بايدن: روسيا تحت حكم بوتين قد تكون أضعف مما تبدو

الرئيس الأمريكي جو بايدن (يمين) ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (يسار)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (يمين) ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (يسار) (مواقع التواصل)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان محقا في قوله إن العلاقات بين بلديهما وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات لكنه أشار إلى أن روسيا ربما تكون أضعف مما تبدو عليه.

واستغل بايدن قمة مجموعة السبع في منتجع خليج كاربيس الإنجليزي ليقول إن أغنى الديمقراطيات تواجه الآن منافسة وجودية مع “مستبدين” من شأنها أن تكون السمة المميزة للقرن الحادي والعشرين.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بايدن قوله، اليوم الأحد، في مؤتمر صحفي في ختام مشاركته في قمة مجموعة السبع في بريطانيا “إنه محق، إنها في أدنى مستوياتها”.

واعتبر بايدن أن روسيا هي السبب في سوء العلاقات بين البلدين، وانتقد مجددًا السلوك الخبيث من جانب الكرملين، بما في ذلك التدخل في الانتخابات الأمريكية وهجمات القرصنة التي استهدفت الصناعات الأمريكية مؤخرا، وألقى باللائمة على بوتين شخصيا في هجوم إلكتروني لم يحدده.

وتابع بايدن “لقد تحققت من الأمر، لقد اطلعت على كل المعلومات الاستخباراتية، لقد شارك (بوتين) في تلك الأنشطة، ولقد رددت وأوضحت أنني سأرد مجددا”.

وبعد حضور قمة حلف شمال الأطلسي، غدا الإثنين، سيلتقي بايدن مع بوتين بالعاصمة السويسرية جنيف، في 16 يونيو/حزيران الجاري، خلال اجتماع ينذر بأن يكون تصادميا بعد خلافات شهدتها العلاقات بين البلدين بشأن التجسس والقرصنة والتدخل في الانتخابات وأوكرانيا وروسيا البيضاء وحقوق الإنسان.

وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت إدارة بايدن عقوبات جديدة على روسيا لمحاولة التدخل في انتخابات عام 2020 والهجوم الإلكتروني على شركة (سولار ويندز) والذي تسبب في تعطل أنظمة العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية.

وكان بايدن الذي وصف بوتين بالقاتل، في مارس/آذار الماضي، قد قال إن روسيا تنتهج سلوكا غير مقبول على عدد من الجبهات، لكنه أشار أيضا إلى “المعضلات” التي تواجه روسيا والمتمثلة في الانهيار الاقتصادي الذي أعقب تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق وما وصفه بالتوسع الذي يفوق قدراتها في سوريا ومشكلاتها مع جائحة كوفيد-19.

ولدى سؤاله عن السبب في عدم تغير موقف بوتين رغم العقوبات التي يفرضها الغرب منذ سنوات على روسيا، قال بايدن ساخرا “إنه فلاديمير بوتين”.

واضطربت العلاقات لسنوات بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة لكنها توترت بشدة بعد أن سعى بوتين لاستعادة بعض النفوذ الذي فقدته روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي شابته الفوضى عام 1991 وبدأ في التدخل خارج حدود روسيا.

ويصور الغرب روسيا على أنها دكتاتورية فاسدة تحكمها نخبة مراوغة أقحمت نفسها في مغامرات غير مسؤولة مثل ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ومحاولات التدخل في الانتخابات الأمريكية والأوربية وسلسلة من محاولات التجسس والاغتيالات الكبيرة في الخارج، في حين تقول روسيا إن بوتين منتخب ديمقراطيا.

ومع ذلك وصف بايدن روسيا -يقل اقتصادها 13 مرة عن اقتصاد الولايات المتحدة- بأنها أضعف مما يمكن تصوره، مضيفًا أن “روسيا لديها مشكلاتها الخاصة المتمثلة في التعامل مع اقتصادها والتعامل مع كوفيد-19 والتعامل ليس فقط مع الولايات المتحدة وأوربا على نطاق واسع، بل وفي الشرق الأوسط أيضًا”.

وقال بايدن “انخرطت روسيا في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع الأعراف الدولية لكنها تعرضت أيضا لبعض المشكلات الحقيقة التي ستواجه صعوبة في التعامل معها”.

واستشهد بايدن بسوريا كمثال على ذلك ووصفها بأنها مجال يمكن للقوتين العمل فيه معا للتوصل إلى “تسوية” قائلًا إن بوتين كان محقا عندما وصف العلاقات بين البلدين بأنها متدهورة.

وتابع “اسمحوا لي أن أوضح أنه على حق، لقد تدهورت، ويعتمد الأمر على كيفية تصرفه بما يتماشى مع المعايير الدولية، وهو ما لم يفعله في كثير من الحالات”.

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه أبلغ بوتين قبل انتخابه بأنه سينظر فيما إذا كان الزعيم الروسي ضالعا في محاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية، مضيفًا “لقد تحققت من الأمر وحصلت على جميع المعلومات المخابراتية التي أثبتت ضلوعه في تلك الأنشطة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات