أكاديمي أمريكي: القبة الحديدية الإسرائيلية لن تصمد إلى الأبد وهكذا تمكنت المقاومة من اختراقها

صواريخ المقاومة الفلسطينية تفرض واقعا جديدا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي
صواريخ المقاومة الفلسطينية تفرض واقعا جديدا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي (غيتي)

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا للكاتب والأكاديمي الأمريكي سيث فرانتزمان قال فيه إن الحرب الأخيرة في قطاع غزة كشفت أن القبة الحديدية الإسرائيلية لن تستطيع الصمود إلى ما لا نهاية.

ويرى الكاتب أن الصراع الأخير كان مختلفًا عن الحروب السابقة في الأعوام 2009 و2012 و2014، إذ جرى إطلاق غير مسبوق للصواريخ من غزة وتراجع تصدي إسرائيل لها.

اختراق القبة

وتعتقد حركة حماس وداعموها في إيران -بحسب الكاتب- أن الحرب الأخيرة كانت ناجحة، إذ نجح أكثر من 60 صاروخا في اختراق مظلة الدفاع الجوي الإسرائيلي، كما تمكنوا من استخدام وابل من الصواريخ لملاحقة البنية التحتية الاستراتيجية.

واستهدفت حماس أيضا بطاريات القبة الحديدية والمطارات الإسرائيلية، كما استخدمت وابلًا مكثفًا من الصواريخ بطريقة جديدة مصممة -على ما يبدو- للتغلب على أنظمة القبة الحديدية.

وفي مرات عدة، تم إطلاق ما يصل إلى 140 صاروخًا في دقائق، مما أدى إلى تشبع السماء فوق تل أبيب وأسدود وعسقلان وربما مثّل حدًا تشغيليًا لاستخدام هذا النوع من أنظمة الدفاع الجوي.

ويقول الكاتب إن الرسالة بعد الحرب هي أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ربما لا تكون ذات يوم كافية لعرقلة أعداد هائلة من الصواريخ. وفي رأي الكاتب، لن تعترف إسرائيل بذلك ولكن هناك ما أسماه بـ “ذروة إستراتيجية” لهذه التقنية.

ضربة صاروخية كبيرة لمدينة تل أبيب وضواحيها داخل إسرائيل خلال الحرب الأخيرة (رويترز)

وتقول إسرائيل إن نظام القبة الحديدية لديه معدل نجاح اعتراض بنسبة 90%، ولا تذكر الحكومة عدد الصواريخ التي تم اعتراضها، ولكن في 15 مايو/أيار الماضي قالت إن النظام اعترض ما يقرب من 1000 صاروخ من أصل 2300 تم إطلاقها، وذلك مقارنة بمايو 2019 عندما تم إطلاق 690 صاروخًا من غزة خلال فترة قتال قصيرة وتم اعتراض 240 صاروخًا.

غير أن بطاريات القبة الحديدية ليست لا نهائية ولا صواريخها كذلك بحسب الكاتب، كما أن هدفها الأساسي هو حماية المدنيين وإعطاء السياسيين الإسرائيليين فرصة لتقرير ما ينبغي القيام به دون الاضطرار إلى غزو بري.

ماذا تغير؟

يقول الكاتب إنه بالنسبة للعديد من المراقبين ربما تبدو تلك الحروب في غزة وكأنها متشابهة لكن الحرب الأخيرة تمثل بداية حقبة جديدة.

فرغم أن نظام القبة الحديدية لعب دورا محوريا لمنع سقوط الصواريخ على تل أبيب وعسقلان والمدن الإسرائيلية الأخرى التي تم استهدافها، فإنه أوضح أنه لا يوجد حل للمشكلة الكلية التي تطرحها حماس من خلال السيطرة على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من القطاع.

إذن ما الذي تغير في 10 مايو؟ يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانقراض السياسي بعد أن فشل 4 مرات في تشكيل الحكومة وإعلان أحزاب المعارضة عن استعدادها لتشكيل ائتلاف.

آثار قصف صواريخ المقاومة الفلسطينية على مدينة تل أبيب (رويترز)

وتعتقد حماس أنها حولت التوترات في القدس إلى نجاح كبير خلال الحملة الأخيرة كما تفتخر بوجود مئات الأميال من الأنفاق تحت الأرض وأنها تعرضت لأضرار طفيفة فقط.

وفي غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه وجه ضربة قوية لحماس من خلال استهداف 60 ميلاً من الأنفاق والمخابئ التي تستخدمها لنقل الذخائر، كما يقول إنه استهدف 20 شخصا من قادتها.

وأظهرت الحرب الأخيرة مع حماس أنه على الرغم من أن القبة الحديدية أدت دورها المتوقع، إلا أنها لم تكن عصا سحرية لكسب الحرب أو ردع العدو.

وفي الخارج، يحذر دبلوماسيون إسرائيليون من أن سفاراتهم تعاني من نقص في الموظفين ولا يمكنها التعامل مع تداعيات الحرب، وربما يكون نجاح إسرائيل خلال العام الماضي في تحقيق السلام مع دولتين خليجيتين بالإضافة إلى السودان قد تعرض لانتكاسة.

وفي الوقت نفسه، قالت إيران إن “النظام الصهيوني ينهار”، حتى إنها أرسلت طائرة بدون طيار إلى شمال إسرائيل خلال المعركة الأخيرة واختبرت دفاعات إسرائيل هي الأخرى.

ويقول الكاتب إن كابوس إسرائيل المتمثل في حرب متعددة الجبهات قاب قوسين أو أدنى وإن أعداءها يعرفون ذلك، وتتوقع إسرائيل إطلاق 2000 صاروخ يوميا من حزب الله في الحرب القادمة، وتدربت لضرب ما يصل إلى 3000 هدف يوميًا في صراع مستقبلي، وزادت من قدرات أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات لمثل هذا السيناريو.

واختتم الكاتب مقاله قائلا “استطاعت القبة الحديدية حماية إسرائيل من الدخول في حروب برية كبرى في العقد الماضي، والآن ربما وصلت إلى ذروتها استراتيجية، مما يعني أن كبار الضباط في إسرائيل بحاجة إلى خطة جديدة”.

المصدر : فورين بوليسي