قناة إسطنبول.. مستشار أردوغان: الجيش له وظيفة واحتمال وقوع أي انقلاب أمر غير وارد (فيديو)

قال ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن الجيش له وظيفة وقدرات معروفة ليس من بينها الاجتماع وإصدار بيانات تمثل تهديدًا للسياسيين والمواطنين، مؤكدًا أن احتمال وقوع أي انقلاب أمر غير وارد.

وكان 103 من الضباط الأتراك المتقاعدين قد طالبوا بالتراجع عن تنفيذ مشروع قناة إسطنبول الذي طرحته الحكومة وترفضه المعارضة، وسارعت وزارة الدفاع للتنديد ببيان الضباط، كما فتحت النيابة العامة تحقيقًا بشأنه.

وأضاف مستشار الرئيس التركي خلال مقابلة مع الجزيرة مباشر، إن مثل هذه البيانات ليست عادية ولا تجوز في دولة ديمقراطية خاصة وأن تركيا عانت من الانقلابات منذ عام 1960 بعضها وقع بعد ذرائع وبعضها فشل لكن الشعب في النهاية هو الذي يتضرر.

وتابع “إذا اعتبرنا هذا البيان عاديًا صدر من مواطنين أتراك مستغلين حرية التعبير، فهذا أمر قد اعتدنا عليه وبعض المعارضين يصدرون يوميًا بيانات شديدة، لكن هؤلاء ليسوا من المعارضة”.

وأشار أقطاي إلى أن الواقع يقول إن وعي الشعب التركي مرتفع جدًا ضد الانقلابات وضد أي محاولة أو فكرة انقلابية، وتابع “الوعي الديمقراطي مستواه عالي جدًا، لكن هذا لا يعني أن هناك من لا يفكر. هناك من يطمح حتى وإن لم يكن لديه قدرات”.

وأضاف “في تركيا الآن أيضًا الواقع يقول إن احتمال وقوع أي انقلاب غير وارد، هذا لا يمنع بعض الانقلابيين أن يفكروا ويخططوا نسبيًا، هم يحرضون البعض وهي تخويفات وتهديدات لا تعني شيئًا، وتركيا الآن ليست دولة يمكن أن يجري فيها انقلابات”.

من هؤلاء الضباط؟

على صعيد متصل،  قال علي باكير، أستاذ العلاقات الدولية بمركز ابن خلدون، للجزيرة مباشر، إن الموضوع معقد للغاية وله أبعاد اقتصادية وسياسة وجيواستراتيجية بالإضافة إلى الاستقطابات الجارية ليس فقط على مستوى سياسي وشعبي وإنما على مستوى المحاور في بعض المؤسسات ومنها العسكرية.

وأضاف أن هناك من ينسب البيان لمجموعة من الضباط الذين لديهم استقطاب نحو الأيديولوجية الأوراسية التي تفضل اتجاه تركيا نحو الصين وروسيا وإيران بدلًا من العلاقة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوربي، ومنهم من ينسب هؤلاء أيضًا للجانب الأمريكي.

وأشار باكير إلى أن مسار قناة إسطنبول الجديد هو مسار بديل عن البوسفور له هدف اقتصادي بالحصول على إيرادات جديدة للسفن التي تعبره، وله جانب جيواستراتيجي يتعلق باتفاقية مونترو التي لا تسمح للسفن التي يزيد وزنها عن 15 ألف طن بالمرور من بحر مرمرة على البحر الأسود.

وأوضح أن هذه الاتفاقية كانت تعكس موازين القوى عندما تم التوقيع عليها عام 1936 وكانت تعطي الاتحاد السوفيتي هيمنة داخل البحر الأسود بمعنى أن السفن العسكرية الغربية لا يمكنها الدخول إلى البحر الأسود من مضيق البوسفور.

وتابع “لكن شق قناة إسطنبول وفق نقاشات محليين سيعطي تركيا سيطرة كاملة على تلك القناة ويحررها من أي قيود تتعلق باتفاقية مونترو فيما يتعلق بمرور السفن الحربية والسفن التي يزيد وزنها عن 15 ألف طن”.

وهذا يعني أنه في تلك الحالة من الممكن لسفن الدول الغربية كالولايات المتحدة أو سفن الناتو الضخمة أو سفن الاتحاد الأوربي، الدخول إلى البحر الأسود من خلال تلك القناة.

ووفق هذا السياق فإن هؤلاء الضباط إذا كانوا محسوبين على التيار الأوراسي فإنهم يعتقدون أن تلك القناة ليست في صالح تركيا لأنها ستتيح للتحالف الغربي الدخول إلى البحر الأسود وهو ما يوتر العلاقة الروسية التركية، وفق باكير.

أما عن السياق الآخر الذي يرى فيه البعض أن هؤلاء ينتمون لاتجاهات غربية أمريكية، قال باكير إنه وفقًا لذلك يأتي هدف البيان في سياق ضغوطات على الحكومة التركية لاسيما استنادًا لتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء حملته الانتخابية بأنه سيحشد كل الجهود للإطاحة بالحكومة التركية عبر الانتخابات.

واختتم باكير بالقول “إذا أضفنا إلى كل ذلك أننا على أعتاب الذكرى الخامسة للانتصار على محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في 2016، فإن كل ذلك أثار حالة من الجدل والتجاذب الحاد في الداخل التركي”.

المصدر : الجزيرة مباشر