نتنياهو يحض نواب اليمين على منع الثقة عن الحكومة الجديدة التي تضم حزبا عربيا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (غيتي)

حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النواب اليمينيين على عدم التصويت بالثقة للحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وقال نتنياهو في منشور على حسابه في فيسبوك، الخميس “(رئيس الوزراء المناوب الأول في الحكومة القادمة) نفتالي بينيت، باع النقب لمنصور عباس (زعيم حزب القائمة العربية الموحدة)”.

وأضاف “يجب على جميع أعضاء الكنيست من اليمين، رفض هذه الحكومة اليسارية الخطيرة”.

ولم يتحدد موعد انعقاد الكنيست، للتصويت بالثقة على الحكومة، وأبلغ يائير لابيد زعيم حزب (هناك مستقبل) الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، الرئيس رؤوفين ريفلين بنجاحه في تشكيل حكومة بدعم من حزب عربي للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

وكان ذلك قبل نحو 30 دقيقة من المهلة التي منحها الرئيس ريفلين لـ”لابيد” لتشكيل حكومة منتصف ليل الأربعاء بتوقيت إسرائيل.

وبحسب قناة (كان) الرسمية قال لابيد في رسالة بعث بها للرئيس الإسرائيلي إنه تمكن من تشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع نفتالي بينيت رئيس حزب (يمينا) والذي سيتولى المهمة أولا.

وسيشارك في الحكومة الجديدة التي تطوي 12 عاما متواصلة من حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو أحزاب: هناك مستقبل (وسط- 17 مقعدا من أصل 120 بالكنيست) ويمينا (يمين- 7 مقاعد) والعمل (يسار-7 مقاعد) وأمل جديد (يمين- 6 مقاعد)، وأزرق- أبيض (وسط-8 مقاعد)، وميرتس (يسار-6 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (4 مقاعد)، وإسرائيل بيتنا.

من هو رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس؟

بعد توقيع الاتفاق مساء الأربعاء قال منصور عباس للصحفيين “قررنا أن نكون آخر من يوقّع، وعندما شاهدنا هذا يتحقق وقّعنا”.

ومساء الأربعاء، أصدرت القائمة العربية الموحدة قائمة من 11 بندا، تضمنت مطالب للمواطنين العرب -الذين يشكّلون 20% من عدد مواطني إسرائيل البالغ أكثر من 9 ملايين نسمة- حصلت عليها بموجب الاتفاق الذي وصفته بـ “التاريخي”.

ومنصور عباس (47 عاما) هو طبيب أسنان ينتمي إلى الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية التي انشقت عام 1996 إلى تيارين، إثر قرار زعيمها عبد الله نمر درويش المشاركة في انتخابات الكنيست.

ويقود التيار الثاني، الرافض للمشاركة بانتخابات الكنيست، ويُطلق عليه اسم (الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي) الشيخ رائد صلاح، الذي يقضي حكما بالسجن بتهمة التحريض وحظرت إسرائيل حركته عام 2015.

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة (الجزيرة – أرشيف)

وتاريخيا، تحرص الأحزاب العربية على عدم التعاطي الإيجابي مع أي حكومة إسرائيلية -إلا في حالات نادرة- كونها لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وترفض إنهاء الاحتلال.

لكنّ عباس، كسر هذا التقليد بعدما أعلن صراحة استعداده للتفاوض مع الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة ومقايضتها على تمرير بعض مصالحها مقابل إيجاد حلول لمشاكل العرب الكبيرة القانونية والمعيشية على حد قوله.

ولد منصور عباس في 22 أبريل/نيسان 1974، ويسكن في قرية المغار في الجليل، وهو متزوج ولديه 3 أبناء، ودرس طب الأسنان في الجامعة العبرية بالقدس وعمل في مهنته طبيبَ أسنان.

شغل بين السنوات 1997-1998 منصب رئيس لجنة الطلاب العرب في الجامعة العبرية، وانتخب عام 2007 أمينا عاما للجناح الجنوبي للحركة الإسلامية قبل انتخابه في العام 2010 نائبا لرئيس الحركة.

وفي عام 2019 قاد القائمة العربية الموحدة في انتخابات الكنيست الذي وصل الى عضويته للمرة الأولى في ذلك العام، ثم أعيد انتخابه 4 مرات منذ ذلك الحين لعضوية الكنيست.

وخاضت القائمة العربية الموحدة الانتخابات في مارس/آذار الماضي منفصلة عن القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة وحصلت على 4 مقاعد.

وتتعرض القائمة ورئيسها عباس لحملة مستمرة من قبل الحزب الشيوعي في إسرائيل الذي تمثله الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كما تنظر إليه العديد من الأحزاب العربية في إسرائيل على أنه يسبح عكس التيار.

غير أن عباس قال في تصريحات لوكالة الأناضول “تموضَعنا في موقع سياسي جديد، وقلنا: نحن قوة سياسية عربية وطنية مستقلة واثقة بخطواتها وانتمائها بهويتها وبثوابتنا الوطنية والدينية، وحقوقنا المدنية والقومية، ومستعدون أن نخوض غمار السياسة في إسرائيل، وأن نلعب دورا في صياغة القرار والسياسات في إسرائيل”.

المصدر : الأناضول