الصحة العالمية: أصل فيروس كورونا قد يكون مرتبطا بتجارة الحيوانات في الصين (فيديو)

ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أن خبراء منظمة الصحة العالمية يميلون إلى الاعتقاد بأن أصل فيروس كورونا المستجد يمكن أن يكون مرتبطا بتجارة الحيوانات في الصين.

وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع نشر تقرير هذا الأسبوع، عكف على إعداده خبراء منظمة الصحة العالمية الذين زاروا مدينة ووهان الصينية في وقت سابق.

وبعد تحقيق استمر لأشهر، وجدت منظمة الصحة العالمية أن مزارع الحياة البرية في الصين هي مصدر انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو ما ستعلن عنه في تقريرها النهائي خلال الأسابيع القادمة.

وأوضحت أن التقرير سيقدم رواية تفيد بأن الفيروس قد يكون مشابها في الأصل للفيروس المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة “سارس” الذي كانت الخفافيش ناقلاته الأصلية، وانتقل إلى البشر من خلال ثدييات صغيرة متمثلة في حيوانات الزباد في الهيمالايا.

وأشارت الوكالة مع ذلك إلى أن تلك الاستنتاجات الواردة في الوثيقة “ستكون بعيدة عن أن تكون نهائية”.

ونقلت الوكالة عن عالم الحيوان البريطاني، بيتر دازاك، الذي كان مع خبراء آخرين قد زار الصين في وقت سابق، قوله إن سوق ووهان كانت تباع فيه حيوانات يمكن أن تصاب بالفيروس التاجي المستجد من الخفافيش وتنقله إلى البشر.

وقال دازاك إن الخلاصة المحورية في هذه المرحلة من العمل، والتي بالطبع لم تكتمل بعد، تتمثل في أن نفس المسار الذي ظهر فيه السارس كان حاضرا بالنسبة لفيروس كورونا المستجد”.

انتشر الفيروس في مدينة ووهان ومنه انتقل إلى جميع أنحاء العالم (غيتي – أرشيفية)

نظرية الانتشار

وأعرب العالم البريطاني عن ثقته في أن المزيد من المعلومات حول أصل فيروس كورونا ستظهر خلال السنوات القليلة المقبلة.

وافترض عالم الأحياء الدقيقة الأسترالي، دومينيك دواير، الذي كان أيضا ضمن مجموعة الخبراء التي زارت الصين، أن الفيروس التاجي المستجد يمكن أن يبدأ في الانتشار من حيوان مصاب في ووهان.

وكان خبراء منظمة الصحة العالمية وصلوا في 14 من يناير/كانون الثاني الماضي إلى مدينة ووهان الصينية لدراسة منشأ فيروس كورونا المستجد، وعند وصولهم، تم وضعهم في الحجر الصحي لمدة أسبوعين.

وزار الخبراء سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان، حيث تم تسجيل تفشي فيروس كورونا لأول مرة في ديسمبر 2019، وتفقدوا كذلك عددا من مستشفيات الأمراض المعدية في المدينة، ومعهد ووهان لعلم الفيروسات.

وقال ممثلو المجموعة الدولية في المؤتمر الصحفي الأخير في 9 من فبراير/شباط الماضي بأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم كبير، ومع ذلك، في سياق العمل المشترك مع زملائهم الصينيين، تمكنوا من تحديد الفرضيات الرئيسة لـ ظهور فيروس كورونا المستجد.

فرضيات

في يناير/كانون الثاني سافر فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتحقيق في كيفية بدء الوباء القاتل، الذي أصاب حتى الآن أكثر من 120 مليون شخص وقتل 2.6 مليون في جميع أنحاء العالم، وانتشرت سلسلة من نظريات المؤامرة حول أصل الفيروس، بما في ذلك أن الفيروس خرج من معمل ووهان.

كان الإجماع العام بين العلماء على أن الفيروس التاجي كان ينتشر في الخفافيش وينتقل إلى البشر، على الأرجح من خلال أنواع وسيطة، وهذا ما توصلت إليه تحقيقات المنظمة بأنه من المحتمل أن ينتقل الفيروس من الخفافيش في جنوب الصين إلى الحيوانات في مزارع الحياة البرية، ثم إلى البشر.

قال بيتر دازاك “إنهم يأخذون حيوانات غريبة، مثل الزباد، والشيهم، وآكل النمل الحرشفي، وكلاب الراكون وفئران الخيزران، ويقومون بتربيتها في الأسر”

وأوضح أنه في فبراير/شباط 2020، أغلقت الصين تلك المزارع، على الأرجح لأن الحكومة الصينية اعتقدت أنها جزء من مسار الانتقال من الخفافيش إلى البشر، وأرسلت تعليمات للمزارعين حول كيفية دفن الحيوانات أو قتلها أو حرقها بطريقة لا تؤدي إلى انتشار المرض.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز