التقارب المصري السوداني.. ما تداعياته ومدى تأثيره على موقف إثيوبيا بشأن سد النهضة؟ (فيديو)

بعد بيانهما المشترك أمس، تساءل كثيرون عند مدى تأثير تقارب العلاقات المصرية السودانية أخيراً  عسكريًا وسياسيًا بشأن أزمة سد النهضة، إن كان هذا التقارب سيؤثر على تعاطي إثيوبيا مع الملف أم لا.

وفي هذا الشأن، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري للجزيرة مباشر، إنه عندما يتم إجراء لقاءات بين مصر والسودان على مستوى عالٍ وبصورة متزامنة، فإن ذلك بمثابة رسالة مباشرة لإثيوبيا.

وأَضاف أن تزامن زيارة رئيس الأركان المصري للسودان مع زيارة وزيرة خارجية السودان للقاهرة ليس تزامنا عبثيًا، وإنما يهدف لإيصال رسالة إلى إثيوبيا بتوحد موقف مصر والسودان، وذلك لأن موقف السودان كان متذبذبًا في السابق.

ماذا عن الحل العسكري؟

وحول سيناريو القيام بعملية عسكرية من قبل دولتي المصب ضد سد النهضة في حال عدم تعاطي أديس أبابا مع مطالبهما، قال الدويري إن هذا الكلام كان يمكن التحدث عنه بعد تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عندما أشار إلى أنه لم يبق أمام مصر إلا استخدام القوة.

ولكنه يعتقد أن بعد وصول الديمقراطيين إلى الحكم فإن هذا الاحتمال أصبح مستبعدًا، كما أن السد تم ملؤه بالفعل بخمسة مليارات متر مكعب في الموسم المطري الماضي، وسيكون هناك إشكالات ومخاطر كبيره من تدميره الآن.

وأوضح الخبير العسكري أن سد النهضة في مراحل متقدمة من بنائه في الوقت الحالي ولن يتم وقف  بنائه الذي سبق أن وافق عليه الرئيسان المصري والسوداني في اتفاق المبادئ عام 2015.

وأكد أن الخلاف الآن هو اختلاف في تفاصيل الملء والتشغيل ليس إلا، ولكن الرسالة التي يريد النظامان المصري والسوداني إيصالها اليوم هي الضغط الموحد لإيجاد حل وسط من خلال آلية اللجنة الرباعية التي أشار إليها بيان وزيري الخارجية أمس.

ويعتقد الصحفي المصري حمدي الحسيني، إن التقارب المصري السوداني الأخير سيحول دون تحرك إثيوبيا منفردة نحو الملء الثاني للسد دون التفاهم مع الجانبين.

وأشار إلى أن الملء الأول جاء في وجود خلاف بين القاهرة والخرطوم استغله الجانب الإثيوبي وقام بالملء منفردًا دون الرجوع إليهما.

موقف إثيوبيا

وحول موقف إثيوبيا من التقارب المصري السوداني الأخير قال المحلل الإثيوبي محمد العروسي للجزيرة مباشر، إن هذا التقارب يخص القاهرة والخرطوم بالدرجة الأولى ولكن إثيوبيا تتوجس من أن تكون أيً من وسائل هذا التقارب على حساب مصالحها.

وحول مسألة موافقة إثيوبيا على الوساطة المقترحة من عدمها، قال إن أديس أبابا لم توافق في السابق على وساطة واشنطن حينما خرجت عن مسارها.

وأوضح أن إثيوبيا تبحث عن التكتلات التي تنظر إلى ملف سد النهضة بحيادية، ولكن الكيانات الدولية التي تحاول أن تقحم نفسها لديها مصالح فعلية وأجندات خارجية، وعلى القاهرة والخرطوم أن تخشيا  من أي تدخل في الشأن الأفريقي كما تخشى إثيوبيا.

وكان مصر والسودان أكدا في بيان مشترك، أمس الثلاثاء، على أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، كما شددا على تمسك البلدين بمقترح تشكيل لجنة رباعية دولية.

وأكدا كذلك على تمسك البلدين بالمقترح الذي تقدمت به السودان ودعمته مصر حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، من خلال تشكيل لجنة رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات.

هذا وقال الاتحاد الأوربي إنه على استعداد للقيام بدور أكثر نشاطا للإسهام في مفاوضات سد النهضة شريطة اتفاق جميع الأطراف.

المصدر : الجزيرة مباشر