عمره 17 عاما ويجيد 7 لغات ونشر 4 كتب.. من هو التونسي أمير الفهري؟ (فيديو)

يبلغ من العمر 17 عامًا، يدرس بكلية الطب في باريس ويجيد 7 لغات هي: العربية والإنجليزية والصينية والألمانية والكردية والفرنسية واللاتينية، وألّف 4 كتب قبل بلوغه سن 14 عاما.

إنه الشاب التونسي أمير الفهري، سفير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للشباب المبدع العربي.

من الوهلة الأولى يمكن ملاحظة لغة التفاؤل والأمل التي يحملها الشاب بين طيات حديثه للجزيرة مباشر، مؤمنًا بلغته العربية وبأن الشباب العربي يمكنه من خلالها إنجاز المستحيل.

وقال الشاب خلال حديثة لبرنامج (المسائية) إن إتقانه للعديد من اللغات مكنّه من التواصل بسهولة وشفافية مع الشباب وقادة الدول، وقال إنه درس في المدرسة العمومية التونسية ووُلد بكردستان العراق وكانت الكردية هي لغته الأم مع العربية ثم أتقن الإنجليزية مع كثرة السفر ومشاهدة بعض المسلسلات.

كذلك تمكّن من تعلم الألمانية، كما تعلم الصينية في زيارته الكثيرة هناك، وقال إن تعلم اللغات أمر سهل إذا فُهمت قواعد تلك اللغة، وضرب مثلًا باللغة اللاتينية التي ساعدته كثيرًا على سرعة تعلم اللغات الهندو أوربية وإتقان الإنجليزية والألمانية والفرنسية لوجود جذور مشتركة.

وقال إنه كان يشاهد فيديو أو مسلسلًا قبل النوم بأي لغة يريد إتقانها وكان لذلك تأثير كبير أيضًا، موجهًا نصيحة للأسر التي تعاني مع أبنائها لأجل الاتجاه للقراءة والتخلي عن الألعاب الإلكترونية، قائلًا “يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التعلم”.

وأضاف أن التصوّر بأن وسائل التواصل والكتب شيئان مختلفان هو أمر غير صحيح، بل هما مرتبطان إذا أردنا ذلك، فاليوم يمكن استغلال تطبيقات مثل تيك توك وسنابشات وإنستغرام وغيرها من تطبيقات الجيل الجديد، في تعزيز حب التعلم والمطالعة لدى الشباب بالنشر عليها.

وبالإجابة عن سؤال: كيف تجد الوقت لكل هذا إلى جانب دراسة الطب؟ أجاب الفهري “أفعل كل شيء، أجد الوقت للترفيه وكنت قبل قليل في الحي الثقافي (كتارا) بالدوحة، فأنا أقسّم وقتي وفق قاعدة 6 ساعات للنوم و6 أو 7 أخرى للجامعة والمذاكرة ليلًا ثم نصف ساعة يوميًا للكتابة، وخلال شهرين سيخرج كتابي الخامس إلى النور في فرنسا وسيتم ترجمته لعدة لغات وسأقدم لكم النسخة الأولى منه”.

وأضاف أن أول كتاب قام بتأليفه كان عمره آنذاك 12 عامًا في تونس ورغم أن دور النشر ترفض الاتفاق مع أي شخص قبل بلوغه 18 عاما، إلا أن محتوى الكتاب كان أقوى لأنه يحمل حلم السلام في العالم ورسائل أمل وتفاؤل شتى.

وعن سر التحاقه بكلية الطب وهو لا يزال في سن صغيرة، قال إنه في عمر 7 سنوات صدر قرار مباشر من قبل وزارة التربية التونسية بنقله من المرحلة الثالثة الإبتدائية إلى الخامسة، مضيفًا أن هذا العبور الاستثنائي عرّضه لكثير من المشكلات والتنمر، ثم قفز مرحلتين دراسيتين أخريين وحصل على شهادة البكالوريا الفرنسية وعمره 15 عامًا.

وبشأن التنمر الذي تعرض له وألّف حوله كتابًا، قال إنه تغلّب عليه لاحقًا لأن الاختلاف حتى ولو كان إيجابيًا فإنه يخلق مشاكل لدى البعض، وهنا وجه الفهري رسالة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي البشرة المختلفة وأصحاب النبوغ بأنه يجب الثقة في أنفسهم لأنه ليس من ذنبهم أنهم مختلفون بل بإمكانهم صناعة المستحيل.

الشاب التونسي أمير الفهري في ضيافة الجزيرة مباشر

وحول أمنياته في المستقبل، قال الفهري إن حلمه الأول هو أن يصبح طبيب جراحة، أما الحلم الثاني والمستمر فهو العمل على كل الأصعدة المتاحة عبر الكتب والرسائل والطرق الدبلوماسية لدحض الفكرة السلبية المنشرة عن الشباب العربي في وسائل الإعلام والتواصل.

وأكد أن الشباب العربي يمكنه مواصلة نجاح الماضي منذ عصر ابن خلدون، وأنهم متميزون في العلوم والتعليم ويجب أن يستمر ذلك مستقبلًا لتحقق الازدهار لدولهم.

ووجه نداءً عبر الجزيرة مباشر إلى الدول العربية لدعم مشروع أول مدرسة دولية بمخيمات اللاجئين في الموصل بالعراق، حتى ولو كان هذا الدعم معنويًا، ليرى الغرب أن الوطن العربي يتحد لأجل أطفال العرب.

وفي رسالته إلى الشباب العربي في ظل تصاعدت موجات الهجرة غير الشرعية، قال “الحياة صعبة ودومًا تواجهنا صعوبات وأنا واجهتها بالفعل لكن إذا توقعنا أننا لم نصل ولم ننجح فلن نقوم بأي خطوة، والحقيقة أنه بإمكاننا أن ننجح من قلب الوطن العربي فأولى مشاركاتي في المسابقات الدولية بالأمم المتحدة كانت من تونس”.

وكان الفهري التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما قال إن زوجته بريجيت ماكرون استدعته قبل أيام لزيارة الأطفال بإحدى المستشفيات، الذين كانوا قد فقدوا الأمل والتفاؤل بسبب جائحة كورونا ولجأ بعضهم للانتحار أو إيذاء النفس، وكثير من الشباب حول العالم وصلوا لنفس الشيء، وأوضح أنه تحدّث معهم، وهنا ميزة الحوار من شاب إلى شاب إذ تمر الرسالة أكثر شفافية وقوة مما يسهل إيصالها إلى قادة دول العالم الذين بإمكانهم اليوم اتخاذ القرارات.

المصدر : الجزيرة مباشر