سمعة أسترازينيكا على المحك.. النرويج تحقّق في إصابة شباب بجلطات بعدما تلقوا اللقاح

لقاح أسترازينيكا يواجه موجة من التحديات والتشكيك في فعاليته
لقاح أسترازينيكا يواجه موجة من التحديات والتشكيك في فعاليته (غيتي)

قال معهد الصحة العامة النرويجي، اليوم السبت، إن ثلاثة شبان ممن تلقوا لقاح فيروس كورونا الذي تصنعه شركة أسترازينيكا أصيبوا بعد ذلك بجلطات دموية داخلية أو نزيف في المخ.

ويعمل الثلاثة في مجال الرعاية الصحية، وقالت وكالة الصحة العامة إنها ستحقق فيما إذا كان هناك علاقة بين اللقاح والأعراض.

وتضررت سمعة أسترازينيكا بالفعل بعد تعليق استعمال لقاحه هذا الأسبوع في بلغاريا والدنمارك وآيسلندا والنروج وبلغاريا بشكل مؤقَّت إثر رصد حالات تجلط دم خطيرة لدى أشخاص تلقوه، فيما تجري أبحاث بشأن المشكلات الصحية المحتملة.

وأرجأت تايلند حملتها للتطعيم بلقاح أسترازينيكا، وأجّلت الكونغو الديموقراطية أيضا حملتها التي كان يفترض أن تبدأ، في 15 من مارس/آذار الجاري، بعد أن تلقت 1.7 مليون جرعة من هذا اللقاح.

ونقلت قناة (إن آر كيه) عن ستاينر مادسن رئيس وكالة الأدوية النرويجية قوله “إن حدوث شيء من هذا القبيل نادر، لكنه خطير للغاية”، كما أن الأخبار الواردة من النرويج هي أحدث مثال لمسؤولي الصحة الذين يتابعون لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا بقلق.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن السلطات الصحية النرويجية أبلغت الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، والذين تلقوا جرعات من لقاح أسترازينيكا في آخر 14 يومًا، بمراجعة الطبيب إذا شعروا بالمرض أو اكتشفوا تجمعات دموية على الجلد بعد أكثر من ثلاثة أيام من التطعيم.

ودافعت وكالات طبية متعددة عن لقاح أسترازينيكا، من بينها منظمة الصحة العالمية، مؤكدةً أن اللقاح آمن، وقالت الصحة العالمية، أمس الجمعة، إنه “لا يوجد سبب لعدم استعمال” اللقاح.

ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن الآثار الجانبية تؤدي إلى تفاقم المشكلات المتعلقة بسمعة اللقاح، التي تضررت بسبب مشاكل الإمداد إلى الاتحاد الأوربي.

وبرزت تساؤلات في الاتحاد الأوربي حول التلقيح ضد فيروس كورونا مع إعلان خفض جديد في عدد شحنات مختبر أسترازينيكا وإطلاق خمس دول أعضاء دعوة لإجراء نقاشات “بأسرع ما يمكن” بين قادة التكتّل حول التفاوت في توزيع الجرعات.

وقال المختبر السويدي البريطاني الذي رُخّص استعمال لقاحه في التكتّل نهاية، يناير/كانون الثاني الماضي، “يأسف أسترازينيكا لإعلان خفض في عمليات تسليم اللقاح ضد كوفيد-19 للاتحاد الأوربي”.

وأشار إلى “القيود على تصدير” اللقاحات المصنّعة خارج الاتحاد الأوربي لتسويغ عجزه عن تسليم أكثر من 100 مليون جرعة خلال 6 أشهر تنتهي في يونيو/حزيران المقبل، بينها 70 مليون جرعة فقط من أصل 180 مليون جرعة كان يفترض أن يسلمها للاتحاد الأوربي خلال الربع الثاني من العام الجاري، وكان المختبر قد خفّض أهدافه للربع الأول على خلفية مشكل “انتاجية” في مصنعه ببلجيكا.

والسبت، قالت المفوضية الأوربية إنها تواصل مع الدول الأعضاء المناقشات مع أسترازينيكا وشددت على أن الشركة تقوم “بكل ما في وسعها للوفاء بالتزاماتها”.

ونتيجة هذا الخفض، فإن ولاية تورينغن الألمانية التي تسجل أعلى معدل إصابات في البلاد ستعلِّق مؤقتًا برنامجًا رائدًا للتطعيم بهذا اللقاح كان يفترض أن يبدأ قبل نهاية مارس ويستهدف خاصة المسنين المقيمين في منازلهم.

الاتحاد الأوربي وأمريكا

وتجاوزت فرنسا، أمس الجمعة، عتبة 90 ألف وفاة جراء كورونا، وهي تأمل تطعيم أكثر من عشرة ملايين شخص بحلول منتصف أبريل/نيسان المقبل.

ودعت النمسا وجمهورية تشيكيا وسلوفينيا وبلغاريا ولاتفيا، اليوم السبت، إلى إجراء نقاشات حول “التفاوتات الكبيرة” في توزيع اللقاحات بين قادة الاتحاد الأوربي خلال قمّة منتظرة بين 25 و26 مارس الجاري، في حين اتهم المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، أمس الجمعة، دولا من التكتل لم يسمها بالتفاوض سرا حول عقود مع مختبرات.

ويتخلف الاتحاد الأوربي في حملة التلقيح عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتوجد انتقادات كثيرة للمفوضية التي فاوضت حول عقود اللقاحات باسم جميع الدول الأعضاء الـ27، لكنها تأمل في تلافي التأخير خلال الربع الثاني من العام وتهدف إلى تطعيم 70 بالمئة من الأوربيين بحلول نهاية الصيف.

أما الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررًا من الوباء بعد تسجيله 532 ألفًا و590 وفاة، فقد تلقى نحو 20% من سكانها جرعة لقاح واحدة على الأقل، واستعملت في الإجمال أكثر من 100 مليون جرعة أي حوالي 30% من إجمالي الجرعات المستعملة في العالم.

ورخّصت منظمة الصحة العالمية الجمعة لقاح (جونسون آند جونسون) المضاد لفيروس كورونا، وصار بإمكانها توزيعه عبر آلية (كوفاكس) للدول ضعيفة الدخل، علاوة على أنه من جرعة واحدة فقط، فإن من مزايا هذا اللقاح إمكانية حفظه في درجة حرارة الثلاجة العادية، وسبق للمنظمة الأممية ترخيص لقاح (فايزر-بايونتيك) ونسختين من لقاح (أسترازينيكا-أكسفورد).

وتخشى السلطات في دول عدة من موجة وبائية ثالثة، على غرار إيطاليا، والتي تفرض حجرًا على عدد كبير من سكانها، بدءًا من الإثنين المقبل وحتى 6 أبريل القادم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات