“القدس على حافة الانفجار”.. كاتب بريطاني يحذر من انتفاضة وشيكة تهدد وجود إسرائيل

احتفالات المقدسيين بعد إزالة الحواجز الأمنية بمنطقة باب العامود (رويترز)

حذر الكاتب البريطاني البارز ديفيد هيرست من أن القدس المحتلة “على وشك الانفجار” بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق المقدسيين، وسط تجاهل و”خيانة” العالم لقضيتهم.

وأشار هيرست في مقال له نشر بموقع ميدل إيست آي إلى أنه لم يكد يمضي شهر واحد على إعلان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ومبعوث الشرق الأوسط، انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي مع موجة التطبيع الأخيرة حتى اندلع صراع جديد في القدس.

حكم الأقلية

يقول هيرست “أن تكون إسرائيليًا يعني أن تحقق نصرًا إقليميًا تلو الآخر، بمعنى الاستيلاء على مرتفعات الجولان والقدس الشرقية والمستوطنات المحيطة بها ووادي الأردن. ففي كل عام تتوسع (دولة) إسرائيل لتعيش في مساحة أكبر قليلًا من (أرض إسرائيل)، وهو الاسم اليهودي التقليدي للأراضي التي تمتد إلى ما بعد حدود عام 1967”.

ويتابع “أما أن تكون فلسطينيًا فيعني أن تتلقى ضربة تلو الأخرى: اعتراف أمريكا بالقدس كعاصمة غير مقسمة لإسرائيل، رئيس جديد في البيت الأبيض قال ذات مرة إنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة فسيتعين على الولايات المتحدة أن تخترعها، الاندفاع المتهور للاستثمار في إسرائيل والتجارة معها حتى من قبل موجة التطبيع الأخيرة، إلى غير ذلك”.

وأما قيادتهم فهي معزولة ومنقسمة بشكل ميؤوس منه -وفق الكاتب- ومؤخرًا أرجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميًا أول انتخابات منذ 15 عامًا، وكان رفض اسرائيل السماح للمقدسيين بالتصويت ذريعة لذلك.

إذن هذا ما تبدو عليه نهاية الصراع وفقًا لحسابات كوشنر وورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنها مسألة وقت فقط قبل أن يرى الفلسطينيون أن مصلحتهم الفضلى تكمن في الاستسلام، بحسب هيرست.

الخطر الأكبر يكمن في الشعور بالنصر

غير أن مشروع إقامة دولة إسرائيل كدولة يهودية لم يكن في يوم من الأيام في خطر أكثر مما هو عليه الآن بحسب الكاتب البريطاني، “لأن الزلزال الحقيقي ليس الزلزال الذي يشير إلى نهاية الصراع، ولا في المناوشات في الضفة الغربية أو قطاع غزة، لأنه يهز داخل إسرائيل نفسها في القدس والأراضي التي احتلتها عام 1948”.

فالصراع القادم بحسب هيرست سيكون بين الفلسطينيين – سواء كانوا مواطنين إسرائيليين أو مقدسيين- والدولة نفسها، وفي قلبها القدس، ولن يحمي أي جدار أو حاجز تفتيش إسرائيل من عواقبه على حد تعبيره.

حملة تطهير عرقي

هناك العديد من التهديدات الخطيرة التي تواجه أسلوب حياة المقدسيين، ولكن يبدو أن محاولة إغلاق منطقة باب العامود كانت القشة الأخيرة، بحسب ديفيد هيرست.

فالمقدسيون يواجهون حملة منظمة من التطهير العرقي، إذ يُجبرون على الاختيار ما بين هدم منازلهم بدعوى أنها بُنيت دون تصريح، أو على الطرد منها.

ومن المقرر أن تحدث جولة جديدة من عمليات الطرد في الشيخ جراح اليوم الأحد، والتي يمكن أن تكون شرارة أخرى للاحتجاج الجماهيري، بحسب الكاتب البريطاني.

جيل جديد

إن المتظاهرين اليوم هم شباب لا يعرفون الخوف وليس لهم قيادة، فلا فتح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) ولا حماس (حركة المقاومة الإسلامية) لهما أي نفوذ هنا. كما أن الجميع لا يعتبرون أنفسهم مواطنين إسرائيليين، ولكن فلسطينيين استولت دولة إسرائيل على أراضيهم وحقوقهم ويرددون شعارات وطنية فلسطينية، وفق الكاتب.

وكذلك فإن هؤلاء المتظاهرين لا يجمعهم دافع ديني موحد كما أن معظمهم ليسوا من المحافظين اجتماعيًا بحسب هيرست، وتدريجيًا تتشكل حركة احتجاجية وطنية -مثلما حدث في الانتفاضة الأولى- لكنها لا تحدث هذه المرة في الضفة الغربية أو غزة، بل داخل القدس نفسها وحدود إسرائيل عام 1948.

يقول هيرست “إنه جيل جديد يعيد اكتشاف الحاجة إلى النزول إلى الشوارع”، لا تعرف قوات الأمن في إسرائيل كيفية مواجهته حتى الآن. وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية فإن هناك خلافًا بين مختلف فروع قوات الأمن حول كيفية مواجهة هذه الاحتجاجات.

على حافة انتفاضة جديدة

وفي نهاية مقاله يتساءل هيرست “هل سيجلس حلفاء إسرائيل الدوليون وينتظرون الموت وإراقة الدماء التي ستصاحب حتمًا انتفاضة جديدة؟ جو بايدن يزعم تبني سياسة خارجية جديدة تستند إلى دعم حقوق الانسان، وإدارته هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن”.

ويقول “لكن إذا كان بايدن يريد فعلاً إحداث فرق، فلا ينبغي أن يتحدث عن الماضي، ولكن ينبغي أن يتعامل مع ما يحدث الآن أمام أنفه”. فهناك ظلم وتمييز يلبي التعريف المتفق عليه دوليًا للفصل العنصري ضد الفلسطينيين، كما أن العديد من منظمات حقوق الإنسان لها تقارير شاملة وعلمية تشهد على وجوده على مر السنوات.

المصدر : ميدل إيست آي