بعد فوضى العبور في قناة السويس.. شركات الشحن تحصي خسائرها

الناقلة العملاقة “إيفر غيفن” سدت الممر المائي في قناة السويس (رويترز)

يواجه ملاك السفن والمستأجرين الذين لم يتمكنوا من الإبحار في قناة السويس لنحو أسبوع خسائر مالية لا تقل عن 24 مليون دولار، لن يستطيعوا تعويضها لأن بوليصة التأمين الخاصة بهم لا تغطيها.

وقالت مصادر في صناعة الشحن البحري، إن ملاك سفن ومستأجري نحو 400 سفينة، منها ناقلات نفط وسفن تحمل بضائع استهلاكية علقت في القناة، يعكفون على إحصاء التكلفة بعد توقف المرور في ذلك الممر المائي الحيوي لستة أيام.

وللسفن في العادة أنواع مختلفة من التأمين، منها مطالبات الحماية والتعويض عن التلوث والإصابة، وتغطي بوليصة منفصلة خاصة بالهيكل والمعدات الأضرار المادية.

وأوضح مصدر مختص في مجال الملاحة لوكالة أنباء (رويترز) أن النفقات اليومية قُدرت بين عشرة آلاف إلى 15 ألف دولار لكل سفينة وسيتعين شطبها، ويشمل ذلك ناقلات النفط.

وقال المصدر الملاحي -لم تسمه- أن ملاك الناقلات لا يتقاضون غرامات تأخير عن تأخر العبور في القناة بل يتحملون هم كلفة أيام الانتظار.

وقال إنهم يواجهون أيضًا نفقات مفقودة لأكثر من ستة أيام مع شق السفن المتكدسة طريقها في القناة بعد معاودة الملاحة فيها، تشمل كلفة وقود إضافية وأيامًا مفقودة لم تتمكن السفن فيها من إكمال رحلتها فضلًا عن إمدادات إضافية.

وقال وليام روبنسون، العضو المنتدب بشركة تشارلز تايلور للتأمين “سيستغرق الأمر أيامًا وليس يومًا لإنهاء التكدس”.

الناقلة العملاقة بعد تعويمها في قناة السويس- 29 مارس(رويترز)

خسائر شركات التأمين

وقد لا تغطي شركات التأمين أيضًا أصحاب الشحنات التي تحملها إيفر غيفن أو السفن الأخرى العالقة في القناة. وذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن شركات إعادة التأمين قد تواجه خسائر تصل إجمالًا إلى مئات الملايين من الدولارات نتيجة تعطل الملاحة في القناة.

ونقلت رويترز عن مصادر في الصناعة قالت إن مطالبات التأمين وإعادة التأمين ستكون بشكل أساسي على الأرجح للضرر الذي حدث لإيفر غيفن نفسها والقناة وكذلك تكاليف التكريك.

وأوضح نادي الحماية والتعويض البريطاني، الشركة المؤمنة على إيفر غيفن، في بيان اليوم إنه يغطي مالك السفينة شوي كيسين تأمينيا عن “مسؤوليات أطراف ثالثة معينة قد تنشأ من واقعة كهذه- ومنها على سبيل المثال الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية أو مطالبات التعطل”.

وتتولى مجموعة (إم إس آند إيه دي) اليابانية للتأمين، التأمين على جسم السفينة، وقالت مصادر في الصناعة إن بوليصة البدن ستغطي أيضًا تكاليف الإنقاذ. ويعتقد سماسرة أن تكلفة التأمين على السفينة تتراوح بين 100 مليون و140 مليون دولار.

إعادة تعويم السفينة

كانت هيئة القناة المصرية قالت إنها أعادت تعويم سفينة الحاويات العملاقة (إيفر غيفن) التي كانت تسد المجرى الملاحي منذ 24 مارس/آذار.

واستؤنفت حركة الملاحة بقناة السويس، مساء أمس، بعد تعويم السفينة التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما كانت أكثر من 400 سفينة تنتظر عبور الممر الملاحي.

وكانت الناقلة العملاقة قد انحرفت وأغلقت القناة بالعرض في القطاع الجنوبي، صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار الجاري، ما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوربا وآسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز