رشقات صواريخ المقاومة تمنع طيران الإمارات من الوصول لإسرائيل

طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران تهبط عند وصولها من الإمارات في مطار بن غوريون الإسرائيلي بالقرب من تل أبيب (غيتي - أرشيفية)

ألغت شركتا الاتحاد للطيران وفلاي دبي الإماراتيتان رحلاتهما إلى تل أبيب وانضمتا بذلك إلى شركات الطيران الأمريكية والأوربية التي أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل بسبب العمليات العسكرية المتصاعدة هناك.

وفي الشهور القليلة الماضية سيرت شركات الطيران العاملة في الإمارات رحلات منتظمة إلى إسرائيل بعد إقامة علاقات دبلوماسية معها العام الماضي.

وقالت شركة الاتحاد للطيران التي تعمل من أبو ظبي في موقعها على الإنترنت إنها علقت جميع رحلات الركاب والبضائع اعتبارا، من غد الأحد، بسبب الوضع في إسرائيل.

وقالت “تتابع الاتحاد الوضع في إسرائيل وتواصل البقاء على اتصال وثيق مع السلطات ومصادر المعلومات الأمنية”.

من جهتها، ألغت فلاي دبي رحلاتها من دبي اعتبارا، من غد الأحد، طبق ما جاء في موقعها على الإنترنت على الرغم من تسيير رحلتين، اليوم السبت، وحسب الموقع من المقرر تسيير رحلات خلال الأسبوع المقبل.

وفي الآونة الأخيرة سيرت الشركة رحلات أقل من الرحلات الأربع اليومية المقررة مشيرة إلى انخفاض في الطلب.

والأربعاء الماضي، أفادت بيانات فلايت وير للطيران أن شركات الطيران الأمريكية، يونايتد إيرلاينز ودلتا إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز ألغت رحلاتها من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، يومي الأربعاء والخميس الماضييْن.

وأكد متحدثان باسم شركتي يونايتد ودلتا الإلغاءات، وقالا إن الشركتين تراقبان الوضع في إسرائيل حيث تصاعدت أعمال العنف هذا الأسبوع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

سبق ذلك بساعات، إعلان هيئة الطيران المدني الإسرائيلي تعليق إقلاع جميع الرحلات من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب على خلفية القصف الصاروخي المكثف من المقاومة الفلسطينية، وتحويل مسار الطائرات من المطار إلى اليونان وقبرص اليونانية.

وفي السياق، ذكرت وكالة أنباء الإمارات، أمس الجمعة، أن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عبَّر عن قلق بلاده البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، ودعا كل الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي.

ونقلت الوكالة عنه قوله “نعوِّل في هذا الشأن على ما تحمله اتفاقيات إبراهام من وعود لأجيالنا الحالية والمقبلة بالعيش مع جيرانهم في سلام وكرامة وازدهار”، في إشارة لاتفاقات أصبحت بموجبها الإمارات والبحرين أول دولتين عربيتين في ربع قرن تقيمان علاقات رسمية طبيعية مع إسرائيل.

وأضاف البيان “دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية”.

وتكرر قصف الفصائل الفلسطينية لمنطقة تل أبيب ردا على اشتباكات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين بالقرب من المسجد الأقصى، بدأت الإثنين الماضي، ما أدى إلى قيام عدة شركات طيران بإلغاء رحلاتها هذا الأسبوع.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 139 فلسطينيا بينهم 39 طفلا و22 سيدة، إضافة إلى أكثر من ألف جريح.

ووقعت الإمارات والبحرين، في 15 من سبتمبر/أيلول الفائت، اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.

وعقب توقيع الاتفاقية، قال ترمب إن “خمسة أو ستة بلدان” عربية إضافية تستعد لتوقيع اتفاقات تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين.

وأثيرت تكهنات عن أسماء هذه الدول وفي مقدمتها السودان، لا سيَّما بعد لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين 5 فبراير/شباط المنقضي، في أوغندا، وهو اللقاء الأول من نوعه، المعلن لمسؤول سوداني رفيع بالجانب الإسرائيلي منذ استقلال السودان عام 1956.

وأعلن السودان تطبيع العلاقات مع تل أبيب، في 23 من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، في حين لحق المغرب بقطار التطبيع، في 10 من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويطالب الفلسطينيون الحكامَ العرب بالالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي تقترح إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت المبادرة السعودية المنبثقة عن القمة العربية ببيروت عام 2002، إذ ترفض إسرائيل مبدأ “الأرض مقابل السلام”، وتريد “السلام مقابل السلام”.

ويرى الفلسطينيون في تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل “خيانة” لقضيتهم في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، بينما تعتبره أبو ظبي والمنامة “قرارًا سياديًا”.

وانضمت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب إلى مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.

وخلافًا للحال بالنسبة للمطبّعين الجدد؛ فإن لمصر والأردن حدودًا مشتركة مع إسرائيل، وسبق وأن احتلت تل أبيب أراضي من الدولتين، بينما لم تحتل أراضي إماراتية ولا بحرينية ولا سودانية أو مغربية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات