إرجاء البت في قضية ترحيل عائلات من سلوان وفلسطين تعتبر التصعيد اختبارا لموقف أمريكا

تحذير من حملة تهجير وتطهير عرقي جديدة في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في القدس (وفا)

أرجأت محكمة الاحتلال المركزية في القدس، اليوم الأربعاء، البت في قضية تهجير عائلات من حي بطن الهوا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، بينما اعتبرت الخارجية الفلسطينية هذا التصعيد اختبارًا حقيقًا لموقف واشنطن.

يأتي ذلك بينما تصدر وسم (أنقذوا سلوان) المنصات العربية. وكانت محكمة الاحتلال المذكورة عقدت الجلسة للنظر في قرارات تهجير 6 شقق سكنية من أصل 86 أسرة -تضم حوالي 750 فردا يعيشون في 15 بناية- في حي بطن الهوى في سلوان.

وقال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان، الباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب، إن الاحداث التي جرت في حي الشيخ جراح، حالت دون تمكن المحكمة من إصدار قرار لصالح المستوطنين.

وأضاف أن قرار إخلاء المنازل هو قرار سياسي وليس قضائي، مؤكدًا أن المتضامنين سيبقون موجودين في حي بطن الهوا لدعم صمود الأهالي.

وكانت قوات الاحتلال قمعت صباح اليوم، المشاركين في وقفة تضامنية منددة بمحاولات تهجير أهالي حي بطن الهوا في سلوان في القدس المحتلة، واعتدت عليهم بالضرب قبل ان تعتقل أحدهم، وذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة المحكمة.

وأشار شهود عيان إلى ان قوات الاحتلال كثفت من وجودها العسكري في محيط المحكمة، ووضعت المتاريس الحديدية، لمنع المتضامنين من الوصول إلى مقر المحكمة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وكان العشرات قد اعتصموا ليلة أمس في خيمة التضامن في حي بطن الهوا في سلوان، احتجاجا على محاولات الاحتلال تهجيرهم قسريا من منازلهم.

اختبار للموقف الأمريكي

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن سلطات الاحتلال تلجأ وبشكل مقصود لتصعيد إجراءاتها الاستيطانية وانتهاكاتها وعمليات التهجير القسري خاصة أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في محاولة لفرض أمر واقع أمام الإدارة الأمريكية والأطراف الدولية كافة.

وأضافت الوزارة في بيان لها اليوم، ان إجراءات وقرارات محاكم الاحتلال المتورطة في الاستيطان وتشجيعه، هي اختبار جدي للمواقف التي أعلن عنها بلينكن خلال زيارته الحالية، والتي أكد فيها رفضه للخطوات أحادية الجانب التي تهدد حل الدولتين، وإخلاء وتهجير العائلات من حي الشيخ جراح.

وشددت على خطورة قرارات وإجراءات محاكم الاحتلال التي تقوم بغير حق بالنظر في قضايا باطلة من الأساس تتعلق بقضايا ترفعها جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها منازل فلسطينية، كما هو حاصل في حي الشيخ جراح، وبطن الهوا في سلوان بالقدس المحتلة، معتبرة أنه جزء لا يتجزأ من مخطط استيطاني إحلالي، يهدف إلى تهجير ما يزيد على 86 عائلة فلسطينية من بطن الهوا ضمن خطة أوسع، تمهيدا لتهجير آلاف المواطنين من جميع أحياء الحي الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة.

وأدانت الوزارة قمع الاحتلال للمواطنين المقدسيين والمتضامنين معهم، الذين اعتصموا أمام مقر محكمة الاحتلال المركزية بالقدس واعتقال عدد منهم، مؤكدة أن منظومة المحاكم والقضاء في إسرائيل هي جزء من الاحتلال والاستيطان الإحلالي، وفاقدة للأهلية القانونية وتصدر قراراتها لدعم الجمعيات الاستيطانية والتوجهات السياسية لليمين الحاكم، وتوفر الحماية لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان وتهجير المواطنين الفلسطينيين لإحلال المستوطنين مكانهم.

وأكدت انها على تواصل مع كافة المستويات السياسية والقانونية الدولية، والأمم المتحدة ومنظماتها ومجالسها المتخصصة، والجنائية الدولية، لفضح جرائم الاحتلال ضد شعبنا عامة، وفي القدس خاصة، لتعميق الجبهة الدولية الرافضة لها، وتطوير الموقف الأمريكي الذي عبرت عنه الإدارة الأمريكية.

حي بطن الهوا

ويواجه أهالي حي بطن الهوا في بلدة سلوان، خطر الإخلاء والتهجير، وذلك بعد أن سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، بالاستمرار في طرد 800 فلسطيني، بزعم أن منازلهم بنيت على أرض امتلكها يهود قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، على الرغم من إقرار هيئة القضاة بأن إجراءات المنظمة في الاستيلاء على الأرض قد شابتها عيوب وأثارت أسئلة حول قانونية نقل الأرض إلى الجمعية اليمينية.

وكانت الجمعية الاستيطانية، والتي حصلت عام 2001 على حق إدارة أملاك الجمعية اليهودية التي تدعي أنها امتلكت الأرض قديمًا (قبل عام 1948)، قد شرعت في شهر سبتمبر/أيلول عام 2015 بتسليم البلاغات لأهالي الحي، وقام السكان بدورهم بالرد على الدعوات التي قدمت ضدهم.

وصدر أكثر من قرار قضائي عن محاكم الاحتلال، الصلح والمركزية، تزعم أحقية “عطيرت كوهنيم” بامتلاك الأرض التي تبلغ مساحتها 5 دونمات و200 متر مربع، ويقطن فيها المئات من الفلسطينيين.

وتعتبر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، وتخريب مقبرة باب الرحمة وتجريفها.

والى جانب سلوان يتهدد خطر التهجير 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلًا في حي الشيخ جراح لصالح جمعيات استيطانية بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت أخيرا  قرارًا بحق سبع عائلات لتهجيرها، رغم أن سكان الحي المالكين الفعلين والقانونين للأرض.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية