أغرق المستشفيات ومحارق الجثث.. كورونا يفتك بالهند ومنظمة الصحة تعلق

منظمة الصحة العالمية قالت إن وضع كورونا في الهند "أكثر من مؤلم" (رويترز)

تواجه الهند تفشيا كارثيا لوباء فيروس كورونا، أغرق مستشفياتها ومحارق الجثث، وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن الوضع في الهند “أكثر من مؤلم” بعد تفشي الوباء فيها إلى مستويات خطرة غير مسبوقة.

ودفع الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، عائلات المرضى للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لبث نداءات من أجل الحصول على إمدادات الأكسجين ومعرفة المستشفيات التي تتوفر فيها أسرّة، بينما مددت سلطات العاصمة نيودلهي إغلاقا فرضته لمدة أسبوع.

وتواجه حكومة الهند الهندوسية القومية انتقادات متزايدة لسماحها بالتجمّعات الحاشدة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، إذ حضر الملايين مهرجانات دينية وشاركوا في تجمّعات سياسية.

كورونا تفشى في الهند إلى مستويات خطرة غير مسبوقة (رويترز)

الاستعانة بالجيش

وأمرت السلطات في الهند القوات المسلحة، بالمساعدة في التصدي لارتفاع الإصابات الجديدة الفيروس في وقت تعهدت فيه دول من بينها بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة بتقديم مساعدات طبية عاجلة لمحاولة احتواء حالة طارئة تغمر مستشفيات البلاد.

وقال رئيس أركان الجيش خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه سيتم إرسال الأكسجين إلى المستشفيات من احتياطيات القوات المسلحة موضحا أن أفرادا متقاعدين من السلاح الطبي سينضمون إلى المرافق الصحية التي تعالج المرضى.

وقال بيان حكومي إن البنية التحتية الطبية العسكرية ستتاح للمدنيين حيثما أمكن ذلك بعد وصول الإصابات الجديدة بفيروس كورونا إلى ذروة قياسية لليوم الخامس.

وقال مودي إنه تحدث إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الأزمة، وناقش مسألة توريد المواد الخام والأدوية الخاصة بلقاح فيروس كورونا.

إصابات كورونا الجديدة وصلت إلى ذروة قياسية لليوم الخامس (رويترز)

وحث رئيس الوزراء الهندي جميع المواطنين على التطعيم والأخذ بأسباب الحذر في الوقت الذي أعلنت فيه المستشفيات والأطباء عجزهم عن مواكبة طوفان المرضى.

وفي بعض من أشد المدن تضررًا بما فيها نيودلهي لجأ الناس إلى حرق الجثث في منشآت مؤقتة تقدم الخدمات الجنائزية.

وعرضت قناة (إن دي تي في) التلفزيونية لقطات لثلاثة من العاملين بالقطاع الصحي في ولاية بيهار الشرقية يجرون جثة على الأرض لحرقها لنفاد المحفات.

وأظهرت بيانات وزارة الصحة أن عدد المصابين في الهند، التي يبلغ سكانها 1.3 مليار نسمة، بلغ 17.31 مليون مصاب توفي منهم 195ألف و123 بعد تسجيل 2.812 حالة وفاة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وتعرض سياسيون، خاصة مودي، لانتقادات بسبب التجمعات الانتخابية التي حضرها الآلاف من الناس خلال موجة ثانية شرسة من الجائحة، وفرض حظر التجوال في عدة مدن في حين تم نشر الشرطة لفرض التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.

أغرقت المتحورة الهندية من فيروس كورونا، البلاد في الفوضى خلال أيام (رويترز)

الوضع محزن

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم الوضع في الهند ثانية أكبر دول العالم سكانا “بالمحزن” وقال إن المنظمة أرسلت المزيد من العاملين الصحيين والإمدادات للمساعدة في مكافحة الجائحة.

وقال تيدروس في إيجاز صحفي “تفعل منظمة الصحة العالمية كل ما بالإمكان، وتقدم المعدات والإمدادات الحساسة ومن بينها مكثفات الأكسجين والمستشفيات المتنقلة السابقة التجهيز وإمدادات المعامل”.

وخلال أيام أغرقت المتحورة الهندية البلاد في الفوضى، مما أدى إلى اعلان دول عديدة عن تقديم مساعدات عاجلة للهند، وسجلت الهند الأحد 350 ألف إصابة في يوم واحد.

وفي العاصمة نيودلهي يصف شهود ممرات المستشفيات المليئة بمرضى كورونا والعائلات التي تتوسل لتأمين الأكسجين أو سرير لمرضاها، ويموت حتى البعض أمام أبواب المستشفى.

ويواجه النظام الصحي الهندي موجة جديدة من الإصابات ناجمة عن المتحورة الهندية ذات “الطفرة المزدوجة”.

ونظرا إلى تفشيها على نطاق واسع والقلق من انتشارها وإزاء القضاء عليها، قالت منظمة الصحة إنها “نسخة مثيرة للاهتمام” لكنها تحتاج إلى بيانات إضافية ضرورية لتحديد ما إذا كانت “متحورة مقلقة”.

تخفيف الإجراءات في إيطاليا-روما 26 أبريل(رويترز)

تحسن الوضع في أوربا

وفي موازاة ذلك بدت الصورة أكثر إيجابية في أوربا مع إعادة المطاعم وصالات السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فتح أبوابها في أنحاء إيطاليا أمس الاثنين.

وتأمل فرنسا في تحسّن الوضع لديها مع عودة ملايين التلاميذ إلى المدارس الابتدائية ورياض الأطفال الاثنين، بعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع على خلفية موجة شديدة ثالثة من الإصابات.

ومن المقرر أن تعيد المدارس الثانوية فتح أبوابها في غضون أسبوع بينما يتم التخلي عن القيود التي تحظر التنقل ضمن مسافة تتجاوز 10 كلم من المنازل في الثالث من مايو/ أيار، مع انخفاض أعداد المرضى في أقسام العناية المشددة.

وتعززت آمال الأمريكيين الراغبين بالسفر إلى باريس أو فلورنسا مع إعلان رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين أنه سيكون بإمكان السياح الأمريكيين الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد زيارة الاتحاد الأوربي في الشهور المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات