سد النهضة.. مفاوضات جديدة في الكونغو الديمقراطية تبدأ السبت

كان سد النهضة الإثيوبي مصدر خلاف لسنوات (أسوشيتد برس)

يجتمع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان في كينشاسا بدءا من يوم السبت المقبل لإجراء محادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي وفق ما أعلن مسؤولون في جمهورية الكونغو الديموقراطية الأربعاء.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية والرئاسة الكونغولية إنّ الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام سيستضيفه الرئيس فيليكس تشيسيكيدي الذي تولى رئاسة الاتحاد الإفريقي الشهر الماضي، مؤكدين تقريرا في مجلة “جون آفريك”.

وذكرت “جون أفريك” أنه من المتوقع أن يحضر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فَكي محمد المباحثات، التي تجري بعد جولات سابقة لم يتم فيها إحراز تقدم بشأن الملفات العالقة.

الفريق المصري (المفاوض) برئاسة وزير الري، محمد عبد العاطي في أزمة سد النهضة (مواقع التواصل)

وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا، منذ عام 2011، للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه إثيوبيا وتخشى مصر والسودان من آثاره عليهما.

ورغم مرور هذه السنوات أخفق البلدان الثلاثة في الوصول إلى اتّفاق، في حين يمثل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة يوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يعبرها.

وتقول إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها سد النهضة ستكون حيوية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، في حين ترى مصر التي تعتمد على النيل لتوفير المياه، لما في السد تهديد لوجودها.

ويخشى السودان الذي يعد دولة مصب أيضا، أن تتعرض سدوده للخطر إذا مضت إثيوبيا في ملء سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق، وقال إن ذلك يمثل خطرا أمنيا كبيرا عليه.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت إثيوبيا في يوليو/ تموز العام الماضي أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

وأكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز/يوليو القادم، في وقت أبدت فيه مصر اعتراضها وأعرب السودان عن مخاوفه من تلك الخطوة الأحادية.

وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب يوم الثلاثاء من المساس بحصة مصر من مياه النيل، وقال إن المياه المصرية خط أحمر وأي مساس بها سيؤثر على استقرار المنطقة كلها.

وقال الرئيس المصري، إنه إذا تأثرت إمدادات مصر من المياه فإن ردها سيتردد صداه في المنطقة، وأوضح بالقول لا يمكن لأحد أن يأخذ قطرة مياه من مصر وإلا سيحدث عدم استقرار إقليمي”.

كما حذر السودان مرارا من أن ملء السد دون اتفاق ملزم، يمثل خطرا على سدوده في الداخل ويعرض حياة 20 مليون سوداني يعيشون قرب السدود للخطر.

كانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قد التقت المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث.

وبحث اللقاء تطورات الأوضاع في قضية سد النهضة، ودعت الوزيرة الولايات المتحدة للانخراط في تفاوض بناء يلزم الطرف الإثيوبي بعدم الملء دون موافقة الأطراف المعنية، وقالت إن تصرفات الجانب الإثيوبي “الأحادية زعزعت الثقة المتبادلة بين البلدين”.

وشدد المبعوث الأمريكي على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم ومرضي لجميع الأطراف في قضية سد النهضة، مؤكداً اهتمام الولايات المتحدة بأمن واستقرار الدول الثلاث والقرن الأفريقي.

وأوضح بوث أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم الدعم الفني اللازم للملف للخروج من هذه الأزمة بمواقف مرضية لجميع الأطراف.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية