مصر تطالب بإبرام اتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة وتتمسك بوساطة رباعية دولية

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تمسك بلاده بإبرام اتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي في موسم الفيضان واتفق مع السودان على تكثيف الاتصالات لتفعيل مقترح تشكيل رباعية دولية للتوسط في حل الأزمة.

وقال بيان الرئاسة المصرية إن السيسي أكد خلال اتصال مع رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي لبحث الأزمة- الموقف المصري الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

وأرجع البيان هذا الموقف إلى “حفظ حقوق دول المصب المائية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي” في حين أكد السيسي دعم مصر للمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي للتوسط في الأزمة.

ويأتي اتصال الرئيس المصري مع السؤول الأفريقي بعد وقت قصير من مباحثات أجراها يوم الخميس بالقاهرة مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.

تفعيل مبادرة رباعية

وبحث السيسي وحمدوك بحسب بيان، آخر التطورات والجهود المشتركة بين البلدين فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، والتوافق على تكثيف التنسيق الحثيث في ظل المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها الملف.

واتفق الجانبان على تعزيز الاتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لتفعيل مقترح تشكيل رباعية دولية للتوسط في القضية، للمساعدة في التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، قبل موسم الأمطار المقبل (يوليو/تموز)”.

وفي الملف نفسه بحث رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونظيره السوداني حمدوك، خلال لقاء جمعهما في القاهرة، ملفات ذات اهتمام مشترك أبرزها سد النهضة.

وأشار مدبولي إلى “استمرار التأكيد على الثوابت الخاصة بالملف القائمة على الحفاظ على الحقوق التاريخية ومصلحة الدولتين (مصر والسودان) وذلك بما لا يضر بمصالح الأشقاء في إثيوبيا”.

وأبدى قلقه من اعتزام إثيوبيا المضي قدمًا في ملء سد النهضة دون التنسيق مع مصر والسودان، وأعرب عن أمله في أن تستجيب إثيوبيا، للوصول إلى مسار توافقي وحل حاسم لهذه القضية.

من جانبه أكد حمدوك على تطابق وجهات النظر بين مصر والسودان بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وقال إنه يأمل “في تحقيق إمكانية الملء الثاني للسد بطريقة متوافق عليها والوصول لاتفاق يسمح بذلك”.

مفاوضات سد النهضة

وفي 24 فبراير /شباط الماضي، أعلنت مصر، تأييد مقترح السودان الذي صدر وقتها بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي للمفاوضات المتعثرة.

وسبق أن توسط كل من الولايات المتحدة والبنك الدولي، قبل أكثر من عام، في مفاوضات “سد النهضة”، غير أن وساطتهما لم تسفر عن نتائج.

لكن إثيوبيا تتمسك بمواقفها المعلنة سابقا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، خلال إفادة صحفية يوم الثلاثاء، إنّ بلاده تتمسك بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي فقط.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات