كورونا.. إلزامية التلقيح تكتسب زخما رغم معارضة ميركل والجوع يتفاقم عالميا

العالم في مواجهة الجوع ومتحوّر دلتا لفيروس كورونا
العالم في مواجهة الجوع ومتحوّر دلتا لفيروس كورونا (غيتي)

تكتسب إلزامية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19) زخمًا متزايدًا في بلدان عدة، بعدما فرضت فرنسا على العاملين في المؤسسات الصحية تلقي اللقاح لاحتواء تفشي المتحوّرة دلتا التي يثير انتشارها الكبير المخاوف من تسارع وتيرة الإصابات مجددا.

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 4 ملايين و44 ألفًا و816 شخصًا في العالم، فيما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أن تداعيات الجائحة على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد، لا سيّما وأن تلك التداعيات أسهمت خلال العام الماضي في زيادة عدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع.

وتفاقمت ظاهرة الجوع في العالم (+18% خلال عام) منذ ما لا يقل عن 15 عاما، وقد تقوض الأزمة الحالية أكثر من أي وقت مضى هدف الأمم المتحدة بالقضاء على الجوع في العالم والمزمع بلوغه بحلول 2030.

وستتلقى آلية (كوفاكس) الدولية لتأمين اللقاحات للدول الأكثر فقرًا 110 ملايين جرعة من اللقاحين الصينيين (سينوفاك) و(سينوفارم).

وتتسبب المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى -والتي ظهرت للمرة الأولى في الهند- بتسارع تفشي الوباء في مناطق عدة في العالم.

وفي السياق، أعلنت روسيا تسجيل حصيلة قياسية جديدة للوفيات اليومية جراء كوفيد-19 بلغت 780 وفاة، اليوم الثلاثاء، وذلك للمرة السادسة منذ مطلع الشهر الجاري، إذ تشهد البلاد تفشيا كبيرا للمتحوّرة دلتا.

وأغلق مركز للتلقيح في شاه علم -وسط ماليزيا- بعدما أظهرت الفحوص إصابة أكثر من 200 من أفراد طواقمه بالفيروس.

وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران -في مقابلة مع وكالة فرانس برس- أن تونس تسجل “أعلى” عدد من الوفيات في المنطقة العربية والقارة الأفريقية وتمر “بوضع صعب” قد يزداد سوءًا، وبالتالي تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات.

وقرّرت دول عدة تشديد التدابير الصحية المفروضة لاحتواء تفشي الفيروس وخصوصا حضّ السكان المترددين على تلقي اللقاح؛ ففي فرنسا أقدم نحو مليون شخص غالبيتهم من الشبان على حجز مواعيد لتلقي اللقاح بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، قرارات تحصر عمليًّا العودة إلى حياة اجتماعية طبيعية بتلقي اللقاح.

والثلاثاء أعلن مدير موقع (دوكتوليب) لحجز مواعيد التلقيح اللقاح أن “926 ألف فرنسي حجزوا مواعيد لتلقي اللقاح”.

ومساء أمس، أعلن ماكرون إقرار بلاده إلزامية تلقي العاملين في المؤسسات الصحية لقاحا مضادا لكوفيد-19، إلى جانب فرض “الشهادة الصحية” في المطاعم والمقاهي وبعض وسائل النقل اعتبارا من أغسطس/آب المقبل.

وأوضح أنّ العاملين في المؤسسات الصحية -سواء كانوا من مقدّمي الرعاية أم لا- أمامهم حتى 15 سبتمبر/أيلول المقبل لتلقي لقاح قبل دخول إجراءات عقابية حيز التنفيذ.

وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الثلاثاء، أن ألمانيا لا تنوي جعل التلقيح ضد كوفيد-19 إلزاميا مراهنة مرة جديدة على رغبة الشعب والترويج للقاح.

وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي في معهد (روبرت كوخ) الصحي “لا أعتقد أنه بإمكاننا كسب الثقة عبر تغيير ما قلناه” أي عدم جعل اللقاح إلزاميا، مضيفةً “لكن أعتقد أن بإمكاننا كسب الثقة عبر الدعاية للقاح وترك أكبر عدد ممكن من الأشخاص يصبحون سفراء للقاح انطلاقا من تجربتهم الخاصة”.

وتابعت المستشارة الألمانية “كلما تلقحنا أمسينا أحرارًا واستطعنا العودة إلى الحياة الطبيعية مجددًا”.

وأوضحت “يمكنني الدعاية بصفتي مستشارة، مع قناعة عميقة في سبيل التلقيح”، مشيرة إلى أنه من المفيد عرض سلبيات وإيجابيات التطعيم في لقاءات عامة.

ونصحت المستشارة الألمانية بـ”بحث المسالة معا في العائلة، في العمل، في نادي كرة القدم في كل مكان يثق فيه الأشخاص ببعضهم البعض”، وذلك لإقناع المترددين بالتلقيح.

وتلقى نحو 35.4 مليون شخص (42.6%) اللقاح بالكامل في ألمانيا، و48.6 مليونا (58.5%) تلقوا جرعة واحدة -كما أعلن وزير الصحة ينس شبان- معربا عن أسفه لأن الاتجاه العام هو “تباطؤ” وتيرة التلقيح.

وتكتسب إلزامية التلقيح زخما في دول أوربا، ففي اليونان سيصبح تلقي طواقم الرعاية الصحية اللقاح إلزاميا بدءًا من مطلع سبتمبر، وفي إيطاليا سيكون الأمر إلزاميا للأطباء والعاملين في القطاع الصحي تحت طائلة العقوبات.

وفرضت المملكة المتحدة، في 16 يونيو/حزيران، إلزامية التلقيح للعاملين في دور رعاية المسنين.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن غالبية القيود المفروضة في إنجلترا سترفع، في 19 يوليو/تموز، وهو يوم أطلقت عليه تسمية “يوم الحرية”، لكن السلطات دعت إلى توخي الحذر.

من جهتها، قرّرت المناطق السياحية الإسبانية في كاتالونيا وفلنسيا إغلاق الحانات والملاهي الليلية لوقف تفشي كوفيد-19 الذي تتسارع وتيرته في مختلف أنحاء البلاد.

وبدأت إسرائيل، أمس الإثنين، إعطاء جرعة ثالثة من لقاح فايزر/بايونتيك للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مجددا.

وندّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الإثنين، بـ”جشع” الدول التي تفكّر بتطعيم سكّانها بجرعة ثالثة من اللّقاحات المضادّة لكوفيد-19 رغم أن العِلم لم يُثبت بعد ضرورة هذه الجرعة المعزّزة، في الوقت الذي لا يزال فيه سكّان دول عديدة أخرى ينتظرون تلقّي جرعتهم الأولى.

والثلاثاء أعلنت روسيا التوصل إلى اتفاق مع معهد (سيروم إنستيتيوت) الهندي -أكبر صانع للقاحات في العالم- لإنتاج 300 مليون جرعة سنويا من لقاح (سبوتنيك-في) الروسي المضاد لفيروس كورونا.

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر + مواقع التواصل