لماذا ترفض إثيوبيا تدخل مجلس الأمن لحل قضية سد النهضة؟ (فيديو)

عددت مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أماني الطويل أسباب الرفض الإثيوبي لبحث مجلس الأمن الدولي قضية سد النهضة.

كان السودان قد طلب من مجلس الأمن الدولي التدخل لعقد اجتماع خاص لبحث أزمة السد الإثيوبي وناشد القوى الدولية بالعمل على فض هذا النزاع بالطرق السلمية.

وأكدت أماني الطويل أن الاتحاد الأفريقي ليس له أوراق ضغط على إثيوبيا وهي تملك وزنًا في الاتحاد لأنها بلد المقر -في إشارة إلى مقر الاتحاد الأفريقي- وتفرض إرادتها وقد فشلت محاولاته السابقة في إيجاد حل للأزمة.

وأكدت أن مصر والسودان لم ترفضا الوساطة الأفريقية، ولكن اشترطتا ضرورة التوصل لحل للأزمة بوجود اتفاق ملزم بين الطرفين وهو ما لم يحدث.

وأوضحت أن المشكلة تكمن في أن دولتي المصب -مصر والسودان- تطلبان اتفاقًا ملزمًا بضمان التدفقات المائية دون تسعيرها ودون اعتبار الماء سلعة، مشيرة إلى أن ذلك هو الهدف الإثيوبي وليس كما تدعي بأن السد هدفه توليد الكهرباء.

وبشأن الخيارات المصرية بعد التعنت الإثيوبي، قال أماني الطويل إن مصر ستلجأ لتدويل القضية، مشيرة إلى تحركات دبلوماسية مصرية سودانية تمت في الآونة الأخيرة دعمًا لهذا التوجه.

التعنت الإثيوبي

من جانبه قال المتحدث السابق باسم الخارجية السودانية السفير جمال محمد إبراهيم، إن التصريحات الإثيوبية عن مصر والسودان خارج السياق الدبلوماسي.

وأوضح أن النقاش حول السد من قبل مصر والسودان محدد بنقاط واضحة سبق وأن اتفق عليها عام 2015 عند توقيع اتفاق المبادئ، مشيرًا إلى أن النيل الأزرق نهر مشترك بين الدول الـ 3 ويجب أن يكون هناك اتفاق حول ذلك.

وأكد السفير السوداني أن إثيوبيا أفشلت التفاوض الذي قاده رئيس الاتحاد الأفريقي في كينشاسا، في آخر مفاوضات عقدت حول أزمة السد.

وحول لجوء السودان لمجلس الأمن فيما يخص أزمة سد النهضة، قال إن السودان فعل ذلك مضطرًا بعد الرفض الإثيوبي لكل المقترحات التي تقدم بها.

مجلس الأمن

من جانبه فند عبد الحميد صيام الخبير في شؤون الأمم المتحدة، التصريحات الإثيوبية حول عدم اختصاص مجلس الأمن بنظر أزمة سد النهضة، وأكد أن المجلس معني بكل أزمة تهدد الأمن والسلم في العالم.

وأشار إلى رسالة سابقة لمصر قدمت فيها طلب لمجلس الأمن للنظر في المسألة، موضحًا أن مصر لم تتابع في الدعوى لتعطي الفرصة لوساطة الاتحاد الأفريقي لبحث الأمر كما أن بعض الدول الأفريقية لم تكن متحمسة لعقد مثل هذه الجلسة.

وأكد صيام ضرورة أن تتابع مصر والسودان رفع الدعوى أمام مجلس الأمن بعد سنة من رفع مصر للدعوى الأولى، لأنها مسألة تهدد السلم والأمن العالميين.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد طالبت مجلس الأمن الدولي في وقت سابق بالتدخل لعقد اجتماع خاص لبحث أزمة سد النهضة الإثيوبي، وناشدت مجلس الأمن والقوى الدولية بالعمل على فض هذا النزاع بالطرق السلمية.

ودعت الخارجية السودانية إثيوبيا إلى الكف عن تعبئة سد النهضة لأنه يهدد السلم الإقليمي ولأن التعبئة الثانية تهدد حياة ملايين السودانيين وتعرضهم للخطر.

ورفضت إثيوبيا في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي سعي مصر والسودان إلى تدخل مجلس الأمن في قضية سد النهضة.

وقالت أديس أبابا في رسالتها إن موضوع السد خارج نطاق تفويض مجلس الأمن، ودعت المجلس لتشجيع مصر والسودان على مواصلة التفاوض بحسن نية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

المصدر : الجزيرة مباشر