“أنقذوا حي الشيخ جراح”.. كيف تحول حي بالقدس المحتلة إلى وسم يجوب العالم؟ (فيديو)

طرح عناصر في شرطة الاحتلال الإسرائيلي مزودون بمعدات مكافحة الشغب، متظاهرة فلسطينية أرضا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وسجلت اللقطة الهواتف الذكية لشهود عيان رأوا الواقعة.

وصاحت آية خلف، وهي من المؤثرين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي “في خلفية اللقطة” التي نقلتها في بث مباشر لمتابعيها على إنستغرام البالغ عددهم 187 ألف متابع، يوم التاسع من مايو/آيارالجاري، قائلة: “انظروا ماذا يفعلون إنهم يضربون النساء”.

وهذا المشهد واحد من عدة مشاهد يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي من المواجهات التي تقع كل ليلة تقريبا بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمحتجين على طرد أسر فلسطينية في حي الشيخ جراح من منازلهم التي يطالب بها مستوطنون إسرائيليون.

وانتشر وسم (هاشتاج) “أنقذوا حي الشيخ الجراح” على مستوى العالم فاستخدمته المغنية البريطانية دوا ليبا والممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار فيولا ديفيس للتعبير عن تضامنهما.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أصدرت محكمة تابعة للاحتلال الإسرائيلي حكما لصالح المستوطنين الذين يقولون إن الأسر الفلسطينية تقيم على أرض كانت مملوكة ليهود من قبل. وطعن الفلسطينيون في الحكم أمام المحكمة العليا الإسرائيلية.

لكن تأجل نظر القضية في وقت سابق هذا الشهر وسط تصاعد التوتر في حي الشيخ جراح الواقع على مسافة تُقطع في بضع دقائق سيرا على الأقدام من باب العمود بالبلدة القديمة، وهو نقطة توتر أخرى في الفترة الأخيرة.

وكان الغضب من محاولات طرد الفلسطينيين عاملا رئيسيا وراء التوترات في القدس المحتلة خلال شهر رمضان والتي امتدت الأسبوع الماضي إلى خارج القدس لتتحول إلى أعنف مواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين منذ سنوات.

وعلى إثر الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمصلين في القدس والمسجد الأقصى، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما صاروخيا على إسرائيل التي ردت بشن ضربات جوية ومدفعية على غزة.

وبعد مرور أسبوع، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى 200 شهيد، بينهم 59 طفلا، و35 سيّدة، وإصابة 1305 بجراح متفاوتة.

وبلغ عدد شهداء الضفة الغربية 21 شهيدا ومئات الجرحى، وفق وزارة الصحة؛ بينما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات.

“أنت تسرق بيتي”

حي الشيخ جراح منطقة تصطف فيها الأشجار ومنازلها من الحجرالرملي. ويستقي الحي اسمه من اسم الطبيب الشخصي لصلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين عام 1187.

ويضم الحي كذلك موقعا يقدسه اليهود المتدينون باعتباره قبر أحد حاخاماتهم القدامى.

ويقول المستوطنون الذين رفعوا الدعوى القضائية إنهم اشتروا الأرض من جمعيتين يهوديتين اشترتا الأرض في نهاية القرن التاسع عشر.  والفلسطينيون، الذين يشككون في قانونية وثائق المستوطنين، يقيمون في الحي منذ خمسينيات القرن الماضي.

ولجأ السكان الفلسطينيون، الذين لا يحدوهم أمل يذكر في كسب قضية الطرد المنظورة أمام المحاكم الإسرائيلية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين المشاهد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطة لمنى الكرد إحدى سكان الحي وهي تصيح في وجه مستوطن إسرائيلي قائلة “أنت تسرق بيتي” ليرد عليها قائلا “إذا لم أسرقه أنا فسيسرقه غيري”.

وتصدرت حملة  #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح منصات التواصل عربيًا تزامنًا مع مهلة حددتها المحكمة العليا الإسرائيلية لأهالي الحي والمستوطنين للتوصل إلى اتفاق رفضته العائلات الفلسطينية.

وتقضي التسوية المزعومة إلى إيجاد آلية لدفع بدل إيجار للمستوطنين بأثر رجعي، لكن عائلات حي الشيخ جراح رفضوا الاتفاق باعتباره اعترافا بملكية المستوطنين للأراضي.

واقترحت العائلات أن تودع مبالغ بدل الإيجار في صندوق خاص تابع للمحكمة إلى أن يتم البت في قرار ملكية الأرض، وناشدوا حكومة الأردن ووكالة غوث اللاجئين للضغط على سلطات الاحتلال بمنع إخلائهم من المنازل.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز