جدل في إيران بعد تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية جواد ظريف.. ما القصة؟

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يهاجم ثلاث قوى أوربية
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (غيتي)

اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن التسجيل الصوتي للوزير محمد جواد ظريف الذي أثار تسريبه جدلا في الجمهورية الإسلامية، تضمن مواقف “شخصية” واقتطع من حديث غير معد للنشر.

وفي التسجيل الذي أكدت الخارجية صحته يتحدث ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع الذي أداه اللواء الراحل قاسم سليماني القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري في السياسة الخارجية للبلاد.

ويمتد التسجيل أكثر من ثلاث ساعات ونشرته وسائل إعلام خارج طهران، أمس الأحد، قبل أن يتم تداوله عبر وسائل أخرى داخل إيران وخارجها وعلى مواقع التواصل.

وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي اليوم “ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام”، بل “حوار ضمن اللقاءات الروتينية في إطار الحكومة”.

مقتطفات من التسجيل

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.

ومما جاء في المقتطفات، قول ظريف إنه “في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم.. لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية”، وأن “هيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالبا”.

كما نقلت الصحيفة عن ظريف قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.

وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين محافظين لا سيما وأنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الاقليمية الإيرانية ويحظى بمكانة كبيرة خصوصا بعد اغتياله بضربة جوية أمريكية العام الماضي.

قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني الجنرال الراحل قاسم سليماني (وسط) (وكالة الأناضول)

“رمز للدبلوماسية”

من جهتها، انتقدت وكالة فارس للأنباء تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرّب بمثابة “رمز للدبلوماسية” في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز “ميدان” المعارك.

وقلل خطيب زاده في مؤتمره الصحفي من شأن الجدل بشأن التصريحات، مشددا على أن ظريف “يوضح (في التسجيل) أن تصريحاته هي رأيه الشخصي”، مشيرا إلى أن ما نشر هو “ثلاث ساعات ونصف ساعة” من حديث امتد “سبع ساعات”.

وتولى سليماني لأعوام طويلة قيادة “فيلق القدس” الموكل بالعمليات الخارجية للحرس الثوري وقد اغتيل بضربة أمريكية قرب مطار بغداد، فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.

وردت إيران بهجوم بالصواريخ على قاعدة عراقية تتمركز فيها قوات أمريكية. وبعد ساعات أسقطت القوات الإيرانية طائرة ركاب أوكرانية حال إقلاعها من طهران. وبعد أيام اعترف الحرس الثوري بأنها أسقطت “بطريق الخطأ”.

وقال ظريف في التسجيل “قلت (في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي) إن العالم يقول إن صواريخ أسقطت الطائرة. إذا كان هذا ما حدث أبلغونا كي نرى كيف نستطيع تسوية الأمر”.

ومضى ظريف قائلا “قالوا لي: “لا، اذهب، غرد على تويتر وانكر ذلك”.

“بطل القتال ضد داعش”

وبدأ ظريف، اليوم الإثنين، زيارة لبغداد. وقام بعد وصوله بالتوقف في موقع استهداف سليماني حيث تلا الفاتحة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، حيا وزير الخارجية الإيراني سليماني، واصفا إياه بـ “بطل القتال ضد داعش” في إشارة الى تنظيم الدولة الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.

ولم يتطرق ظريف للجدل حول تصريحاته.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات