نيويورك تايمز تكشف عن تصاعد التوتر داخل الحزب الديمقراطي بشأن إسرائيل.. إليك التفاصيل

الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الخلافات داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس جو بايدن بشأن النزاع في الشرق الأوسط انفجرت وخرجت إلى العلن بعد أن أصبح تيار اليسار وتيار النشطاء داخله ينظر إلى النزاع على أنه قضية تتعلق بالعنصرية.

وأضافت الصحيفة “بالنسبة لهذا التيار توجد صلة بين حقوق الفلسطينيين والصراع في المنطقة وبين قضايا مثل وحشية الشرطة وأوضاع المهاجرين على الحدود الأمريكية المكسيكية”.

وذكرت الصحيفة أن نشطاء هذا التيار الذين يدافعون عن قضايا العدالة المتعلقة بالعرق ينشرون رسائل ضد “استعمار فلسطين” باستخدام وسم “حياة الفلسطينيين مهمة”.

وأشارت الصحيفة إلى ما حدث عام 1988 عندما طلب جيمس زغبي -مؤسس المعهد العربي الأمريكي- من الحزب الديمقراطي ذكر السيادة الفلسطينية في برنامج الحزب، ورد قادة الحزب محذرين من “فتح أبواب جهنم إذا تم ذكر كلمة فلسطين فقط في البرنامج”، قائلة إنه تم تجاوز القضية بدون التصويت عليها.

وذكرت نيويورك تايمز أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه من يناقش التأييد الأمريكي التقليدي لإسرائيل وإن الرئيس بايدن عبر عن تأييده لإسرائيل خلال مسيرته السياسية التي تقترب من 50 عاما، هاجم أعضاء من الحزب في الكونغرس، مثل ألكسندريا أوكاسيو- كورتيز النائبة عن ولاية نيويورك، الرئيس بايدن، الخميس الماضي، واتهمت النائبة الرئيس بتجاهل مأساة الفلسطينيين و”أخذ صف الاحتلال”.

وسألت كورتيز الرئيس بايدن الذي دافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها: “أليس للفلسطينيين الحق في الحياة؟”.

وأمس الجمعة، صدر بيان عن نحو 150 من المنظمات والشخصيات المدافعة عن الحريات يدعو “للتضامن مع الفلسطينيين” ويدين “إرهاب دولة إسرائيل”.

وقالت الصحيفة إنه لم يوقع على البيان الجماعات التي تهتم بقضايا الشرق الأوسط ولكن تم توقيعه أيضا من جانب جماعات تهتم بقضايا مثل التغير المناخي والهجرة والعدالة العرقية وهو ما يشير إلى أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح ينظر إليه بشكل أكبر كثيرا من مجرد اعتباره قضية تتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد.

ونقلت الصحيفة عن جيمس زغبي قوله إن “قواعد الحزب تتحرك في اتجاه مختلف بشكل كبير”، موضحا أنه إذا كان الشخص مؤيدا لحركة حياة السود مهمة، فلن يكون من الصعب عليه أن يقول أن حياة الفلسطينيين مهمة أيضا.

لكن الصحيفة تنقل عن لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية العامة، وهي أكبر جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، ثقتها في تأييد البيت الأبيض والكونغرس لإسرائيل.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة قدما عبر العقود الماضية دعما غير محدود لإسرائيل، وأنه كان ينظر إلى كلمات مثل “احتلال” و”فلسطين” على أنها غير مناسبة إلى حد بعيد خلال النقاشات في العاصمة الأمريكية واشنطن.

لكن الصحيفة تقول إن التيار اليساري داخل الحزب الديمقراطي لم يعد يخجل من ذكر تلك الكلمات.

وذكرت أن النقاش في الحزب الديمقراطي يعكس الخلاف بين اليهود الأمريكيين، الذين يؤيدون الحزب في الغالب ولديهم ميول علمانية، إذ إنه في الوقت الذي تؤيد فيه الأجيال الأكبر سنا إسرائيل، تشعر الأجيال الأصغر بالصراع بين السياسات اليمينية للحكومة الإسرائيلية وبين قيمهم الليبرالية.

وتقول الصحيفة إن استطلاعا للرأي، نشر الأسبوع الماضي، كشف أن نحو ثلثي اليهود الأمريكيين ممن تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين يشعرون بارتباط عاطفي بإسرائيل، مقارنة بنسبة 48% ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما.

