وسط احتجاجات وتشكيك دولي.. فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية في سوريا

بدء الاقتراع في الانتخابات السورية (رويترز)

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مناطق سيطرة النظام السوري، اليوم الأربعاء، لانتخابات رئاسية هي الثانية منذ الثورة، وسط تشكيك وتنديد دوليين ورفض من قبل المعارضة السورية.

وتقول المعارضة ودولا غربية أن الانتخابات ماهي إلا مسرحية لإحكام قبضة الأسد على السلطة، إذ يخوض رئيس النظام السوري السباق أمام مرشحين اثنين مغمورين.

ونقلت رويترز عن مسؤولين في تصريحات خاصة أن السلطات نظمت خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات كبيرة في أنحاء سوريا في محاولة لضمان إقبال كبير في يوم الانتخابات.

إدلب -26 مايو (رويترز)

وقالوا إن الأجهزة الأمنية ذات النفوذ القوي في البلاد، التي تدعم حكم الأسد الذي تهيمن عليه الأقلية العلوية، أصدرت أيضًا تعليمات لكبار المسؤولين بالتصويت.

وشهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية احتجاجات منددة بالانتخابات الرئاسية التي بدأت اليوم في مناطق سيطرة النظام وسط استنكار أممي وتشكيك دولي واسع في نزاهتها.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الساعة السابعة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش)، وأن التصويت سيستمر حتى السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينتش) على أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

 مظاهرات تنديد

وتغيب الانتخابات عن مناطق خارج سيطرة النظام وهي مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا إضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى مسلحة في شمال البلاد.

وفي مناطق بمدينة درعا الجنوبية، مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد، دعت شخصيات محلية إلى إضراب عام احتجاجا على الانتخابات.

وعلى جدران المباني في عدة بلدات بجنوبي سوريا انتشرت عبارة “كل الشعب رافض.. حكم ابن حافظ”.

كما خرجت مظاهرة، ظهر اليوم الأربعاء، في محافظة إدلب تنديدًا بإجراء الانتخابات السورية في ظل الظروف الراهنة وخارج نطاق قرارات الأمم المتحدة.

وبث ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات للمظاهرة وسط مدينة إدلب في ساحة السبع بحرات، رافعين أعلام الثورة السورية ومرددين بهتافات ضد النظام السوري.

وشارك في المظاهرات المئات من المهجرين من كل المحافظات السورية، ورفضوا مسرحية الانتخابات الرئاسية وهتفوا بشعارات تطالب بإسقاط النظام السوري ورئيسه.

مظاهرات احتجاج ضد الانتخابات في سوريا-26 مايو(رويترز)

وأكد المحتجون على ثوابت ومبادئ الثورة التي خرج من أجلها الآلاف من السوريون، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين القابعين في معتقلات النظام الأمنية.

كان ناشطون قد أطلقوا دعوات، أمس الثلاثاء، للخروج في مظاهرات كبيرة في إدلب والمناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام السوري ضد ما قالوا إنها مهزلة الانتخابات السورية.

محتجون في إدلب يرفضون “مسرحية الانتخابات الرئاسية “رويترز

لن تكون حرة أو نزيهة

وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان، أمس الثلاثاء، انتقدوا فيه الأسد مؤكدين أن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة.

وجاء في البيان “نود أن نوضح أن الانتخابات الرئاسية التي تجري في سوريا، في 26 مايو/أيار الجاري، لن تكون حرة ولا نزيهة”.

وأوضح الوزراء في بيانهم “نحن ندعم أصوات جميع السوريين التي نددت بالعملية الانتخابية باعتبارها غير شرعية بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية”.

وأكدت المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أن الانتخابات ليست جزءا من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي.

ويطالب القرار 2254 الصادر في 2015، جميع الأطراف بوقف أي هجمات ضد الأهداف المدنية، كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين (النظام والمعارضة) للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات بإشراف أممي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات