بعد التكليف الملكي بإدارة الملف.. الأمير الحسن ينجح في رأب الصدع الهاشمي بالأردن

العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسن
العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين (غيتي)

نجحت وساطة الأمير الحسن، عم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في رأب الصدع الهاشمي، وذلك بعد تكليف ملكي للأمير الحسن بإدارة ملف الأمير حمزة.

وأصدر الأمير حمزة بن الحسين بيانًا -نشره الديوان الملكي الهاشمي عبر حسابه في تويتر- يؤكد فيه ولاءه للعاهل الأردني، وجاء في البيان “لا بد أن تبقى مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن نقف جميعًا خلف جلالة الملك في جهوده لحماية الأردن ومصالحة الوطنية، وتحقيق الأفضل للشعب الأردني”.

وتابع “وفي ضوء تطورات اليومين الماضيين؛ فإنني أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكدًا أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيًّا لإرثهم، وسائرًا على دربهم، مخلصًا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزمًا بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة، وسأكون دومًا لجلالة الملك وولي عهده عونًا وسندًا”.

وكان الديوان الملكي الهاشمي قد قال في وقت سابق اليوم، على تويتر، إن العاهل الأردني الملك عبد الله أوكل التعامل مع موضوع الأمير حمزة إلى عمه الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير حمزة ولي العهد السابق.

في السياق، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأحوال الأمنية مستقرة حاليا في الأردن، مع اعتقال ما بين 14 و16 شخصا في إطار التحقيقات، أمس الأحد، موضحًا أن الأمير حمزة بن الحسين وآخرين خططوا لزعزعة استقرار البلاد.

وأوضح الصفدي خلال مؤتمر صحفي، أمس، أن تحقيقات الأجهزة الأمنية رصدت خلال الفترة الماضية اتصالات من الأمير حمزة وآخرين مع جهات خارجية، مؤكدًا أن التحقيقات جرت منذ فترة وأن تحرك السلطات تزامن مع انتقال المشتبه بهم من التخطيط إلى تحديد وقت التحرك.

وتابع “رصدنا تدخلات واتصالات مع جهات أجنبية بشأن التوقيت الأنسب لبدء خطوات لزعزعة استقرار الأردن”.

بدروه، نفى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، السبت الماضي، صحة ما تردد من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.

وبيّن أنه قد طُلب من الأمير التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرون.

وقال الحنيطي إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يمكنها من التعامل مع أي مستجدات تطرأ على الساحتين المحلية والإقليمية بمختلف المستويات، فضلًا عن قدرتها على مواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية بالقوة، والتصدي لأي مساعٍ يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه وزعزعة أمنه واستقراره، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق أمس الأحد، أكد رئيس مجلس النواب الأردني عبد المنعم العودات -خلال جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة- أن الأردن عصية على التآمر والفتن، مشيرًا إلى أن بلاده حسمت أمس، محاولة المساس بأمنها واستقرارها.

ومساء السبت، أعلن الحنيطي أن تحقيقات أمنية مشتركة أفضت إلى اعتقال عدد من الشخصيات بينهم الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله “لأسباب أمنية” في حين قال الأمير حمزة بن الحسين -ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني- في تسجيل مصور إنه قيد الإقامة الجبرية.

وكان الأمير حمزة بن الحسين قد نشر تسجيلًا مصورًا قال فيه إنه قيد الإقامة الجبرية في منزله وأن حرسه الخاص قد اعتُقل، مضيفًا أن قائد الجيش حذره من الخروج أو الاتصال بأي شخص، مؤكدًا في الوقت نفسه على أنه ليس سببًا “للخراب والدمار الذي مسَّ المؤسسات”، وتابع “أنا لست جزءًا من أية مؤامرة أو تحالف وما يهمني هو مصلحة وطني”.

وكانت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية قد نقلت عن مسؤولين بالقصر الملكي الأردني أن تلك التطورات جاءت على خلفية مؤامرة معقَّدة وبعيدة المدى ضمَّت أحد أفراد العائلة المالكة وزعماء قبائل ومسؤولين بأجهزة أمنية.

وفي وقت سابق نفت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) ما ذكرته الصحيفة الأمريكية بشأن احتجاز الأمير حمزة، وقالت الوكالة إنه ليس موقوفا ولا يخضع لأي إجراءات تقييدية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات