بالفيديو: مسيرة مسلحة في الضفة بعد دعوات لتفعيل المقاومة.. الاحتلال يصعّد وارتفاع حصيلة الشهداء

للمرة الأولى منذ 2005، شارك مسلحون ملثمون في مسيرة انطلقت من أمام مخيم الأمعري بمدينة رام الله (وسط الضفة الغربية) وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وجابت المسيرة عددا من شوارع رام الله، وردد المسلحون هتافات تدعو لإعادة تفعيل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد أعلن أكثر من مرة أنه لن يسمح بعودة الانتفاضة المسلحة داعيا لتفعيل المقاومة الشعبية السلمية.

ومنذ أن تسلم عباس الرئاسة عام 2005، أعلن عن حل كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة (فتح)، ومنذ ذلك الحين منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أي مظاهر عسكرية فصائلية، ولم تشارك أي من تلك الجماعات بأي مسيرات خارج المخيمات منذ ذلك الحين، غير أن بعض الجماعات احتفظت بأسلحتها خاصة داخل مخيمات اللاجئين.

وفي مدنية دوار جنوب الضفة، نظمت مسيرة شارك فيها مئات الفلسطينيين رافعين الأعلام الفلسطينية وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال ومساندة للمقاومة، وفي مدينة نابلس (شمال) نظم مئات النسوة مسيرة جابت عدة شوارع دعما لفصائل المقاومة وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية.

رشقات المقاومة

وفي السياق، قصفت المقاومة الفلسطينية مستوطنة سديروت بالصواريخ ونشرت صورًا لآثار القصف، في حين أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي التأهب الأمني.

كما أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات جديدة من الصواريخ باتجاه مدينة سديروت، أصاب أحدها مبنى بشكل مباشر، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت كتائب (أبو علي مصطفى) عن استهدافها بطارية مدفعية الهاوزر بقذائف الهاون، في حين أبلغ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قادة البلدات المتاخمة لغزة باستمرار العملية 48 ساعة على الأقل، وفق القناة 13 الإسرائيلية.

وردت البوارج الحربية الإسرائيلية بقصف شاطئ مدينة غزة بقذائف صاروخية.

توتر على الحدود اللبنانية

من جهة أخرى، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صفارات إنذار انطلقت في شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، الإثنين، وأضاف أنه يحقق في الواقعة.

وذكرت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي أن دوي انفجارات سمع في المنطقة، وأفادت أنه لم تقع أي إصابات وأن الصواريخ سقطت غالبا داخل الأراضي اللبنانية.

جاء ذلك عقب إطلاق صواريخ من جنوب لبنان تجاه منطقة الجليل الأعلى في إسرائيل، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهم رصدوا 6 قذائف صاروخية أطلِقت من داخل لبنان وسقطت داخل الأراضي اللبنانية.

وتوتر الوضع على البلدات اللبنانية الحدودية، إذ أعلن جيش الاحتلال تفعيل الإنذار بالمستوطنات الحدودية، وأطلقت قوات الاحتلال نحو 20 قذيفة من موقع إسرائيلي باتجاه مرتفعات بلدة كفرشوبا، وفق مراسل الجزيرة، كما أطلقت قنابل مضيئة في محيط بلدة ميس الجبل، ودوَّت صفارات الإنذار في بلدة مسعاف عام الحدودية مع لبنان.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليمات تفيد بفتح الملاجئ في البلدات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان وذلك بعد سماع دوي انفجارات في مستوطنة (كريات شمونة) بشمال إسرائيل.

وقال مصدر أمني لبناني لوكالة رويترز إن قذائف مدفعية إسرائيلية قد سقطت في أراض لبنانية بعد انطلاق صفارات إنذار من الصواريخ في شمال إسرائيل.

مواصلة التصعيد

وفي وقت سابق الإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب ستواصل العملية العسكرية في غزة، طالما دعت الحاجة إلى ذلك.

جاء ذلك خلال جلسة لتقييم الأوضاع وللمصادقة على خطط عملياتية حضرها كل من وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش أفيف كوخافي، ورؤساء أجهزة “الشاباك” و”الموساد” وهيئة الأمن القومي، وفق بيان لمكتب نتنياهو.

وأوعز نتنياهو بمواصلة ضرب الأهداف في غزة، قائلا “الجيش يقوم بذلك جيدًا واليوم قضى على قائد كبير آخر ينتمي للجهاد الإسلامي”، في إشارة إلى الشهيد حسام أبو هربيد، قائد سرايا القدس (الذراع المسلّح للحركة)، في لواء شمال غزة.

وتابع “كما أصبنا القوة البحرية لحماس ونواصل ضرب المنظومة تحت الأرضية، وهناك أهداف أخرى”.

وحتى الإثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/ أيار الجاري، إلى 212 شهيدا، بينهم 61 طفلا، و36 امرأة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

وبلغ عدد ضحايا الضفة الغربية، منذ 7 مايو الجاري، 22 شهيدا ومئات الجرحى، وفق وزارة الصحة. بينما قُتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.

القصف على غزة

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، ظهر الإثنين، بقصف جوي -تدعمه الزوارق البحرية- مناطق متفرقة في غزة، وطلب جيش الاحتلال من سكان البلدات المتاخمة لغزة التزام بيوتهم، ما أسفر عن سقوط شهداء وعدد من الجرحى.

واستُشهد فلسطينيان وجُرح عدد آخر، أمس الإثنين، نتيجة قصف جيش الاحتلال بنايتين سكنيتين في مدينة غزة.

وقصف جيش الاحتلال بصاروخ أطلق بدون سابق إنذار الطوابق العلوية لبناية غازي الشوا في حي الرمال الشمالي، ما أسفر عن استشهاد اثنين، أحدهما طفلة، وجرح 10 آخرين.

وقال شهود عيان إن الشهيدين هما زياد أبو داير (54 عاما) وابنة أخيه رفيف أبو داير (11 عاما)، فيما أصيب العديد من أفراد الأسرة.

وأضاف الشهود إن عائلة أبو داير، كانت تتناول طعام الغداء، في ساحة تقع داخل منزلهم، حينما انهارت عليهم أنقاض الشقق السكنية التي قصفها جيش الاحتلال.

كما دمر جيش الاحتلال بشكل كامل، بناية سكنية، مكونة من 6 طوابق، تقع في حي الرمال الجنوبي.

وقال شهود عيان أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارة على بناية المهند ودمرتها بشكل كامل وألحقت أضرارا بالغة في عشرات المنازل المحيطة بها.

وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل مضيئة بشمال غزة، كما قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية مبنى سكنيًا في شارع الجلاء، وسط المدينة.

القسام تتوعد

وأنذرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إسرائيل بقصف تل أبيب مجددا إن لم تتوقف عن قصف البيوت والشقق السكنية الآمنة.

وقال الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في بيان له “لقد كثّف العدو الصهيوني المجرم قصفه للبيوت والشقق السكنية المدنية الآمنة في الساعات الأخيرة، وبناءً عليه فإننا نحذّر العدو بأنه إن لم يتوقف حالاً عن قصف البيوت الآمنة؛ فإننا سنعاود قصف تل أبيب وجعلها في مرمى نيران صواريخنا من جديد”، مضيفًا “وأضاف قد أعذر من أنذر”.

 

استهداف الصحة الفلسطينية

وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت شقة سكنية في مبنى مقابل وزارة الصحة في غزة مبنى إداري يتبع للوزارة ما أسفر عن إصابة طبيب وإداري بجراح، وأدانت الصحة الفلسطينية قصف المبنى.

وأدانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، اليوم الإثنين، قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى إداري لوزارة الصحة في قطاع غزة وإصابة كوادر عاملة فيه، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.

وقالت الكيلة في بيان صحفي “ندين قصف مبنى لوزارة الصحة في قطاع غزة، وهذا الدم المسفوك على الطرقات وتحت أنقاض البنايات يجب أن يتوقف”، مؤكدة أن “حماية المدنيين والأطفال والمراكز الطبية والمستشفيات واجب على المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي لحماية القانون الدولي”.

كما استهدفت قوات الاحتلال مقر الهلال الأحمر القطري بشارع الشوا في غزة، وغرد الهلال الأحمر القطري عبر تويتر مؤكدًا على مواصلة تقديم الدعم للمتضررين بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، ومشددًا على أن استهداف فرق الهلال الأحمر ومقراته يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.

وعبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قال الهلال الأحمر القطري إن عملية القصف أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة 10 أشخاص بجروح، مؤكدًا على ضرورة السماح للفرق الإغاثية بالعمل وفق القانون الدولي.

 

في السياق، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، غدا الثلاثاء، في عموم مناطق التماس بالضفة المحتلة.

وتظاهر آلاف الفلسطينيين، اليوم الإثنين، في مدينة أم الفحم (شمالي إسرائيل) تنديدا بعدوان قوات الاحتلال على قطاع غزة والقدس.

وشارك 4 آلاف فلسطيني على الأقل في مظاهرة دعت إليها اللجنة الشعبية بمدينة أم الفحم (غير حكومية)، تحت عنوان “نحمي شعبنا.. ويحمينا”، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وأنشدوا أغاني وطنية من بينها “بكتب اسمك يا بلادي”.

وفي حي الشيخ جراح بالقدس، قال فلسطينيون إنهم تعرضوا لتهديدات متزايدة خلال الساعات الأخيرة من المستوطنين بإحراق منازلهم.

ودخلت المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، اليوم الإثنين، أسبوعها الثاني منذ اندلاع المواجهات في 10 مايو/أيار الجاري، شن خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفا منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية.

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون في القدس، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح” (وسط)؛ إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا في الحي من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات