كورونا.. مخاوف من تفشي “دلتا” خلال الصيف وتحذير بشأن التهاب نادر بعد تلقي لقاحين

شكل توضيحي لفيروس كورونا المستجد (غيتي)

حذر متخصصون من أن المتحورة دلتا قد تتسبب في زيادة كبيرة في عدد حالات كوفيد خلال الصيف بينما أبدت منظمة الصحة قلقها، في حين أضيف تحذير جديد من إصابة نادرة بالتهاب في القلب بعد تلقي لقاحي فايزر ومودرنا.

وحذرت السلطات الصحية من أن (دلتا) الأشد عدوى التي تسببت في إعادة تفشي فيروس كورونا في بريطانيا، قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد الحالات هذا الصيف في حال لم تتخذ تدابير لوقفها.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن وباء كوفيد يسجل حاليًا ارتفاعًا نسبيًا في الإصابات الجديدة في العالم بعد أن تراجعت لأدنى مستوياتها منذ فبراير/شباط وانخفض عدد الوفيات.

وتشهد بلدان عدة مثل اندونيسيا والبرتغال وروسيا وإسرائيل زيادة في الحالات الجديدة، ويرتبط ذلك جزئيًا على الأقل بانتشار المتحورة دلتا، وتخشى دول أخرى من أمر مماثل.

بعض الدول تشهد زيادة في عدد الإصابات بالفيروس (رويترز)

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم يوم الجمعة إن أفضل طريقة لمنع ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا هي إبطاء انتقاله من المصابين به إلى غيرهم.

وأشار إلى أن المنظمة قلقة بسبب سلالة دلتا السريعة الانتشار، وقال “الأمر ببساطة، مزيد من العدوى يعني المزيد من السلالات، وقليل من العدوى يعني القليل من السلالات”.

وأوضح قائلا “السلالات الجديدة متوقعة وستواصل الظهور، هذا ما تفعله الفيروسات، فهي تتطور، لكننا يمكن أن نمنع ظهور السلالات من خلال منع كوفيد-19 من الانتقال”.

المتحورة دلتا بدأت انتشارها من الهند(غيتي)

المتحورة دلتا

وباتت هذه المتحورة من فيروس كورونا التي رصدت لأول مرة في الهند حيث انتشرت اعتبارا من أبريل/ نيسان، موجودة الآن في 85 دولة على الأقل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وبنسب متفاوتة.

وفي أوربا، انتشرت لأول مرة بسرعة كبيرة في المملكة المتحدة، لتحل في غضون أسابيع مكان المتحورة ألفا التي ظهرت نهاية عام 2020 في جنوب شرق انجلترا.

ومن المتوقع أن يتكرر هذا السيناريو هذا الصيف في بقية القارة، إذ يتوقع المركز الأوربي للوقاية من الأمراض أن تسبب هذه المتحورة 70% من الإصابات الجديدة بحلول مطلع أغسطس/آب، و90% بنهاية الشهر نفسه.

وفي الولايات المتحدة ارتفعت الحالات الإيجابية من 10% في 5 يونيو/حزيران إلى 35% الأسبوع الماضي، وسجلت نسبة مماثلة في إسرائيل.

ويفسر هذا الانتشار السريع من خلال “ميزتها التنافسية” مقارنة بالسلالات الأخرى، فقد تم اعتبار هذه المتحورة أكثر عدوى من متحورة ألفا بنسبة 40% إلى 60%، وهي بدورها أكثر عدوى من السلالة السابقة المسؤولة عن الموجة الأولى من الإصابات في أوروبا.

ويرى فريق من الباحثين الفرنسيين أن نسبة تسارع انتقال العدوى لهذه المتحورة بين 50% و80% وذلك وفقا لدراسة لم تنشر نتائجها بعد تستند إلى أرقام المنطقة الباريسية.

وحذر المركز الأوربي قائلا “أي تراخ خلال فصل الصيف للتدابير غير الطبية التي كانت مطبقة مطلع يونيو/حزيران ما قد يؤدي إلى زيادة سريعة وكبيرة لعدد الحالات اليومية من كل الفئات العمرية”.

وهذا الارتفاع سيؤدي إلى زيادة أعداد المرضى في المستشفيات والوفيات “التي قد تبلغ المستويات المسجلة في خريف 2020 في حال لم تتخذ أي تدابير إضافية”.

حملات التطعيم هي الحل

وحيال هذه المخاطر دعت السلطات الصحية السكان إلى “بذل جهود أكبر” في مجال التلقيح على غرار رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس.

وإذا كانت اللقاحات، وفقًا لعدة دراسات أقل فاعلية ضد المتحورة دلتا مقارنةً بالمتحورة ألفا والسلالة الأولى، فإنها تحتفظ بمستوى عالٍ من الفعالية شرط تلقي الجرعتين.

ووفقًا لنوع اللقاح، تتراوح الحماية من 92% إلى 96% لناحية مخاطر الاستشفاء و60% إلى 88% ضد الإصابة المصحوبة بأعراض كوفيد الناجمة عن المتحورة دلتا، وفقًا لبيانات السلطات البريطانية.

ولكن الوقاية من الفيروس أقل بكثير مع جرعة واحدة (33% وفقا لدراسة بريطانية).

وكشفت وثيقة للمركز الأوربي موجهة للرأي العام أن “جرعة واحدة غير كافية” للحماية من المتحورة دلتا “وأن تلقي الجرعتين ضروري لحماية الفئات الأضعف في المجتمع”.

لقاح شركة مودرنا الأمريكية قد يغيّر خريطة فيروس كورونا في الولايات المتحدة
لقاح شركة مودرنا الأمريكية (رويترز)

تحذير من إصابة نادرة

وفيما يخص اللقاحات، أضافت هيئة تنظيم الأدوية الأمريكية أمس الجمعة تحذيرا إلى التعليمات المصاحبة لجرعات لقاحي (فايزر/بايونتيك ومودرنا) للإشارة إلى الخطر النادر للإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد استخدامهما.

وقالت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية إنه بالنسبة للقاحين تمت إضافة تحذير يقول إن تقارير الآثار السلبية تشير إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، خاصة بعد الجرعة الثانية ومع ظهور الأعراض في غضون أيام قليلة بعد التطعيم.

وتم الإبلاغ عن أكثر من 1200 إصابة بالتهاب في عضلة القلب من بين نحو 300 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها، وكانت الإصابات أعلى بشكل ملحوظ على ما يبدو بين الذكور وخلال الأسبوع الذي يلي جرعة اللقاح الثانية.

وحددت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض 309 حالات دخول إلى المستشفى بسبب التهاب القلب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما وخرج 295 منهم من المستشفى.

وتقوم هيئات تنظيم الصحة في عدة دول بالتحقيق في حالات إصابة بالتهاب عضلة القلب تم اكتشافها بشكل متكرر بين شبان بعد تلقي جرعة من لقاح فايزر أو مودرنا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات