حاكم نيويورك مهدد بإقالة ومحاكمة برلمانية لم تحدث منذ 108 سنة.. ماذا جرى؟

بات حاكم نيويورك أندرو كومو المتهم بالتحرش بنساء مهددا بإقالة محتملة بعدما أعطى زعيم الديمقراطيين في برلمان الولاية -الذي كان حليفه حتى وقت قريب- موافقته الخميس على بدء الخطوة الأولى بهذا المسار.

ويأتي ذلك في أعقاب تأييد غالبية المشرعين في الولاية لاستقالته بعدما بدأ نواب ديمقراطيون تحقيقًا في المسألة، وقالت الشرطة في عاصمة الولاية إنها على استعداد للتحقيق في المزاعم.

وتتطلب الإقالة من قبل برلمان نيويورك غالبية بسيطة في مجلس النواب وثلثي مجلس الشيوخ، ويعود آخر إجراء من هذا النوع إلى عام 1913.

وتفاقمت الصعوبات التي يواجهها حاكم نيويورك، الذي يعتبره كثيرون بطلًا في مواجهة أزمة كورونا، اعتبارا من مساء الأربعاء حين كشفت صحيفة (تايمز يونيون) المحلية -التي تصدر في مدينة آلباني عاصمة ولاية نيويورك- أن إحدى موظفاته اتهمته بالتحرش بها في نهاية عام 2020.

ووفقاً للصحيفة فإن الموظفة التي تصغر كومو بكثير استُدعيت إلى مقر إقامة الحاكم كومو في آلباني العام الماضي بذريعة مساعدته في مشكلة كان يواجهها بهاتفه المحمول، غير أنها فوجئت بتعرضها للتحرش الجنسي من قبل كومو.

ورغم أن المرأة لم تتقدم بشكوى جنائية، فإن محامي كومو قال للصحافة، الخميس، إن مكتب الحاكم أبلغ قسم شرطة مدينة ألباني بالواقعة بعدما رفضت المرأة المعنية القيام بذلك بنفسها.

ومنذ نهاية فبراير/شباط الماضي أصبح حاكم نيويورك (63 عامًا) الذي تنتهي ولايته نهاية 2022، في وضع حرج بعد اتهامات متتالية له من ست نساء بالتحرش الجنسي أو التصرف بشكل ينطوي على إيحاءات جنسية غير مرغوبة.

وقال ما لا يقل عن 121 عضوًا في مجلس الولاية ومجلس الشيوخ علنًا إنهم يعتقدون أن كومو يجب أن يترك منصبه الآن، وفقًا لإحصاء صادر عن وكالة أسوشيتد برس، ويشمل هذا العدد 65 ديمقراطيًا و56 جمهوريًا.

وسمح زعيم الديمقراطيين في مجلس الولاية كارل هيستي، أمس الخميس، للجنة القضائية في البرلمان بالبدء بالتحقيق في المسألة وهي الخطوة الأولى نحو احتمال بدء إجراءات عزل الحاكم.

وأضاف هيستي في بيان أن “الاتهامات الموجهة إلى الحاكم خطرة واللجنة ستتمكن من استجواب شهود وطلب وثائق وتقييم الأدلة”.

وسيجري هذا التحقيق بموازاة تحقيق قضائي سبق أن أعلنت عنه مدعية نيويورك العامة ليتيشيا جيمس، بينما لم يعلق حاكم الولاية على الفور على هذا الإعلان.

ومع أنه اعتذر في الآونة الأخيرة عن تسببه “بجرح مشاعر” النساء اللواتي وجهن الاتهامات إليه، أكد في الوقت نفسه أنه “لم يلمس أبدًا أي شخص بشكل غير لائق” واستبعد الاستقالة.