مصر.. السيسي يهنئ الأم بعيدها بينما أرقام المعتقلات تحكي قصة أخرى (فيديو)

نساء في معتقلات مصر يبحثن عن الحرية
نساء في معتقلات مصر يبحثن عن الحرية (غيتي)

بالرغم من التهنئة الرسمية للمرأة، في مصر، تزامنًا مع عيد الأم، إلا أن الأرقام تحكي قصة أخرى تتقاطع فيها الدموع والآلام، وبصورة تُحرج النظام.

ووفق تقرير أصدرته منظمة “نحن نسجل” الحقوقية، رصدت فيه أوضاع الأمهات المحتجزات على خلفية قضايا سياسية في السجون المصرية، بمناسبة الاحتفال بـ”عيد الأم”.

وأحصت المنظمة 86 أمّا في السجون المصرية بينهن خمس مخفيات قسريا و26 سيدة تقضي محكوميتها بعد أحكام سياسية وفقا لحقوقيين، كما تظل 44 أمّا رهينة الحبس الاحتياطي، كذلك تم تدوير تسع سيدات في قضايا جديدة بعد تجاوزهن فترة الحبس الاحتياطي، بينما صدر بحق اثنتين من الأمهات المحتجزات قراران بإخلاء سبيلهما، لكنهما لم ينفذا بعد.

ووفقا لتوزيع الأمهات المحتجزات على السجون ومقار الاحتجاز، أحصت “نحن نسجل” وجود 66 أمّا في سجن القناطر، و14 أمّا في أقسام الشرطة ومراكز الاحتجاز، بينما لا يُعلَم أماكن احتجاز ست أمهات، خمس منهن مخفيات قسريا.

ونوهت المنظمة الحقوقية إلى أن جهاز الأمن الوطني اعتقل 66 أمّا، بينما اعتقلت قوات شرطية 6 أمهات، واحتجزت قوات الجيش اثنتين من الأمهات المحتجزات، كذلك تعرضت 79 أمّا للإخفاء القسري قبل ظهورهن أمام النيابة.

وفي سجون مصر، 285 معتقلة سياسية من بينهن 30% أمهات، إحداهن الصحفية المعتقلة سولافة مجدي، والتي أرسل لها نجلها سيف رسالة مؤثرة في يوم الأم.

كذلك فإن عائشة خيرت الشاطر تعد نموذجا للتنكيل بأسر السياسيين في سجون النظام المصري، وعائشة أم لثلاثة أبناء.

اقتحمت قوات الأمن منزل عائشة الشاطر، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وحطَّموا أثاث المنزل وفتشوه، ثم اقتادوها معصوبة العينين ومُكبَّلة اليدين إلى مكان غير معلوم.

ظلت بعدها مخفية قسريًا لمدة 20 يومًا، قبل أن تظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا، وتُتهم على ذمة إحدى القضايا السياسية.

وفي عيد الأم، أعاد ناشطون تداول استغاثة ابنتها (نور/ 12 عامًا) في مقطع سابق مؤثر منذ أكثر من عامين، ولا تزال عائشة قيد الاعتقال حتى اللحظة.

 

 

ومن بين الحقوقيات، تبرز قصة المحامية هدى عبد المنعم، التي تحولت من مدافعة عن حقوق سجناء الرأي، إلى معتقلة سياسية لم تجد من يرحم سنها أو يرأف بحالتها الصحية.

هدى عبد المنعم (62 عامًا)، وهي أم لأربعة بنات، اعتقلت في نوفمبر 2018 بعد اقتحام منزلها، واقتيادها إلى مكان غير معلوم، وظلت مخفية قسريًا لمدة 20 يوما، ثم ظهرت في نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 21 من الشهر نفسه.

وبالرغم من أنها تعاني من تدهور حالتها الصحية، إذ تحضر جلسات المحاكمة في عربة إسعاف، وقد علمت أسرتها بإصابتها بآلام شديدة نتيجة توقف كامل للكلية اليسرى وارتجاع في الكلية اليمنى، إذ نُقلت للمستشفى قبل إرجاعها مرة أخرى لمحبسها في سجن القناطر نساء.

وقالت جهاد خالد (ابنة هدى عبد المنعم) في حديث لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، إنها تعيش الألم ذاته منذ اعتقال والدتها وبصورة يومية، مشيرة إلى أن “لا أحد يتعوّد على وجود أمه في السجن”.

 

وأكدت جهاد أن الأسرة لا تعرف شيئًا عن قرارات تجديد الحبس إلا بعد أيام من صدورها، أحدثها قرار تجديد حبس والدتها 45 يومًا، إذ لم يعرفوا إلا بعد مرور 48 ساعة على الأقل.

وفي السياق، استغرب المحامي والحقوقي أسعد هيكل: لماذا يحبس النظام المصري امرأة مسنة حبسًا انفراديًّا؟ ما الخطر الذي تشكِّله هدى عبد المنعم (62 عامًا) وغيرها على النظام المصري؟

وتتناقض هذه الصور ما تتعرّض له النساء في سجون النظام المصري مع ما ذهب إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحديثه عن تكريم المرأة المصرية.

ووجه السيسي بتوفير الأمان للمرأة في المواصلات العامة، وأشاد بدور الأزهر في تعديلات قانون الأحوال الشخصية.

المصدر : الجزيرة مباشر