تقرير: هكذا تربك صواريخ غزة البدائية الجيش الإسرائيلي المتفوق تكنولوجيا

عناصر من كتائب القسام خلال عرض لصواريخ محلية الصنع
عناصر من كتائب القسام خلال عرض لصواريخ محلية الصنع في غزة (رويترز أرشيف)

لطالما أربكت صواريخ حركتي حماس والجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي المتفوق من الناحية التكنولوجية، وتحمل تلك الصواريخ أسماء قادة إسلاميين راحلين وتُصنع في الغالب من مواد بدائية في ورش سرية بغزة.

وقال تقرير لرويترز، إن القتال الحالي عبر الحدود، يشهد أسلوبا جديدا من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ بهدف استغلال معدل الفشل الإحصائي للدفاعات الجوية الإسرائيلية وزيادة احتمالات التسبب في سقوط قتلى أو جرحى بمدن إسرائيل.

ويتسبب إطلاق الصواريخ في دوي شبه مستمر لصفارات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة ويدفع عشرات آلاف السكان إلى البحث عن ملجأ.

جنود إسرائيليون يقفون خلف القبة الحديدية (غيتي أرشيف)

قصف إسرائيلي عنيف

وتقصف إسرائيل بعنف قطاع غزة، ذا الكثافة السكانية المرتفعة، ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 220 فلسطينيا قُتلوا، كثير منهم مدنيون، بينما تقول إسرائيل إن 160 مسلحا على الأقل قتلوا بينهم مشغلو ومصنعو صواريخ.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ترسانة غزة المكونة من نحو29 ألف صاروخ أو قذيفة مورتر قبل بدء القتال تقلصت إلى النصف حاليا، في حين لم تؤكد حركتا حماس والجهاد الإسلامي ذلك.

وتظهر لقطات مصورة للفصائل الفلسطينية صواريخ محملة مسبقا في صوامع صغيرة خاصة بعمليات إطلاق عن بُعد، وهي وسيلة لحماية مشغليها من ضربات إسرائيلية مضادة.

مجموعة تحتمي خلف السيارات بعد سماع صافرات الإنذار -عسقلان 11 مايو(غيتي)

إطلاق الصواريخ يشكل تحديا

قال أوفير أكونيس، الوزير في مجلس الوزراء الإسرائيلي والمتحدث السابق باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إطلاق ما يصل إلى 140 صاروخا خلال بضع دقائق على تل أبيب وأماكن أخرى “شكل تحديا لأنظمتنا الاستثنائية”.

وكان يشير إلى نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الذي تبين إحصاءات إسرائيلية أكدها مراقبون عسكريون أمريكيون أن فرصة إسقاطه الصواريخ تبلغ 90%.

وفي الأوقات الأهدأ، تتم برمجة نظام القبة الحديدية لإطلاق صاروخين من طراز “تامير” على صاروخ قادم مما يزيد فرصة اعتراضه إلى نحو 99%.

لكنَ جنرالا في سلاح الجو الإسرائيلي، قال إن القبة الحديدية أصبحت مقتصرة الآن، على إطلاق صاروخ اعتراضي واحد فقط من طراز ما يعني أن 10% من الصواريخ القادمة قد تمر عبرها.

وقال الجنرال للصحفيين في مقر القوات الجوية بتل أبيب يوم السبت “لن تعترض 140 صاروخا بعدد 280 صاروخ تامير، العدد كثير جدا” وأضاف أن إسرائيل كانت تزود الصواريخ، وقيمة كل منها 50 ألف دولار، ولا ترى مشاكل في الإمداد”.

صواريخ القسّام

ومرّ 20 عاما منذ أطلق نشطاء غزة الصواريخ لأول مرة على إسرائيل، وكانت تلك الصواريخ- التي حملت اسم الداعية السوري عز الدين القسّام الذي حارب البريطانيين في فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي- قصيرة المدى ولها رؤوس حربية تزن بضعة كيلوجرامات.

وتقول مصادر إسرائيلية وفلسطينية الآن إن النشطاء يستخدمون تمويلا وتوجيهات من إيران لإنتاج صواريخ داخل غزة يصل مداها 200  كيلومتر أو أكثر، وبعضها مزود برؤوس حربية تحمل مئات الكيلوجرامات من مادة “تي.إن.تي”.

ولا تكشف إيران علنا تفاصيل دعمها للجماعات المسلحة الفلسطينية واللبنانية المناهضة لإسرائيل، لكن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قال في كلمة بثها التلفزيون يوم الأربعاء إن إيران تدعم قتال الفلسطينيين ضد إسرائيل، الفلسطينيون ظهروا كأمة مجهزة بالصواريخ”.

وتبدو الترسانة بدائية، ويُظهر مقطع مصور لحماس صواريخ مصنوعة من مواسير مياه مهملة، وأظهرت لقطات لكاميرات مراقبة أن صاروخا ضرب بئر السبع الواقعة على بعد 50 كيلومترا من غزة سقط على طريق بعدما لم ينفجر.

المصدر : رويترز