أب وجد لستة شهداء في غزة يتحدث عن آخر لقاء جمعه بأحفاده (فيديو)

انتشال طفل أثناء تواصل عمليات البحث والإنقاذ عند حطام أحد المباني بسبب الغارات الإسرائيلية على غزة (الأناضول)

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مقطع فيديو مؤثر للحاج محمد إسماعيل الطناني وهو يودع أحفاده الأربعة: إسماعيل وأمير وأدهم ومحمد الذين استشهدوا مع والديهم في قصف استهدف منزلهم في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وفي مداخلة هاتفية على الجزيرة مباشر قال الحاج محمد الطناني إن ما حدث كان مجزرة مروعة بحق مدنيين أبرياء: أب وأم و4 أطفال كبيرهم 8 سنوات وصغيرهم 3 سنوات والخامس كان في أحشاء أمه.

وتساءل بغضب “بأي ذنب قتلوا هؤلاء الأطفال؟ هذه هي دولة إسرائيل التي تقول إنها ديمقراطية، جيشها يبيد البشر والشجر والحجر”!

وحول آخر مرة قابل أحفاده فيها قال الجد بمرارة “قابلتهم قبل 36 ساعة من استشهادهم، ويبدو أن ابني كان يشعر بما سيحدث، إذ قال لأخته في مصر عبر الهاتف عندما طلبت منه أن يمكث هذه الليلة عندي “بدي آخذ ولادي وأروح أستشهد أنا وياهم”.

وأضاف “ابني كان يسكن في شقة متواضعة بالإيجار بشارع بيت لاهيا، وكنا دائما نلعب مع أولاده ونسليهم ويسلوننا. اليوم فقدت ابني وزوجته وأبنائه: 7 أفراد من أسرتي، 6 كانوا على قيد الحياة والسابع كنا ننتظر قدومه إلى الدنيا”.

وتابع “عشنا نحو 20 ساعة في دوامة لا نعرف إن كانوا من ضمن الأحياء أم الأموات، ولما تأكدنا من انهيار المبنى الذي كانوا يحتمون فيه استدعينا الشرطة والدفاع المدني لإزالة الأنقاض واستمرت العملية حوالي 3 ساعات حتى استخراج الجثث”.

وأردف “6 أو 7 طوابق انهارت على فلذات قلبي الذين كنت أتمنى لهم العمر الطويل والسعادة وأن يكونوا خير عون وسند لنا لكن الله أراد أن يكونوا من الشهداء والحمد لله رب العالمين”.

مجزرة مخيم الشاطئ ولقاء العيد الأخير

وتسبب طيران الاحتلال الإسرائيلي في مجزرة أخرى في صفوف عائلتين، إذ استشهد 10 أفراد، منهم 8 أطفال وامرأتان: 4 أطفال من عائلة أبو حطب ووالدتهم، و4 آخرون من عائلة الحديدي ووالدتهم.

يقول محمد الحديدي- زوج الشهيدة ووالد الشهداء الأطفال الأربعة- إن أبنائه خرجوا من المنزل، وهم يرتدون ملابس العيد، وفرحون للقاء أحبّائهم من أقاربهم.

وأضاف الأب في حديث للصحفيين “ما ذنبهم كي يُقتلوا، وهم أطفال أبرياء لا علاقة لهم في هذا الصراع”؟

واستكمل بصوت حزين “استشهدت زوجتي وأبنائي صهيب (14 عاما) وعبد الرحمن (8 سنوات) وأسامة (6 سنوات) ويحيى (11 سنة)”.

وتساءل مستنكرا “أطفال آمنون داخل المنزل لم يحملوا سلاحا ولم يوجهوا أذية لأحد، ما مبرر قتلهم”؟

ورفض الأب مناشدة مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، متهما إياهم بالتقاعس في أداء دورهم بحماية الطفل الفلسطيني الذي يتعرّض منذ سنوات للانتهاكات الإسرائيلية.

ونجا من هذه المجزرة، من بين أطفاله جميعا، أصغرهم وهو رضيع عُمره 5 أشهر، وحينما أبلغوه بنجاة عمر، سجد لله شكرا على ذلك.

وبيّن أن عائلة أبو حطب، فقدت هي الأخرى 4 أطفال وهم: مريم (8 سنوات)، ويامن (6 سنوات)، وبلال (9 سنوات)، ويوسف (11 سنة)، فضلا عن استشهاد والدتهم.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 181 شخصا بينهم 52 طفلا و31 امرأة وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية ومصادر طبية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر