شاهد: خيمة صغيرة في إدلب تتحول لمدرسة تخدم أكثر من مئة طالب

تتعالى أصوات الأطفال وهم يرددون الحروف الهجائية من داخل خيمة بمخيم الجبل ببلدة بيرة أرمناز بمحافظة إدلب شمال سوريا، إذ عمل أهالي المخيم على تحويل إحدى الخيام إلى “خيمة مدرسية” تحاكي الصف المدرسي.

وتبنت معلمات متطوعات من البلدة المقام على أراضيها المخيم منذ حوالي سنة و9 أشهر فكرة تدريس الأطفال في الخيمة.

لاقت الفكرة ترحيبا واسعا من الأهالي إذ تحتضن الخيمة الآن نحو 100 من الأطفال المنقطعين عن الدراسة بسبب ظروف النزوح وسوء الحال بالمخيم.

أما العملية التعليمية فإنها تسير حسب الإمكانات المتوفرة بأدوات بسيطة لتعويض الأطفال عن جزء مما فاتهم، إذ ترتكز حاليا على تعليم القراءة إلى جانب الرياضيات واللغة الإنجليزية.

وقال أحد القائمين على المشروع للجزيرة مباشر إن الخيمة تستقبل الأطفال من سن خمس سنوات حتى الخامسة عشرة وتعمل على تهيئتهم حتى الانخراط في المدارس النظامية في المستقبل.

وأضاف أنه رغم الصعوبات التي تواجه الخيمة خاصة في فترة الشتاء وتحول أرض المخيم إلى أرضية طينية، فإن الأهالي اعتبروا هذه الخطوة التطوعية إيجابية لتعليم الأطفال في ظل صعوبة إرسالهم لمدارس خارج المخيم.

وناشد المؤسسات الإنسانية دعم هذا العمل حتى ولو بأدوات بسيطة كالقرطاسية وتوسعة الخيمة القائمة ليساعد ذلك على استمرار العملية التعليمية للأطفال بالمخيم.

من جانبها، قالت إحدى المعلمات المتطوعات للجزيرة مباشر إن المشروع لاقى إقبالا كبيرا من الطلاب رغم الإمكانيات شبه المعدومة، موضحة أن المعلمات جميعهن من المتطوعات اللاتي أتين لمساعدة الأطفال الذين يعانون حالة أكاديمية صعبة نتيجة الانقطاع عن التعليم أو عدم تلقيه من الأصل.

وناشدت المعلمة المؤسسات الخيرية بتوفير أكثر من مكان لتعليم هؤلاء الأطفال بالمخيم لأن تكدسهم بخيمة واحدة بهذا الشكل لا يفيد العملية التعليمية إضافة لتعرضهم للعدوى بالأمراض.

وكان أحد سكان المخيم قد تبرع بخيمته في سبيل تعليم أطفاله وأطفال المخيم، وأوضح الدافع لذلك قائلا “أنا بلغت من العمر خمسين عاما ولم أتعلم، ولا أريد لأطفالي الخمسة أن يلاقوا نفس مصيري”.

ورغم أن حياة سكان المخيمات السورية بالشمال السوري مليئة بالصعوبات، خاصة في ظل أوضاع الشتاء الجوية التي تزيد من أعباء الحياة عليهم، فإن ذلك لم يمنعهم من التفكير في مستقبل تعليمي أفضل لأبنائهم.

المصدر : الجزيرة مباشر