نتنياهو: شكرًا لك يا صديقي العزيز الرئيس ترمب. لم يكن لدى الدولة اليهودية صديق أعظم منك في البيت الأبيض (رويترز-أرشيفية)

وتضيف أنه بالنسبة لبعض اليهود من أعضاء الحزب الديمقراطي، ممن يعتبرون أنفسهم داعمين بشكل كبير لإسرائيل، زادت العلاقة بين الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي ينتمي للحزب الجمهوري، وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التنافس بين الحزبين.

وأشارت إلى أن ترمب نسق سياسات إدارته لتتوافق مع سياسات نتنياهو، الذي يواجه تحقيقات في قضايا فساد، وحقق هدفا سعت إسرائيل لتحقيقه منذ وقت طويل وهو نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.

وفي المقابل، دعم نتنياهو مكانة ترمب داخل الحزب الجمهوري وفي أوساط المسيحيين المحافظين في الولايات المتحدة.

وذكرت نيويورك تايمز أن استطلاع الرأي -السابق ذكره- كشف أن ربع اليهود في الولايات المتحدة يصوتون لصالح الحزب الجمهوري، بزيادة ملحوظة عن الأعوام الماضية.

وأضافت أن الاستطلاع، الذي أجراه مركز بيو، كشف أيضا أن ثلاثة أرباع اليهود الأعضاء في الحزب الجمهوري يشعرون بارتباط قوي مع إسرائيل، مقارنة بنسبة 52% من اليهود الأعضاء في الحزب الديمقراطي، وأن اليهود في الحزب الديمقراطي أكثر استعدادا للقول إن الولايات المتحدة تقدم الكثير من الدعم والتأييد لإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن التحول في وجهات النظر بشأن إسرائيل والفلسطينيين كان واضحا ولاحظه اليهود من المنتمين للحزب الديمقراطي، مشيرة إلى التعبير عن ذلك في المراسلات الإلكترونية الخاصة بالمعابد اليهودية وعبر المجموعات على تطبيق “واتساب”، إذ عبر البعض عن قلقهم بشأن ما إذا كان هناك دعم كامل لإسرائيل داخل الحزب، ونشر بعضهم تفاصيل بشأن مسيرات للتضامن وتشجيع الأعضاء على البقاء متحدين.

وذكرت أن الحاخام شاي تشيري في إحدى ضواحي فلادلفيا عبر عن خشيته من أن يصبح دعم إسرائيل سببا للانقسام.

وأضافت أن الحاخام تشيري يناقش ويعترض على سياسات حكومة نتنياهو مثله مثل الكثير ممن يصلي معه، لكنه يقول إن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لمناقشة مثل تلك الأمور وبعث الأسبوع الماضي برسالة إلكترونية إلى المصلين حثهم فيها على “الاتحاد في وجه أولئك الذين يشنون الحرب ضد وجود دولتنا اليهودية الوحيدة”.

وتقول الصحيفة إن بعض الأثرياء من داعمي الحزب الديمقراطي والقضايا المتعلقة بإسرائيل عبروا عن قلقهم من الأصوات الجديدة داخل الحزب.

وتنقل الصحيفة عن حاييم سابان، الذي يعد من أبرز المتبرعين للحزب، أنه لا يجب مناقشة أي شأن يتعلق بإسرائيل لأنها “الحليف الأقوى والدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة”.

وانضم سابان مؤخرا إلى منظمة أنشأها جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب، تجمع أعضاء من الحزبين بهدف تنمية العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.

لقاء سابق عام 2016 بين نتنياهو (يمين) وبايدن (يسار) (رويترز)

وتشير الصحيفة إلى التحول داخل الحزب الديمقراطي بدأ منذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما ضغط مسؤولون في الإدارة ومن بينهم الرئيس بايدن، الذي كان نائبا للرئيس وقتها، من أجل إتمام الاتفاق النووي مع إيران.

وعبر نتنياهو عن معارضته للاتفاق خلال كلمة أمام الكونغرس وهو ما أغضب الكثير من أعضاء الحزب الديمقراطي، خاصة من المؤيدين لإسرائيل والمعارضين لسياسات نتنياهو.

وقالت الصحيفة إن رون ديرمر السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة اقترح، الأسبوع الماضي، أن تركز إسرائيل بشكل أكبر على الحصول على الدعم والتعاطف بين المسيحيين الإنجيليين بدلا من اليهود الأمريكيين.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز