وجهها الاتحاد الأوربي إلى واشنطن وطهران لعقد اجتماع غير رسمي للأطراف التي أبرمت الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 بهدف إحياء الاتفاق، لكن السلطات الإيرانية لم ترد بعد على الدعوة الأوربية.

8 مايو 2018: انسحاب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران.

وأشار برايس إلى أن الخطوات التي اتخذتها إيران بمخالفة بنود الاتفاق النووي وقيوده على أنشطتها النووية جعل الأمر “تحديًا عاجلًا” للولايات المتحدة.

وقال “صبرنا له حدود لكننا نعتقد، والرئيس كان واضحًا في هذا الصدد، بأن أكثر السبل فعالية لضمان عدم حيازة إيران لسلاح نووي هي الدبلوماسية”.

العودة للاتفاق أولًا

من جانبه أبلغ السفير الإيراني في جنيف مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة بأنه لا بد للولايات المتحدة من أن تخطو الخطوة الأولى في إنقاذ الاتفاق النووي الذي وقعته مع بلاده مع القوى الكبرى.

وقال السفير إسماعيل بقائي هامانه في جنيف أمس “يقع على عاتق الطرف المخالف عبء العودة واستئناف العمل بالاتفاق والتعويض عن الأضرار وكذلك التأكيد على أنه لن ينسحب مجددًا”.

وأوضح “ثمة مسار للمضي قدمًا ذو نتيجة منطقية مثلما أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الآونة الأخيرة”.

الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى عام 2015 (رويترز أرشيف)

الاتفاق النووي

وتراجعت إيران عن تعهدات قطعتها بموجب الاتفاق النووي بعدما انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عام 2018 وأعاد فرض عقوبات على إيران أثرت كثيرًا على اقتصادها.

ويهدف الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران والدول الكبرى -الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا- إلى منعها من بناء قنبلة نووية عبر فرض قيود صارمة على برنامجها النووي لحصره بالأطر السلمية والمدنية.

وتعهد بايدن بالعودة إلى الاتفاق بشرط أن تعود إيران أولًا إلى الوفاء بكل تعهداتها التي تراجعت عن الالتزام بها ردًا على عقوبات ترمب.

ورفضت إدارة بايدن حتى الآن مناقشة أي بوادر حسن نية قبل أن تجتمع مع السلطات الإيرانية، وقال برايس في هذا الصدد “تفاصيل ما يمكن أن يكون مطروحًا على الطاولة في المستقبل نريد مناقشته مع شركائنا، في سياق العرض الأوربي لإجراء محادثات مع الإيرانيين”

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات